في حوار مع إيلاف تحدث الفنان يحيى الفخراني عن مسلسله الأخير «الخواجة عبد القادر» الذي عرض خلال رمضان الماضي ويعاد عرضه حاليا على أكثر من محطة، كما تحدث عن التعاون مع نجله شادي في أول تجاربه الإخراجية. وقال الفنان يحيي الفخراني بأنه تمنى العمل مع نجله شادي في إخراج أعماله الدرامية، لكن إتجاه نجله للسينما وتركيزه هو في التليفزيون كان السبب في تأخر هذه الخطوة مشيراً إلى أن الفن لا يعرف الواسطة، ولا يمكن في الوقت نفسه أن يرفض العمل مع شادي لمجرد أنه إبنه. وأضاف الفخراني في حواره مع إيلاف أن قصة مسلسل «الخواجة عبد القادر» قدمت له قبل 3 سنوات تقريباً ولم يجد نفسه فيها، موضحاً أنه وافق عليها بعد أن قرأ ملخص آخر لها نهاية العام الماضي، وإلى نص الحوار: رفضت مسلسل «الخواجة عبد القادر»، لكنك عدت لاحقا لتوافق عليه، فما السبب؟ قدم لي السيناريست عبد الرحيم كمال ملخص للمسلسل قبل 3 سنوات تقريبا، وعندما قرأته لم أشعر بحماس كبير للموافقة عليه، ووجدت أن شخصية البطل لا تناسب مرحلتي العمرية، وإقترحت عليه أن يقوم بتقديمه لأحد الفنانين الشباب، وبعدها نسيت الموضوع، وقدم لي كمال وقتها مسلسل «شيخ العرب همام». وبعد رمضان الماضي عاد كمال ليقدم لي معالجة درامية للعمل في نحو 20 ورقة فشعرت بإنجذاب شديد له، خاصة لتناوله فكرة الإسلام الوسطي التي نحتاج إليها اليوم أكثر من أي وقت مضى، وتحمست للعمل رغم إدراكي لصعوباته المتعددة. ما هي الصعوبات من وجهة نظرك؟ ثمة صعوبات كثيرة واجهتنا خلال التصوير، فعلى مدار عدة شهور منفصلة كان يتم التصوير الخارجي بمنطقة دهشور، حيث بدأنا التصوير في شهر يناير بالطقس البارد، ولم ننته إلا في بداية شهر غشت في الحر الشديد مما أصاب فريق العمل بضربات شمس ونزلات للبرد، بالإضافة إلى العديد من الصعوبات الاخرى المتعلقة بمواعيد التصوير، حيث كانت غالبية المشاهد يتم تصويرها في النهار ويستغرق الذهاب والعودة من مكان التصوير نحو 200 دقيقة يوميا وهو مجهود آخر لا يجب أن يشعر به المشاهد أمام الكاميرا لأنه أمر ليس له علاقة به. لكن ثمة آراء إعتبرت أن «الخواجة عبد القادرش بمثابة مغازلة للتيار الإسلامي؟ أرفض التعليق على مثل هذا الكلام، لكن ما ذكرته لك بأن الفكرة عرضها علي المؤلف قبل عدة سنوات، لكن حديث المؤلف الدائم عن الشخصية والتحولات الموجودة فيها وإعلان إسلامه، جعلني اتحمس لإعادة قراءته مرة اخرى في ملخص أشمل من الذي قدم لي سابقا، والتحضير للعمل قبل الثورة يعني أن المسلسل ليس له علاقة بمغازلة التيار الإسلامي حيث كتب قبل الثورة وقبل وصولهم إلى الحكم. وما سر حماسك لتجربة «الخواجة عبد القادر» في هذا التوقيت؟ فكرة العمل وطرحها للإسلام الوسطي، فهذا الإسلام هو الذي نشأت عليه واعتقد أننا بحاجة إلى التعريف بالإسلام الوسطي المعتدل في هذا الوقت، فالخواجة عبد القادر أشهر إسلامه إقتناعا بالدين الحنيف، ولرغبته في أن يدخل هذا الدين، وليس تحت ضغط أو ترهيب من أحد. هل قصدت إسناد إخراج المسلسل لأبنك شادي؟ أدرك جيدا أن الفن لا يوجد به أي مجال للواسطة، ولا أنكر بأنه كانت لدي رغبة في العمل معه منذ تخرجه قبل نحو 20 عاماً من معهد السينما، لكن التكنيك الذي كان يعمل به يرتبط بالسينما ومن ثم عمل بها مساعد مخرج مع كبار المخرجين، وليس بالتليفزيون الذي أركز فيه، لكن إستخدام تقنيات السينما في التليفزيون حمست شادي على خوض التجربة من خلال «الخواجه عبد القادر»، وأكبر دليل على نجاح شادي في العمل الإشادة التي حصل عليها من قبل النقاد والجمهور والتي تؤكد على أنه مخرج موهوب بالفعل ولا يمكن أن ارفض التعاون معه لمجرد أنه ابني. الم تخش من التعرض للانتقادات بسبب التطرق لأولياء الله الصالحين الذين يتقرب البعض من خلالهم الى الله؟ بالتأكيد هي منطقة حساسة للغاية خاصة في ظل وجود من ينادي بهدم هذه الأضرحة، على الرغم من اعتقادي بأن كل شخص حر في الطريقة التي يتقرب بها إلى الله، وهي العبارة التي قيلت في بداية العمل ونهايته، وأعتبر الإتجاه لهدم الأضرحة تصرف يعبر عن عنف، وعلينا أن نترك للجهات المختصة من مشيخة الأزهر ودار الإفتاء الفتوى النهائية فيما يتعلق بها، ولا يصح أن نفرض أراء شخصية على عموم الناس دون أن يكون هناك رأي للجهات الدينية المختصة.