في موازاة الاشتباك بالرصاص والقذائف والصواريخ، يخوض طرفا النزاع في حلب حربا كلامية تبدا في منطقة السيد علي يوميا بسيناريو واحد: يصرخ المعارضون المسلحون «الله اكبر»، فيرد عليهم الجنود «ستصعدون اليه قريبا». وغداة مواجهات شرسة بين الجانبين، طردت القوات النظامية قبل نحو اسبوعين المقاتلين المناهضين للنظام من حي الجديدة المسيحي الواقع عند طرف هذه المنطقة ليتحول اثر ذلك الى خط للتماس يرزح تحت رحمة القناصة. ويفصل اقل من 50 مترا بين طرفي النزاع اللذين لا تلتقي اعين عناصرهما، انما تتقاطع اصواتهم ونداءاتهم وشتائمهم الساخرة في اغلب الاحيان. ويقول المجند احمد (22 عاما) «يتعاملون معنا على اساس اننا كفار ونستحق الموت، ونحن نسخر منهم ونقول لهم انهم لن يجدوا عذراء تقبل باي منهم في الجنة». ويؤكد عسكريون انهم القوا القبض في السابق على مقاتلين كانوا يحملون في جيبوهم ملابس داخلية نسائية ظنا منهم انهم سيتمكنون من اهدائها الى «العذارى الحور العين اللواتي وعدوا بهن في الجنة بعد ان يستشهدوا». ويشير جنود آخرون الى ان بعض المقاتلين في الجانب الآخر يدخلون المعركة وهم يحملون «جواز سفر للجنة» منحهم اياه شيخ سلفي، ويقول احد الجنود «نستطيع برصاصاتنا ان نساعدهم على الوصول الى باب السماء». وغالبا ما يرد المقاتلون وخصوصا الاسلاميين على جنود القوات النظامية متوعدين اياهم ب»نار جهنم». ويسخر بدوره الجنرال في الحرس الجمهوري الذي يقود العمليات العسكرية في غرب حلب من المعارضين المسلحين، قائلا «هم يدعون انهم يقاتلوننا حتى يتناولوا طعام الغداء على طاولة الرسول، لكن هل تظنون فعلا ان النبي قد يفكر في مشاركتهم الطعام». ويتابع «اعتقد ان مجرد التفكير بذلك سيقطع شهيته». ومنذ بداية النزاع الذي قتل فيه اكثر من 26 الف شخص بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، يؤكد النظام انه يخوض مواجهة مع متطرفين تمولهم دول عربية وذلك بهدف القضاء على التعايش بين الطوائف في سوريا. ويشكل السنة غالبية سكان سوريا (80 بالمئة) علما ان الاقلية العلوية (10 بالمئة) التي يتنمي اليها الرئيس بشار الاسد تسيطر على مقاليد الحكم منذ عقود.