تمكن رجال الأمن مساء أول أمس من تفكيك عصابة محترفة مختصة في سرقة الدراجات النارية، والسطو عليها بعد شكايات متعددة من ضحايا بالمدينة. تفاصيل الحدث انطلقت بدورية للفرقة الأمنية الراكبة المتنقلة والتي كانت تمشط منطقة المحاميد 9 وبوعكاز. ففي الوقت الذي كان فيه العنصران الأمنيان يقومان بالجولة الروتينية، لفت انتباههما شخصان يمتطيان دراجة نارية ذات الصنع الياباني والمعروفة بمراكش ب « التروة» ،هذان الأخيران تفاجآ برجال الأمن في الاتجاه المعاكس مما أربك تحركهما وهو ما دفع برجلي الأمن الى التحقق من هويتهما بعد أن اتضح أن سلوكهما غير طبيعي. فورا، تعجل رجال الأمن بملاحقتهما حيث عمل المجرمان على الهروب عبر أزقة وشوارع خالية في اتجاه الطريق المؤدية لأيت ايمور ما زاد من حماس رجال الأمن على اللحاق بهما واستدراكهما على عجل. تلك اللحظة دفعت من المجرمين الى إلقاء الدراجة النارية المسروقة و الهروب إلى إحدى الفيلات وهو ما حدا كذلك الى اللحاق بهما وبالتالي طلب المساعدة من الفرق الأمنية الأخرى لتقديم الدعم. هذا الأخير تم في وقت وجيز من مجموعة من رجال الأمن وتكثف البحث عن المجرمين داخل الفيلا الفارغة من السكان. ليتم في الأخير اكتشافهما داخل بئر بعمق 40 مترا في حديقة الفيلا وهم في وضعية معلقة. رجال الأمن استنجدوا بالفرقة الخاصة للوقاية المدنية لاستخراجهما، ليتم إلقاء القبض عليهما من داخل البئر واقتيادهما إلى خلية مكافحة الجريمة بولاية أمن مراكش للتحقيق معهم ومن معهم قبل تقديمهم للنيابة العامة. الحادث خلف ارتياحا بليغا وتنويها من حشود الساكنة التي عاينت المطاردة وتصفيقات من شباب اعترافا بالخدمة المتميزة لرجال الأمن في إلقاء القبض على العصابة التي روعت منطقة المحاميد 9 ومناطق بوعكاز وصوكوما، والتي عملت على سرقة العشرات من الدراجات النارية عن طريق السطو وباستعمال تقنيات متطورة من مفاتيح خاصة وأدوات ومواد كيماوية لتكسير الأقفال. الغريب في الأمر أنه ومن باب المعجزات أن يتم استرجاع دراجة نارية مسروقة في أقل من ساعتين وفي مدينة أضحت قبلة عصابات محترفة من مراكش ونواحيها، حيث تعمد العصابة مباشرة بعد سرقتها إلى تغيير ملامحها وبيعها بثمن زهيد في ضواحي مراكش أو تفكيكها إلى قطع غيار وبيعها لمحلات مختصة لهذا الغرض و معروفة أو تزوير وثائقها وبيعها في أسواق محلية وجهوية. إن هذه الظاهرة شكلت ولا تزال تشكل عبئا ثقيلا على مجموعة كبيرة من الضحايا وما حجم الأضرار المادية والنفسية لهؤلاء إلا حافز حقيقي لاعتماد خطة طويلة الأمد لمحاربة آفة سرقة الدراجات والضرب على أيدي المجرمين وتقزيم أصابع المتدخلين فيها، و والذين يشجعون هؤلاء على اقتناص ضحايا جدد كل يوم بجميع أنحاء مراكش ولكل الشرائح الاجتماعية والعمرية بدون استثناء وفي واضحة النهار. للإشارة فقد تم تحديد هوية صاحب الدراجة المسروقة، وتم استدعاؤه للقيام بالإجراءات الخاصة وبالتالي تسليمه دراجته وهو ما تفاجأ به واعتبره فعلا عملا محمودا ومشجعا.