يجسد الفنان المغربي ياسين أحجام في السلسلة التلفزيرنية «بنات لالة منانة» دورا يتحدث فيه لأول مرة بلهجته الأم «الشفشاونية»، أملاها فضاء التصوير شفشاون، وأيضا شخصيته التي يتقمصها. يعتقد أحجام أن اقتصار بث بعض الاعمال التخييلية على شهر رمضان يضيع عليها فرصة المتابعة الجيدة، والتقييم الحسن بالإضافة إلى كونها في أحيان كثيرة يتحكم الضغط الزمني في إنتاجها. ويقول إن سلسلة «بنات لالة منانة» تمنح فسحة للإبداع وتمكنه من الأداء في فضاءات خارجية، واعتبر أن اهتمام الصحافة بالأعمال التلفزيونية في رمضان مرتبط بوفرتها، ومن شأن الكتابات النقدية أن تنمي الوعي لدى الجمهور. كيف يرى ياسين أحجام المشاركة الموسمية للفنان المغربي في تلفزيون رمضان؟ إن اقتصار اشتغال الفنان المغربي فقط في شهر رمضان مشكل يعانيه كل الفنانين المغاربة، وأعتقد أن تركيز أغلب الأعمال في شهر رمضان، هو ظاهرة غير صحية، إذ الأجدر هو أن يشتغل الفنان على طول السنة. وأظن أن الاقتصار على الاشتغال لأجل شهر رمضان فقط يولد ضغطا مزدوجا على المشاهد من جهة، وأيضا الممثل بسبب الضغط الزمني الذي يؤثر سواء على المتابعة أو على جودة المنتوج. هل ارتباط الانتاج التلفزوني بشهر رمضان أمر طبيعي في نظرك؟ في اعتقادي إن ارتباط الإنتاج التلفزيوني سواء في شقه الدرامي أو الكوميدي بشهر رمضان أمر غير مفهوم، ويحتاج بعضا من التوضيح. فالحقيقة أن جزءا كبيرا من المشاهدين المغاربة لايتمكنون من متابعة كل الكم من الانتاجات التلفزيوية المقدمة إليهم في هذا الشهر الفضيل، وذلك لطبيعة الطقوس الرمضانية التي لا تسمح له في أحيان مشاهدتها، في حين أن بث أعمال تلفزيونية على طول السنة يمكن من إيجاد مكانة لها لدى المشاهد ويتابعها باهتمام، ويمكنني القول إنه في كثير من الأحيان لا ينتبه السواد الأعظم لبعض الاعمال الرمضانية إلا بعد إعادة بثها خلال البرمجة العادية. كيف يرى ياسين أحجام مشاركته في «لالة منانة» السلسلة التلفزيونية؟ هو عمل للشاعر غابرييل كارسيا ماركيز، تم اقتباسه في مرحلة أولى لتحويله الى مسرحية، ثم في اقتباس ثان لتصبح سلسلة تلفزيونية، وأعتقدة أن الفرجة لن تكون مشابهة ما بين «لالة منانة» المسرحية و«لالة منانة» السلسلة التلفزيونية، وإن كان العمود الفقري للعملين ذاته هو النص الأصلي غابرييل كارسيا ماركيز، فإن السلسلة التلفزيونية تتميز بتقديم أحداث جديدة، في أسلوب درامي تلفزيوني له ضوابطه التي تختلف عن العمل المسرحي، الذي يعتمد على التكثيف والاقتصاد في الأداء، ويمكنني القول إن الحلقات الأولى من « بنات لالة منانة» لقيت استحسانا من قبل المشاهد المغربي، وهذا يشكل ارتياحا في حد ذاته للطاقم الذي اشتعل لحوالي خمسة أشهر لإنجازها. يقدم أحجام دورا باللهجة الشفشاونية، كيف تم ذلك؟ لأول مرة أؤدي دورا باللجهة الشمالية، بل باللهجة الشفشاونية المحلية. فقد قررت أن أمثل بلهجة المنطقة التي أصور بها أحداث السلسلة. فقد حكمتني الشخصية والفضاء للتمثيل باللهجة الشفشاونية، وقد سبق لي أن مثلت في عمل تخييلي سوف يبث في المستقبل من الأيام، أيضا، باللسان الحساني، وقد تمكنت في ظرف ثلاثة أشهر من البحث والتكوين لتطوير حديثي بالحسانية، لأتمكن من تجسيد الشخصية التي أقدمها في هذا العمل. لقد كان مكنت شخصيتي في «بنات لالة منانة» فرصة للكثيرين من التعرف على أصولي الشمالية، وأيضا كانت تجربة مكنتني من التحول من الأداء الداخلي إلى الأداء الخارجي. يزيد اهتمام الصحافة بالانتاجات التلفزيونية في رمضان هل هذا أمر صحي؟ إن الكتابات النقدية في رمضان كثيرا ما ترتبط بالانتاجات التلفزيونية، وأعتقد أن حركية النقد الصحفي في الشهر ترتبط بغزارة الانتاج. وأظن أن هذه الكتابات من شأنها أيضا أن تنمي حس القراءة وكذلك وعي الجمهور من خلال تمكينه من وعي نقدي إزاء ما يقدم من إنتاجات.