توفى اللواء عمر سليمان في مستشفى كليفلاند بالولاياتالمتحدة، حيث كان قد أصيب بمرض في الرئة منذ بضعة أشهر، ثم حدثت له مشاكل في القلب، وتدهورت صحته بشكل مفاجئ منذ ثلاثة أسابيع، استدعى نقله إلى مستشفى كليفلاند بولاية أوهايو الأمريكية للعلاج، إلى أن توفى في ساعة مبكرة من صباح أمس الخميس. وقال مساعد لرئيس جهاز المخابرات المصري السابق عمر سليمان، يوم أمس الخميس، إن سليمان، الذي كان ضمن الدائرة المقربة للرئيس المصري السابق حسني مبارك، توفي في الولاياتالمتحدة حيث كان يخضع لفحوص طبية. وقال حسين كمال مساعد سليمان «كان بخير. حدث هذا فجأة. كان يخضع لفحوص طبية في كليفلاند» دون أن يعطي سببا لوفاة سليمان. وصرح بأن الترتيبات جارية لنقل جثمان سليمان الى مصر حيث سيتم دفنه. وقال مسؤول رفيع في المخابرات المصرية طلب عدم نشر اسمه انه تحدث مع صهر سليمان وانه أكد وفاته. وكان مبارك قد عين سليمان نائبا له قبل ايام معدودة من الإطاحة بالرئيس السابق في انتفاضة شعبية العام الماضي. لكن هذه المناورة فشلت حين رفضت الحشود التي تطالب برحيل مبارك التنازلات السياسية التي عرضها سليمان لتهدئة الاحتجاجات. ورأس سليمان المخابرات المصرية منذ عام 1993 ولعب دورا دبلوماسيا بارزا في علاقات مصر مع اسرائيل والفصائل الفلسطينية والولاياتالمتحدة حليفة مصر التي تقدم لها مساعدات ضخمة. وتردد اسم سليمان كخليفة محتمل لمبارك لكن معظم المصريين كانوا يعتقدون ان الرئيس السابق سيتمسك بالمنصب لاخر العمر او يحاول تسليمه لابنه. وبعد ان غاب عن الساحة لاكثر من عام عاد سليمان الى المعمعة مرة اخرى هذا العام حين قام بمحاولة قصيرة للترشح في انتخابات الرئاسة انتهت بخروجه من السباق حين لم يحصل على التوقيعات الكافية لذلك. وقال أحد المقربين انه غادر البلاد بعد ذلك مع أقارب له الى ابو ظبي الاتحاد الاشتراكي ووكالات الأصل في رجل المخابرات هو التزام الظل ،واعتماد القنوات الموازية ،ليس بينه وبين العالم الخارجي سوى الصوت، أما الصورة فتظل في الظلال? لكن عمر سليمان دخل دائرة الضوء من باب الشرق الاوسط ? شرق الاضواء الكاشفة في لوحة القضية الفلسطينية ? عمر سليمان المصري يبلغ من العمر 64 سنة ،ويرأس جهاز المخابرات القوية ،التي صنعت الدولة - وما زالت ربما - في مصر إلى أن قال عنها المرحوم جمال عبد الناصر بعد هزيمة 67 :»سقطت دولة المخابرات»? يومها كانت مصر والعرب معها قد خسرت حرب التحرير الطويلة ضد الدولة العبرية ، لكن المفارقة اليوم أن الرجل المخابراتي يدخل العلنية بالفعل من القضية ذاتها ، ليس من باب الحرب بل من باب السلام ? في الثالث والعشرين من ابريل الماضي نجح رجل المخابرات القوي في التقريب بين فلسطينيَيْن اختلفت رؤيتهما لمسألة فلسطينية ،أبو عمار وأبو مازن حول الحكومة الفلسطينية المنذورة لخارطة الطريق ?لقد ظهر الرجل بين الأخوين اللدوذين باسما باحتشام بعد أن أفلح في اقناع كل واحد منهما بالاخر ? ما لم تلتقطه الصورة ولا شك هو الوزن القوي لمصر الدولة ورقمها الكبير في الشرق الاوسط ،لكن الرجل يمتلك من القدرات الحوارية ما يجمع شقيقين فرقت بينهما سبل الطريق وخارطتها الامريكية ? عمر سليمان وريث جهاز كان صلب الدولة وكان استيهامات الرعب في مصر :المخابرات ، الجهاز الذي أطر الحياة فيها وزرع أعينه في كل زوايا من زواياها حتى عاد كل فضولي أو متسائل عميلا محتملا من عملائها وأصبح عمر سليمان «عين الرئيس مبارك وأذنه»?? صار بذلك رجل ثقته ،يثق فيه ثقة كاملة يستشيره في اختيار الوزراء كما يستشيره في الشؤون الجهوية ? بل تتعدى الحميمية المجال السياسي ، فيصحبه الى زيارة الطبيب?! عمَّرعُمَر سليمان على رأس المخابرات أكثر ممن سبقوه ،وإليه يعود الفضل في ما تعتبره الدولة في مصر أمانا واستقرارا? تلقى عمر سليمان تكوينا قانونيا لكن تدريبه العملي استقاه من صرامة الجندية ? وبالضبط في الاستخبارات العسكرية ? هذا الجهاز الذي يعد من أقوى الاجهزة في مصر وربما في المنطقة سكن عقول الكثيرين باعتباره الانبوب المعتم لصناعة البطولة المصرية في حرب الجواسيس ضد اسرائيل ، وبذلك يكون عمر سليمان وريث رأفت الهجان في ذهنية الجماعية?، رقي في بداية السبعينيات ،في عز المرحلة الساداتية على رأس المخابرات العامة? ليبدأ نجمه في الصعود وسرعان ما صار البديل الوحيد لسابقه عمر النمار الذي ارتكب خطأ فادحا بالنسبة لبلد كمصر عندما أساء تقدير الانقلاب الذي قام به سنة 1989 عمر البشير في السودان ،المسيطر على مياه النيل ومنابعه ، وهو ما يعد من باب الخطأ الاستراتيجي بالنسبة لرجل المخابرات? لأن ذلك معناه فقدان السيطرة على الجار الحيوي? بعدها تم تعيين النمار سفيرا لمصر في دولة???الكويت وعين عمر سليمان مكانه? في شتنبر 1990 ،عندما اندلعت أزمة حرب الخليج الثانية بعد الاجتياح العراقي للكويت ،قررت مصر المشاركة في التحالف وإرسال قوات مصرية للمشاركة في الحرب ؛فتم تكليف الرئيس الجديد للمخابرات بالتتبع وربط الاتصال بالمملكة العربية السعودية ? فقام بالعملية حسب ما هو مطلوب منه وأحسن في ذلك الشيء الذي قدره القائد العام للقوات السعودية وقتها ،ووزير الدفاع حاليا خالد بن سلطان أحسن تقدير و?من الواضح أن مثل الوزير السعودي يأخد برأيه في أمور مثل هذه،وفي تحالف مثل هذا ? كواليس في يوم 26 يونيو 1995 كان الرئيس المصري حسني مبارك في زيارة إلى إثيوبيا لحضور القمة 31 لمنظمة الوحدة الافريقية? في الطريق المؤدية من المطار الى العاصمة الاثيوبية اعترض طريقه موكب من السيارات ونزلت منها مجموعة من المسلحين شرعوا في إطلاق النار على السيارة المصفحة ? وتم تبادل إطلاق النار بين الحرس الجمهوري لمبارك والمسلحين شارك فيه عمر سليمان شخصيا ? قتل رجلان مسلحان إضافة الى رجال أمن إثيوبيين ?لكن الرئيس نجا من العملية ? والحال أن رئيس المخابرات كان على علم بالمؤامرة واتخد الاجراءات اللازمة لذلك دون اللجوء الى تأجيل الزيارة أو عدم مشاركة الرئيس? يعتقد العديد من المقربين منه أن النهاية السعيدة لهذه المأساة هي السر في الحظوة التي يكنها الرئيس لرئيس جهاز مخابراته?ويظل عمر سليمان هو الكواليس ،يحافظ على غموضها وعلى هالة العتمة التي تحيط برجالها يعزز هو ذلك بنظاراته المعتمة،والضبابية ضبابية العالم السري للاجهزة? إذا كان البعض يتهمه بأنه شخص بلا «كاريزيمية» فإن التهمة مردودة لأنه ككل رجل استخبارات لا يحتاج سوى عبقرية الظل?لا يحتاج الى كاريزمية القائد السياسي ، لكنه في المقابل يحتاج الى ما تفرزه الكاريزمية عموما :أي ذكاء القيادة من وراء الستار? ومع كل مايقال عن هذا فإن الأمر لا يمنعه من أن يكون معروفا في الأوساط المعنية ببلاده،أو التي يهم بلاده أن تكون معنية بها??? وبذلك ينتقل من المخابرات الى الديبلوماسية فيكون انتقاله من مجاله السري الى المجال الحيوي للدولة الذي لا يقوم سوى على استثمار هذه السرية نفسها، وفي هذا السياق راج اسمه عندما كانت بلاد الكنانة تبحث عن خليفة لعمرو موسى على رأس الديبلوماسية ? فالمجال مجاله دخله من باب الملفات الملتهبة :ملفات السودان وإيران وفلسطين ?ولهذا السبب يظل قريبا من الأمريكيين ويظل أحد العارفين الكبار بخبايا الادارة الامريكية ، في كل مرة يتوجه الرئيس حسني مبارك الى واشنطن يسبقه ظله عمر سليمان لاستطلاع الميدان والالتقاء باهله تسعفه في ذلك خبرته كعسكري اعتاد رصد المكان قبل دخول الجنود? وكلما التهب الملف ازداد حضور رئيس المخابرات أكثر في الصورة ? حدث ذلك إبان الانتفاضة الثانية في شتنبر 2000 أو عندما توالت تداعيات الوضع الفلسطيني تحت الاحتلال فاستدعت مصر سفيرها في تل ابيب محمد بسيوني احتجاجا على الانتهاكات الصارخة التي ارتكبتها حكومة شارون الاستعمارية? فظل عمر سليمان الخيط الرابط بين الجانبين يلتقي بالقادة في الشريط الاخر من الحدود الصحراوية من قبيل رئيس جهاز مكافحة التجسس [الشين بيت ] أو رئيس الدولة موشي قصاب أو غيره من وجوه العدو المخاطَب أمثال شمعون بيريز وزير الخارجية آنذاك أو بن يامين اليعازر ، بل حتى شارون نفسه كما وقع في السابع من يوليوز 2001? الاسرائيليون الاسرائيليون يعتبرونه «مسلم متحضر «? ويكنون له مودة خاصة? والحال أن الامر في المخابرات لا يمت بصلة للاحاسيس ذات العلاقة بعقيدة المخاطب? بل بدرجة الثقة بين الطرفين لهذا اعتبره بن اليعازر ،وزير الدفاع السابق «من الشخصيات الاكثر جدية في مصر وأحد رجالها الاقوياء»? أحيانا كثيرة قادته مهامه الى «تعويض» زمريكا في مهامها! كما روت ذلك يوميتان اسرائيليتان من أكثر الصحف نفوذا وانتشارا في اسرائيل :هارتز ومعاريف اللتان خصصتا له العديد من المقالات في يوليوز 2002 عندما كان الاسرائيليون والامريكيون يمارسون الضغوط تلو الضغوط على عرفات من أجل ما اسموه «باصلاح أجهزة الأمن «، وقتها اعتبر الملاحظون والخبراء أن سليمان «مفوض « من واشنطن من اجل اقناع الرئيس الفلسطيني، ومما يؤكد هذا الاتجاه أن الجنرال عمر سليمان كان أول مَنْ أخبرته السلطة الفلسطينية بإعفاء جبريل رجوب من منصبه كرئيس للأمن الوقائي الفلسطيني?كما يرى اخرون أنه كان وراء تعيين وزير الداخلية عبد الرزاق يحيى ? وترى صحيفة «هارتز» أن لا أحد ينافس عمر سليمان في مجاله «عكس ما يحدث في سوريا مثلا حيث تتداخل الاجهزة فيما بينها ويتجسس بعضها على بعض فلا يوجد في مصر سوى رئيس واحد للزمن» هو سليمان بالطبع الذي يجمع جهازه « سلطات الموساد [الاستخبارات] والشين بيت [الامن الداخلي]» كما اشتهر أيضا بأنه «جيد الانصات والالتقاط « عكس رئيس الدولة حسني مبارك الذي ترى الصحيفة نفسها «ان مواقفه من الصراع الاسرائيلي الفلسطيني قوية لكنها تبسيطية في نهاية الامر»? قليلة هي الوساطات التي لا يحالفه فيها الحظ ، كما حدث مثلا عندما استعصى عليه انتزاع إعلان هدنة من منظمتي حماس والجهاد الاسلامي في الاجتماع الذي ضمه واياهما في القاهرة في يناير 2003? من المحقق أن الوفاء والتكتم والدعم العلني والسري لكل من الامريكيين والاسرائيليين عل حد سواء كلها اوراق رابحة تحسب له في رهان البحث عن خليفة للرئيس مبارك حينما يحين وقت ذلك ? أضف الى هذا أن حضوره في الاتصالات بين الفلسطينيين والاسرائيليين جعلت لرجل الظل شهرة في بلاد النيل ، ففي صيف 2002 ظهر لأول مرة على شاشة التلفزيون بمناسبة حوار مطول مع رئيس السلطة الفلسطينية ، ومن الاشياء الدالة في هذا السياق أن الاهرام والاخبار والجمهورية؛ اليوميات الثلاث المقربة من السلطة نشرت صورته وهو يصافح الرئيس عرفات على صدر صفحاتها الاولى في المكان المخصص عادة لأنشطة الرئيس حسني مبارك ، ولعل اهمية الحدث لم تخف على المتتبعين الذين يدركون أن القضية الفلسطينية تحظى بسند شعبي كبير في بلاد الكنانة? وكانت النتيجة فعلا أن السؤال الضمني طرح نفسه في الاوساط المصرية :ما ذا لو اختار الرئيس خليفة له بسبب الضغوط الامريكية أو بسبب مشاكل صحية ؟ سؤال يكاد يكون ميلا الى سليمان? «نعي» «أيها الأخوة المواطنون.. قرر الرئيس محمد حسني مبارك تنحيه عن منصب رئيس الجمهورية وتكليف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد والله الموافق والمستعان»، كان هذا البيان المقتضب هو أشهر ما قال الراحل في السادسة من مساء يوم الحادي عشر من فبراير، حيث أعلن مبارك تنحيه وكلف سليمان، نائبه آنذاك، بإلقاء البيان. وتولى أثناء فترة عمله كرئيس للمخابرات العامة، ملف القضية الفلسطينية، وذلك بتكليف من الرئيس السابق محمد حسني مبارك، وكان عنصرا أساسيا في الوساطة حول صفقة الإفراج عن العسكري الإسرائيلي الأسير لدى حركة حماس جلعاد شاليط، والهدنة بين الحركة وإسرائيل والمفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، كما كان يقوم بمهام دبلوماسية في عدد من الدول، منها السودان، ووجهت له تهم بالضلوع بعمليات تعذيب ضد معتقليين يشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة، أرسلتهم الولاياتالمتحدة من أفغانستان إلى مصر. ترددت أكثر من مرة في أروقة القصر الرئاسي معلومات حول نية مبارك بتعيينه نائبًا له، وهو المنصب الذي كان شاغرًا منذ تولي مبارك للحكم عام 1981، وكثيرًا ما كانت الصحف ودبلوماسيون أجانب يشيرون بأنه سيكون خليفة الرئيس مبارك بحكم مصر، وكانت قد ظهرت حملة شعبية في سبتمبر من عام 2010 تطالب بانتخابه رئيسًا للجمهورية. وعينه الرئيس السابق حسني مبارك نائبًا له، وذلك يوم 29 يناير 2011، عقب الاندلاعات المناوئة له ولنظام حكمه، وقد كلفه مبارك بعد تعيينه مباشرةً بالحوار مع قوى المعارضة يتعلق بالإصلاح الدستوري، وفي 10 فبراير 2011، أعلن الرئيس مبارك عن تفويضه بصلاحيات الرئاسة وفق الدستور، إلا أن مبارك أعلن في 11 فبراير تنحيه عن السلطة وتكليف المجلس الأعلى للقوات المسلحة لإدارة شئون البلاد، وقام هو بتسليم السلطة إلى للمجلس الأعلى، وانتهت بذلك فترة تولية نيابة الرئيس. وكان له دور بارز في محاكمة الرئيس السابق مبارك، والتي اصطلح على تسميتها ب»محاكمة القرن«، حيث طلب عدد من المحامين المدعين بالحق المدني في القضية سماع شهادته هو وعدد آخر من المسئولين، وبالفعل، قررت المحكمة استدعائه لسماع شهادته حول أحداث الثورة، ومثل أمامها يوم 13 سبتمبر الماضي في جلسة سرية اقتصر الحضور فيها على هيئة المحكمة والمتهمين والمحامين فقط دون حضور ممثلي وسائل الإعلام المختلفة. شهادة وأكد سليمان في شهادته، أن مبارك لم يصدر أمرا بالتعامل العنيف مع المتظاهرين، وقال: «لا علم لي باتصال حدث من الرئيس بوزير الداخلية، وطبقا لمعلومات المخابرات فإن قوات فض الشغب لا تتسلح بالأسلحة النارية، وأن الإصابات التي حدثت للمتظاهرين قد تكون من قوات أخرى غير قوات فض الشغب». وأوضح أمام المحكمة أنه سادت حالة من الانفلات الأمني، ونتيجة لصعوبة الموقف طلب من مبارك تشكيل لجنة تقصي حقائق، ولم تصل إلى نتيجة حاسمة لمعرفة قتلة الثوار، وأن سلاح الخرطوش يكون عادة مع جهاز الشرطة، لكن الإصابات بالسلاح الناري أمر غريب. وأضاف، «أعتقد أنه حدث للدفاع عن النفس»، ونفى قدرته على تحديد مسئولية حبيب العادلى عما حدث، وقال إنه كقارئ للأحداث يرى أن ما حدث فى مصر أكبر من إمكانيات وقدرات الشرطة، ومن الممكن أن تكون الإصابات والوفيات نتجت عن الفوضى. وأشار أن جهاز المخابرات مهمته جمع معلومات عن الخارج، مما يمكن الجهة السيادية من اتخاذ القرارت وبالنسبة للشأن الداخلى، فإن هناك هيئة مخابراتية لتبادل المعلومات مع الجهات الداخلية، مهمتها حماية الأجانب ومقاومة الجاسوسية». وأعلن سليمان يوم 6 أبريل الماضي عن ترشحه لانتخابات الرئاسة وذلك قبل يومين من غلق باب الترشيح، وبرر تراجعه عن قراره السابق بعدم الترشح والذي أصدره في بيان بتاريخ 4 إبريل بقوله: «إن النداء الذي وجهتموه لي أمرًا، وأنا جندي لم أعص أمرًا طوال حياتي، فإذا ما كان هذا الأمر من الشعب المؤمن بوطنه لا أستطيع إلا أن ألبي هذا النداء، وأشارك فى الترشح، رغم ما أوضحته لكم فى بياني السابق من معوقات وصعوبات، وإن نداءكم لي وتوسمكم فى قدرتي هو تكليف وتشريف ووسام على صدري، وأعدكم أن أغير موقفي إذا ما استكملت التوكيلات المطلوبة خلال يوم السبت، مع وعد مني أن أبذل كل ما أستطيع من جهد، معتمدًا على الله وعلى دعمكم لننجز التغيير المنشود واستكمال أهداف الثورة وتحقيق آمال الشعب المصري فى الأمن والاستقرار والرخاء». وفي يوم السبت 7 إبريل قام بسحب أوراق ترشحه من اللجنة العليا للانتخابات التي وصل مقرها وسط حشد من مؤيديه وتعزيزات أمنية مكثفة من قبل عناصر الشرطة والقوات المسلحة، وفي اليوم التالي، وهو آخر أيام تقديم أوراق الترشح، قام بتقديم أوراق ترشحه رسميًا، وذلك قبل غلق باب التقديم ب20 دقيقة، إلا أن اللجنة العليا للانتخابات قررت في 14 إبريل استبعاده بعدما استبعدت أكثر من 3 آلاف من نماذج التأييد التي قدمها، ليصبح عددها الإجمالي 46 ألفًا، وهو رقم أكبر من النصاب الرقمي المطلوب المحدد 30 ألفًا، لكن تبين للجنة أنه جمع هذه النماذج من 14 محافظة فقط، والمطلوب ألف تأييد على الأقل من 15 محافظة. وكانت قناة فوكس نيوز الأمريكية، قد ذكرت في فبراير من عام 2011 وبعد تعيينه نائبًا للرئيس أنه تعرض إلى محاولة اغتيال فاشلة أدت إلى وفاة اثنين من حراسه الشخصيين وسائقه الخاص وكان مصدر أمني قد نفى تلك المحاولة، إلا أنه صدرت لاحقًا تصريحات عن وزير الخارجية الأسبق أحمد أبو الغيط تؤكد ذلك.