على إثر الحملة الانتخابية السابقة لأوانها التي تقوم بها بعض الجهات التي تريد الركوب على قضايا وهموم الساكنة المذكورة، الهادفة إلى خلق جو من التوتر بين الساكنة والمسؤولين المحليين مدنيين وعسكريين، ولتذليل الصعاب، عقد عامل إقليم بوجدور لقاء موسعا ضم شيوخ ووجهاء وأعيان القبائل والمؤطرين بحضور قائد الموقع العسكري ورؤساء المصالح الأمنية. يأتي هذا اللقاء بعدما تبين أن جهات معادية للوحدة الترابية بدأت التسلل والتغلغل داخل الأوساط الوحدوية من خلال القفز على القضايا الاجتماعية، مستغلة النقص الحاصل في بعض المواد التموينية التي تشرف على توزيعها القوات المسلحة الملكية، حيث بدأت العناصر المذكورة بتأجيج الوضع من خلال تحريض الساكنة على الاحتجاج أمام مقر الحامية العسكرية. وللوقوف على حقيقة ما يجري عقد عامل الإقليم لقاء تواصليا بحضور مسؤولين عسكريين كبار قصد الاستماع إلى ممثلي الساكنة من مؤطرين وشيوخ وأعيان يمثلون القبائل الصحراوية المشكلة لما يعرف سابقا بساكنة مخيمات الوحدة، البالغ عددهم حوالي 17600نسمة ينتمون إلى أربعة وفود يتشكل منها مخيم الوحدة الذي أحدث سنة 1991بأمر من المغفور له الملك الحسن الثاني ،لم يترددوا في تلبية نداء الوطن المتمثل في إشراك كل أبناء القبائل الصحراوية في العملية السياسية المتعلقة بملف الصحراء المتنازع عليها بين المغرب وجبهة البوليساريو من خلال المثول أمام لجنة المينورسو المكلفة بعملية تحديد الهوية . وقبل إعطاء الكلمة لممثلي الساكنة، ذكر عامل الإقليم بالدور المنوط بالساكنة والمتمثل في الدفاع عن القضية الوطنية،كما أبلغ عامل الإقليم قائد الموقع العسكري بمطالب الساكنة المتجلية في تسجيل مواليد 1996ضمن لوائح المستفيدين من حصص التموين البالغ عددهم أزيد من3600 موزعين على 4500عائلة، علما بأن عملية تسجيل المواليد الجدد توقفت سنة 1997 بعدما بلغ عدد المستفيدين17600 . يأتي هذا بعد مرور أزيد من ست عشرة سنة لم يتم فيها تسجيل أي اسم إضافي للوائح المستفيدين .وبناء على هذا اطلع عامل الإقليم قائد الحامية العسكرية على ما يتضمنه الملف المطلبي للساكنة المتمثل في النقص الحاصل في بعض المواد، حيث رد المسؤول العسكري أن هذا المطلب يدخل في إطار مراسلة المصالح المركزية وإبلاغ القيادة الجنوبية للقوات المسلحة الملكية. ومن خلال المداخلات سجل أن هناك تفهم واضح للمرحلة التي تجتازها قضية وحدتنا الترابية، ولقطع الطريق على عناصر تعمل بإيعاز من جهات خارجية معادية للوحدة الترابية للمغرب تسعى إلى إقحام الساكنة الوحدوية في أشياء هي في غنى عنها، والدفع بها إلى التمرد على أفراد القوات المسلحة الملكية وزرع الفتنة بين الساكنة التي تعتبر الجبهة الداخلية لدعم ملف وحدتنا الترابية. وتتشكل هذه الجبهة من مواطنين صحراويين وحدويين يدركون جيدا أهمية المرحلة. ومن خلال اللقاء الذي دعا له عامل الإقليم، اقتنع الجميع أن مصلحة البلاد فوق كل اعتبار مضحين بالغالي والنفيس من أجل وحدة وسلامة هذا الوطن .وتوصل المجتمعون إلى مسألة أساسية هي أن مطالب الساكنة أصبحت عرضة للمزايدة الانتخابية والركوب عليها من طرف جهات همها الوحيد الوصول إلى كراسي المجالس الجماعية، ولو على حساب مواطنين مجندين للدفاع عن القضية الوطنية . وللإشارة فإن ساكنة مخيمات الوحدة الصامدة ناضلت لأزيد من 20سنة داخل مخيمات موزعة على أربعة وفود استفادت ساكنتها من بقع أرضية مجهزة ودعم عيني ومادي ،حيث تحولت المخيمات إلى أحياء سكنية تحيط بالمدينة تضم أزيد من 20000نسمة ،أما الورقة التي تستغل من طرف خصوم الوحدة الترابية المتمثلة في حصص التموين، فأغلب الساكنة تتوصل بحصصها التموينية بانتظام مرتين في الشهر حسب ما تنص عليه الرسالة الملكية للراحل الحسن الثاني بإشراف من القوات المسلحة الملكية ومسؤولين مدنين ومؤطرين للمخيمات . إن ما يحدث الآن من استغلال لقضايا الساكنة يندرج في إطار غياب التأطير الإداري للساكنة ،إذ نجد أن هناك جهات تتربص بالمواطنين الصحراويين المعنيين بالنزاع في الصحراء واستدراجهم تحت غطاء الدفاع عن مصالحهم للإيقاع بهم في دهاليز سياسية لم تكن في الحسبان. من هنا يجب الانتباه إلى هذه الفئة وعدم تركها عرضة للتآمر، علما بأن المنطقة تعيش حالة خاصة نظرا لما تعرفه المنطقة من تطورات بدءا بالمفاوضات الأخيرة حول النزاع في الصحراء وانتهاء بموقف المغرب الرامي إلى سحب الثقة من المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة بعد انحيازه المكشوف والواضح لخصوم الوحدة الترابية، وهو الموقف الذي لقي استحسانا ودعما من لدن كافة الصحراويين الوحدويين في المنطقة. الغالي بوجناين