يعرض يوم الجمعة فاتح يونيو، فيلم «تفاعلات: الحداثة والعتاقة والامبريالية» عن حياة الأمير عبد القادر الخطابي، في ضيافة مركز محمد بنسعيد أيت إيدر للأبحاث والدراسات، في إطار اللقاءات الشهرية التي ينظمها المركز، في المركز الثقافي آنفا، وهو من إخراج دانييل كلينغ، وإنتاج قناة آرتي الفرنكفونية، وكتابة المؤرخ الفرنسي الشهير «روني غاليسو»، والذي كان قد صرح أن الهدف من وراء إنتاج هذا العمل هو «محاولة لإعادة كتابة التاريخ من منطلق مضاد للكولونيالية. ويتحدث الفيلم عن الأحداث التي عرفها الريف في الفترة الفاصلة بين 1920 و 1926، والمعدات العسكرية واللوجستيكية التي استخدمتها القوات الاسبانية ضد القبائل الريفية بقيادة الأمير، وتدبيره لملفات المعتقلين والأسلحة الكيمياوية وجمهورية الريف، وغيرها من الوقائع والتي ساهمت في تغيير الكثير من التصورات حول مقاومة شعوب العالم من أجل التحرر من الاستعمار. ويشكل حضور المؤرخة الاسبانية المتخصصة في حياة الأمير، ماريا روزا دو مادرياجا -التي يتوقع أن تحضر شخصيا يوم الجمعة-، جزءا أساسيا من الفيلم، وهي مؤرخة سكنها الشغف بوقائع حياته منذ طفولتها، منذ لحظة أجابتها أمها -وهي لم تزل طفلة- عن سؤال «من هو عبد الخطابي؟»، بالقول «هو أمير مغربي، لو نجح في ما أراد، لما حكم فرانكو عندنا». التاريخ يكتبه المنتصرون كما يشاؤون، لإسبانيا روايتها، والرباط روايتها، وكل يحسب أنه انتصر، لكن الاجتهاد والبحث يسحب البساط من تحت الأقدام، في أفق التوثيق لواحدة من أكثر لحظات تاريخنا ألقا، ببذل جهد مضاعف، والاعتماد على المؤرخين التقاة، وبحث التقاطعات في روايتهم، والتحوط من الجميع وعلى أية حال، في أفق جمع المعلومات الموثوقة ولو قلَت، ذلك ما عبر عنه كاتب السيناريو حين اعتبر المؤرخ وأن المرآة السينمائية تستطيع أن تعكس حقيقة هذا المناضل الحقيقي وحربه ضد الإمبريالية التوسعية، وأضاف أن السينما تنأى عن نفسها عن المعنى الوحيد بفضل توظيف الصورة». وستتم مناقشة اليفلم - الذي اعتمد على «ذاكرة الاجتماع» لمحمد بن عبد الكريم الخطابي- بحضور المؤرخة ماريا روزا دو مادرياجا وعبد الحميد حسين، ومن تسيير أحمد الموتمسك، كل ذلك اندماجا مع دائرة اهتمام مركز محمد بنسعيد أيت ايدر، التي تشمل كل ما يتعلق بالمغرب عموما كمجال دولة ومجتمع، سواء لجهة تشكله التاريخي وأحواله الراهنة أو لجهة شروط تحكمه في صنع مصيره، ويتركز اهتمام المركز مرحليا على تاريخ الحركة الوطنية المغربية وعلى تاريخ حركة اليسار ضمنه بالأخص.