مع خروجهما صفر اليدين من جميع بطولات الموسم الحالي، يبدو أن الوقت حان بالفعل لإعادة بناء ميلان وإنتر ميلان قطبي كرة القدم بمدينة ميلانو الإيطالية استعدادا للمستقبل. وسادت خيبة الأمل مدينة ميلانو بعدما انتزع يوفنتوس لقب الدوري الإيطالي، متفوقا على منافسيه العتيدين ميلان وإنتر، وذلك قبل المرحلة الأخيرة من المسابقة والتي تقام مبارياتها يوم الأحد المقبل. وجاءت الصدمة الأخيرة لقطبي ميلانو يوم الأحد الماضي عندما تبددت آمال ميلان، صاحب المركز الثاني، في الفوز بلقب الدوري، إثر سقوطه أمام جاره إنتر مما منح يوفنتوس اللقب رسميا. وكانت الهزيمة أمام انتر هي أحدث حلقة في سلسلة النتائج الهزيلة والسيئة لميلان أمام الفرق الكبيرة، والتي لعبت مع الإصابات العديدة في صفوف الفريق هذا الموسم دورا فعالا في خروج الفريق صفر اليدين من مختلف البطولات. وخسر ميلان مباراتيه أمام أنتر في الدوري هذا الموسم كما خسر وتعادل أمام كل من يوفنتوس ونابولي ولاتسيو ليضمن البقاء في المركز الثاني قبل مباراته المقررة مع نوفارا يوم الأحد المقبل. واقتصرت مكاسب ميلان في الموسم الحالي على الفوز بلقب كأس السوبر الإيطالي للموسم الماضي بفوزه على انتر 2 - 1 في غشت 2011، قبل بداية فعاليات الموسم الحالي كما ضمن الفريق المشاركة مباشرة في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، باحتلاله المركز الثاني في جدول الدوري. كما يضم ميلان بين صفوفه هداف المسابقة وهو المهاجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش. وتبددت آمال ميلان في إحراز لقبه الثامن بدوري أبطال أوروبا عندما سقط أمام برشلونة الأسباني في دور الثمانية للبطولة، كما خرج من كأس إيطاليا بالسقوط أمام يوفنتوس في المربع الذهبي للبطولة. ويأمل يوفنتوس في الفوز باللقب من خلال التغلب على نابولي في المباراة النهائية للبطولة والمقررة في 20 مايو المقبل. وحرص سيلفيو بيرلسكوني، رئيس الوزراء الإيطالي السابق، ومالك نادي ميلان على تهنئة يوفنتوس. وأضاف «فقدنا لقب الدوري لأننا أهدرناه. وكان خطأنا». ولكن تعليقات بيرلسكوني لم تجد من يؤيدها من المعلقين والمحللين المحايدين الذين ركزوا على سجل يوفنتوس الخالي من الهزائم حتى الآن في المباريات 37، التي خاضها في المسابقة إضافة إلى قوة خط دفاع الفريق، والتي تظهر من الأرقام حيث استقبلت شباك الفريق 19 هدفا فقط في هذه المباريات، بمتوسط نحو نصف هدف في المباراة الواحدة. كما أشار هؤلاء المعلقين إلى أن ميلان أخطأ أيضا في عدم تجديده عقد لاعبه الدولي المخضرم أندريا بيرلو، الذي ترك الفريق إلى يوفنتوس في صفقة انتقال حر، قبل بداية الموسم الحالي ليصبح قائدا لخط وسط فريق السيدة العجوز. واستنكر بيرلسكوني الادعاءات الخاصة برحيل المدرب ماسيميليانو أليغري، المدير الفني للفريق، ولكنه أرجأ التعليق بشأن تجديد دماء الفريق. ورغم نجاح إبراهيموفيتش في تسجيل 28 هدفا للفريق في الموسم الحالي، فقد فشل في الفوز بأي لقب مع الفريق هذا الموسم، لتكون المرة الأولى منذ عام 2004 التي لا يحرز فيها لقبا محليا، علما بأنه أحرز مع يوفنتوس نفسه لقب الدوري الإيطالي في موسمي 2005 و2006 قبل تجريد الفريق منهما بحكم قضائي. ويحتل إنتر حاليا المركز السادس في جدول الدوري الإيطالي ليضمن على الأقل المشاركة في مسابقة الدوري الأوروبي، ولكنه يمتلك فرصة القفز إلى المركز الرابع للمشاركة في دوري الأبطال بالموسم المقبل. وبعد فوز إنتر بلقب الدوري الإيطالي خمسة مواسم متتالية، خرج الفريق من البطولة هذا الموسم خالي الوفاض للموسم الثاني على التوالي، حيث حل في المركز الثاني بالموسم الماضي. وخرج من دور الستة عشر لدوري الأبطال هذا الموسم، بعدما توج بلقب البطولة في 2010. وضعفت قوة إنتر ببيع المهاجم الكاميروني صامويل إيتو لفريق آنجي الروسي، إضافة لبيع زميله تياغو موتا. ولم ينجح الفريق في استعادة توازنه بعد تعيين كلاوديو رانييري مديرا فنيا له في وقت مبكر من الموسم الحالي خلفا للمدرب جانبييرو غاسبريني. وفي أواخر مارس الماضي، أقال إنتر المدرب رانييري، وأسند مسؤولية تدريب الفريق إلى المدرب أندريا ستراماتشوني (36 عاما) الذي كان يشرف على فريق الشباب بالنادي. ويبدو أن إنتر سيلجأ للإبقاء على ستراماتشوني في هذا المنصب، ليحدث انتفاضة كبيرة في الفريق بالموسم المقبل، على أمل إعادة بناء الفريق. وقال ماسيمو موراتي رئيس النادي «أسندنا إليه المهمة في تصرف اعتبره البعض جنونا.. من وجهة نظري ، كان حلا ذكيا للغاية. ولذلك، اعتقد أننا نستطيع الاستمرار سويا». وجاء الفوز على ميلان ليرفع من معنويات ستراماتشوني، خاصة وأنه مني بهزيمة واحدة في ثماني مباريات قاد فيها انتر بالدوري الإيطالي حتى الآن مقابل خمسة انتصارات وتعادلين.