قد تواجه «بي.سكاي.بي» التي بنت أنشطتها للتلفزيون المدفوع في بريطانيا على حقوق بث مباريات كرة القدم، منافسة مكلفة مع مجموعة «الجزيرة» القطرية، عند تجديد حقوق بث الدوري الإنكليزي الممتاز هذا الصيف. وتوسعت «الجزيرة» المعروفة بتغطيتها الإخبارية في الشرق الأوسط بقوة في الآونة الأخيرة، في حقوق بث مباريات الدوري الفرنسي، مما أثار تكهنات بأن تسعى لعبور القنال الإنكليزي للحصول على حقوق بث الدوري الإنكليزي. وسيكون لما ستسفر عنه المنافسة الوشيكة مغزى كبير لمقدمي العروض وأندية الدوري الممتاز الإنكليزي، التي جنت ملايين الإسترليني من بيع حقوق بث مبارياتها. واستحوذت «بي.سكاي.بي» على نصيب الأسد من حقوق بث الدوري الإنكليزي، منذ إطلاق المنافسة بنظامها الحالي قبل عقدين، ما جعل مسؤولا تنفيذيا سابقا في «سكاي» يصف العلاقة بين شركته والدوري الإنكليزي بأنها «واحدة من أفضل قصص الحب بين الشركات في عصرنا الحالي». لكنه ليس حبا بلا مقابل. فقد دفعت «بي.سكاي.بي» 1.6 مليار استرليني (2.6 مليار دولار) بموجب اتفاق مدته ثلاث سنوات في العام 2010 يتيح لها بث 115 مباراة بثا مباشرا في بريطانيا كل موسم. ودفعت شركة البث الأمريكية «إي.اس.بي.ان» نحو 180 مليون استرليني لإذاعة 23 مباراة على الهواء سنويا. وتستفيد رابطة الدوري الإنكليزي أيضا من الشعبية العالمية لأندية مثل «مانشستر يونايتد»، و«ليفربول»، و«تشيلسي» ليجمع أكثر من 1.3 مليار استرليني مقابل حقوق بث المباريات خارجيا لثلاث سنوات، وهو ما يتجاوز كثيرا ما تحققه مسابقات الدوري الأوروبية الأخرى. ومن المتوقع أن تطرح رابطة الدوري الإنكليزي الممتاز التي تضم 20 ناديا مزادات خلال أسبوع أو اثنين لحقوق البث، بدءا من العام 2013 . وستواجه «بي.سكاي.بي» موقفا صعبا في تحديد سعر عرضها في مزاد بالمظاريف المغلقة. وقال سايمون جونسون وهو مستشار لمجموعة الرياضة والإعلام لدى شركة «تشارلز راسل للمحاماة»: «تحتاج رابطة الدوري الإنكليزي لأن تعتقد السوق بأن «الجزيرة» قادمة حتى يقدم المنافسون عروضا أعلى». وأضاف: «الجزيرة» مجموعة طموحة وثرية وتميل للاستحواذ، لكنها حتى الآن تركز كل جهودها على شراء حقوق البث في فرنسا». وأحجمت «بي.سكاي.بي» عن التعليق، بينما لم يتسن الاتصال «بالجزيرة». وأشارت «اي.اس.بي.ان» إلى أنها تريد الاحتفاظ بحقوق البث. ويتساءل معلقون إن كان الوقت مناسبا لأن تتحدى «الجزيرة» هيمنة «بي.سكاي.بي» في سوق ليس لديها خبرة تغطية الأحداث الرياضية الكبيرة فيها. وتسابق المجموعة الزمن لتأسيس قناة تلفزيونية فرنسية جديدة في الموعد المناسب لبث مباريات بطولة كأس الأمم الأوروبية 2012، التي تنطلق في بولندا في الثامن من سونسو. وقال ايان مكدونالد من شركة المحاماة لويس سلكين: «من المرجح أن تختبر «الجزيرة» السوق بالاستحواذ على حقوق بث مجموعة صغيرة من المباريات اقتداء بكل من سيتانتا و«اي.اس.بي.ان» في السنوات الأخيرة».