مع رحيل المدرب جوسيب غوارديولا من منصب المدير الفني لفريق برشلونة الإسباني لكرة القدم بنهاية الموسم الحالي، لم يعد مستقبل الكرة الإسبانية هو الأمر الوحيد المثير للجدل، وإنما يترقب الجميع شكل العلاقة بين تيتو فيلانوفا، الذي سيخلف غوارديولا في المنصب، والبرتغالي جوزيه مورينيو، مدرب ريال مدريد. وقد يجد مورينيو في فيلانوفا خصماً جديداً له ويسير على النهج العدائي نفسه، الذي اتبعه في مواجهة غوارديولا، وقد تكون الفرصة سانحة لهدنة بين مورينيو والإدارة الفنية لبرشلونة، ما يمهد الطريق نحو عودة الهدوء والوئام بين الناديين. وقرر غوارديولا مؤخرا عدم التجديد لبرشلونة، ليرحل عن المنصب الذي شغله أربع سنوات، تاركاً مكانه لمساعده فيلانوفا، الذي يرتبط معه بصداقة منذ نحو 30 عاماً ويمثل نموذجاً «أكثر هدوءاً وتوازناً». وقال أيتور كارانكا، المدرب المساعد لمورينيو في ريال مدريد: «الدوري الإسباني سيبقى في غياب غوارديولا وفي وجوده. أرقامه ستظل موجودة بعد أربع سنوات قضاها مع برشلونة، ولكنه أصبح تاريخاً بينما سيستمر الدوري. بلا غوارديولا، بلا كارانكا وبلا مورينيو، سيستمر الدوري دائماً». وحظي كارانكا في الفترة الماضية بوجود إعلامي هائل بشكل يفوق فيلانوفا كثيراً، حيث حضر 49 من المؤتمرات الصحفية لريال مدريد، في ظل إصرار مورينيو على عدم حضور معظم هذه المؤتمرات، بينما لم يظهر فيلانوفا إلا نادراً أمام وسائل الإعلام، خلال السنوات الأربع التي عاون فيها غوارديولا. وبعد عامين من التوتر الدائم بين مورينيو وغوارديولا، يبدو أن الناديين العملاقين يتجهان نحو فترة من الهدوء فيما بينهما. ولكن اعتداء مورينيو بإدخال إصبعه في عين فيلانوفا، عقب انتهاء مباراتهما في كأس السوبر الإسباني عام 2011، وسخريته من اسم تيتو فيلانوفا، قائلاً: «بيتو.. ستكون مقدمة وحافزاً لجدل إعلامي جديد». وطبقاً لوكالة الأنباء الألمانية، قال لاعب برشلونة سيرخيو بوسكيتس: «تيتو أكثر هدوءاً»، بينما وصف كارلس بويول، قائد فريق برشلونة، مدربه الفني الجديد بأنه «رجل متعلم وحذر وذكي ومجتهد للغاية». وعلى النقيض تماماً من مورينيو، لا تعرف الأنانية أو التعالي طريقاً إلى فيلانوفا، الذي لم يحظ من قبل بخبرة التدريب على مستوى الفرق الكبيرة، ولكنه أشرف من قبل، مع غوارديولا أيضاً، على تدريب الفريق الثاني لبرشلونة. ولكن الشيء المؤكد أيضاً أن فوز الريال بالدوري الإسباني في الموسم الحالي، ونجاح مورينيو في إيقاف المسيرة الذهبية لبرشلونة، سيمنح المدرب البرتغالي بعض الهدوء في الموسم المقبل.