«عندما تعجز مالية جماعة من أغنى الجماعات الحضرية بحجم جماعة فاس عن ملء حفرة بحجم 4 أمتار وبعمق متر ونصف تشكل خطرا حقيقيا على المارة في الشارع العام، بل وتسببت في كسر في حوض امرأة مسنة فانتظر الساعة» تقول سيدة تقف مستغربة على حافة الحفرة. ويعبر أحد العمال العابرين في استياء بالغ: «عندما تنشر الصحافة الوطنية غسيل تهاون المقصرين في خدمة الشأن العام وتقرأ التفاصيل بديوان الوالي والعمدة ولاتعطى الأوامر والتعليمات بردمها؛ فذلك لايعني سوى استقالة هذه المصالح نهائيا عن خدمة قضايا المواطنين». الترعة/الحفرة/القبر المفتوح كلها عناوين بارزة لاستهانة المنتخبين ورجال السلطة بحياة الناس!... إنها موضوع دهشة المواطنين على مدى سنة، حيث تحتوي على تجهيزات وآليات ربط سببت وتسبب كوارث وحرائق وقد تزهق أرواحا، معنى ذلك أن مصلحة التجهيز والطرق والهندسة المدنية مجرد إسم بلا مضمون. وأن التفاني في خدمة المواطنة التي يتغنى بها الميثاق الجماعي لم تعد تساوي شيئا أمام أقصى درجات التهاون والتقصير ورغم تمريره صفقات الملايير من العملة الصعبة التي تسيل اللعاب في مشاريع ثانوية من غير أن تنظر بعين الرحمة إلى ما قد يسببه تقصير السلطات الفاضح في القيام بالواجب تجنبا لأ ضرار حقيقية من بينها إزهاق أرواح البشر. إلى ذلك، وعلى الجانب الأيسر من بوابة أكاديمية التعليم بشارع ابن رشد في الطريق إلى صفرو تلحظ العين حفرة عميقة عرضها عرض الممشى حوالي 4 أمتار وعمقها يتجاوز متر ونصف المتر، خطورة هذه الحفرة أنها مفتوحة للعموم 24/24 و7/7 أيام منذ أكثر من سنة، وإذا كانت هذه الحفرة من مخلفات فيضانات السنة الماضية، رغم أن الموكب الملكي الذي مر من هنا الخميس 12 يناير 2012 في إطار تدشين أضخم مشروع مجتمعي تعرفه الجهة لم يلهم المسؤولين إغلاق فمها أو سترها احتراما وتقديرا للزيارة الملكية كما جرت العادة وتجري على مدار السنوات، ولسنا ندري كيف تغافل المسؤولون عن تدبير الشأن الاجتماعي في العاصمة العلمية عن هذه الآفة وأية غمامة غشت أبصارهم؟!... وكيف أغمض هؤلاء عيون المراقبين والمتفقدين لبروتوكول الزيارة الملكية عن هذه الآفة التي هي في نظر الكثير من المواطنين باب من أبواب جهنم دون أدنى شك. ويبدو أن الذروع البشرية التي هبت لاستقبال الموكب الملكي شكلت جدارا يمنع الرؤيا ويغمض أعين الزوار المرافقين عن رؤية هذا المنظر الغريب العجيب الذي لم تفلح خزينة فاس التي تتجاوز 50 مليار درهم من ردمها وإعادة المرور إلى شكله الطبيعي. عندما نطل على خبايا الحفرة، نجد أسلاكا كهربائية وقنوات بلاستيكية من النوع الذي تستعمله شركة من أكبر الفاعلين الاقتصاديين في الجهة، بمعنى أن الأمر يتعلق بالمغرب وليس بفاس وحدها، قال بعض موظفي الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بطريق صفرو أن الحفرة التي ظهرت بعد تساقطات مطرية قوية منذ أكثر من عام بحوالي 20 مترا عن البوابة الرئيسية لبناية الأكاديمية لم تلق معالجة رغم إشعار الجهات المعنية في أكثر من مناسبة ورغم خطورتها ووضوحها من مسافة بعيدة باتت جحورا لأنواع من الحيوانات والقوارض والجردان موظفات الأكاديمية بدورهن اللواتي يعبرن الممر صباح مساء بحذر شديد أكدن أن الحفر ة تزداد اتساعا وخطورتها ترتفع في الأيام الممطرة إثر امتلائها بالمياه، حيث تضعف الرؤيا وتصبح غير مكشوفة في بعض جنباتها، وبخاصة للتلاميذ أصحاب الدراجات الهوائية والباعة المتجولين من ذوي العربات المجرورة من خارج المنطقة الذين راح عدد منهم ضحية هذا الإهمال، وتزداد الخطورة حين يعمد بعض عمال النظافة إلى تكديس الأزبال في الحفرة بدل جمعها في الأكياس المخصصة لذلك. بعض المستخدمين يحرقون النفايات داخل الحفرة، مما تسبب في حريق مس الأسلاك الكهربائية الخاصة بالإنارة العمومية، ولولا تواجد قاطن بالسكن الوظيفي المجاور للحفرة لكان الخطر أعظم. وحمل عدد من سائقي العربات ثلاث عجلات المتهورين -المتوسطة والصغيرة- المسؤولية للجماعة الحضرية ولمجلسها الذي لايملك من المدنية سوى الإسم إن ترك الحفر ة مع مرور الأيام يضاعف تكاليف الصيانة خاصة مع تآكل قطع التبليط الإسمنتية من الدرجة الثالثة جراء اهتراء التربة وتآكل جنباتها التي انجرفت وعرت أجزاء كبيرة من سطح الشارع بخاصة الممشى المفضي لأكاديمية فاس بولمان. عدد كبير من موظفي الأكاديمية وزوارها الذين يقدرون بالمئات يوميا مشمئزون من وجود تلك الحفرة ويلعنون صباح مساء المتهاونين والمقصرين والمسؤولين عن إيذاء الناس عن سابق إصرار وترصد. ويعبرونها في وضع غير مريح. إن التأخير في ردم هذه الحفرة ومعالجة أضرارها البالغة يطرح أكثر من علامة استفهام حول نيات المسؤولين عن تدبير الشأن الاجتماعي للحاضرة العلمية، علما أن عملية الردم قد لاتكلف شيئا بالمقارنة مع التبذير المحموم للمال العام في التوافه والمبادرات الماكرة للالتفاف حول الصفقات المغشوشة التي يستحوذ عليها المحظوظون والمقربون من حاشية العمودية إن الحفر أو القبور المجانية التي تنتشر في المسار الشرقي لطريق صفرو مصممة على ابتلاع المزيد من الضحايا ولايبدو موضوع معالجتها خلال الفترة القادمة أمرا جديا على الأطلاق.