إذا كانت القناة الثانية «دوزيم» تدعي بأنها تبرمج سهراتها اأسبوعية، وتنظم كل سنة برنامج «استوديو دوزيم »لفتح المجال للشباب لولوج الميدان الغنائي! فإن ما يعيبه المتتبعون والمهتمون بهذا المجال، هو كيف يتم اختيار عناصر يتكلفون بالانتقاء؟ تسند إليهم مهام اختيار! إما المشاركة في السهرات؟! وإما انتقاء «الفائزين» في اختيار «استوديو دوزيم»؟ وماهي المقاييس التي يرتكز عليها؟ فليس من السهل أن يتحمل إنسان ما مسؤولية قد لا يكون جديرا بها ويفتقر إلى الكفاءة، خاصة وأن الاختصاص، وليس سواه، هو من يستطيع تحديد قبول أو رفض مرشح، والأصوات الغنائية تتطلب تكليف عناصر مختصة في كل لون من الطرب، الذي هو شكلها وتعرف خياباه. أما الطرب العصري، فيستوجب حيازة تكوين أكاديمي موسيقي علمي، ودراية كبيرة بتخصصات محددة في الطبقات الصوتية والقدرة على فك رموز النوتة الموسيقية قراءة، وتحليلا، وتركيبا، ويستطيعون إدراك قدرة المرشح على احترام توظيف مركبات أية أغنية، ويوجهونه إلى التمسك بلون الطرب الذي يناسبه. لا يمكن بتاتا تكليف «فلان» أو «فرتلان»، لأنه يتحوز رصيدا غنائيا، أو لكونه كاتب كلمات، أو ملحنا غنت له أصوات مشهورة! أو حصل على تشريف عضوية اللجنة، لأنه قضى كذا وكذا من السنين في الميدان، أو وقع عليه الاختيار كونه حاصلا على جوائز إما تلفزية وإما إذاعية. ويعرف الجميع كيف وصلت الجوائز إليه!!!. أو وقع عليه الاختيار من موقع معين، في حين أن ما يفتقر إليه الفن في المغرب، هو غياب النقد الأكاديمي. فمنذ أول دورة للتظاهرات المبرمجة من طرف «دوزيم» واللجن عرضة للانتقادات، خاصة تجاه مايدلي به المرشحون ونشرته وتنشره الصحف بإسهاب من بلاغات وبلاغات مضادة (حالة دنيا باطما على سبيل المثال). فهل لجنة «دوزيم» التي تسببت في الاقصاء؟! هي أكثر معرفة موسيقية وفنية من لجنة «آراب إدول»؟ وحتى لولم تفز دنيا باطمة باللقب، فإنها حققت ماليس بالسهل. ثم إن ما يجب على المسؤولين في «دوزيم» هو الكشف عن عدد الأغاني التي مولتها إدارة هذه القناة لبعض الفائزين في «استوديو دوزيم»، من هم كتاب الكلمات؟ والملحنون، الذين استفادوا من التمويل؟ ومن هي اللجن التي صادقت على قبول هذا التمويل؟ وهل اقتنع بها الفائزون؟ أم فرضت عليهم؟ وماهو سبب عدم برمجتها في سهرات «دوزيم» الأسبوعية؟ لإصدار الحكم عليها؟! عوض أن تبقى في الرفوف طويلا. يلاحظ عدد لا يستهان به من المهتمين بالمجال الموسيقي، أنه كلما أسندت مهام لعضو من اللجنة إلا وتبرمج أغانيه بصفة مكرورة، إما بصوته وإما بصوت أحد المرشحين، وإما على ضيوف الشرف، وإما في السهرات الأسبوعية!