اضطر أحد السجناء من الذين انقضت محكوميتهم بسجن ميدلت، أن يخرج عن صمته ويكشف ل»الاتحاد الاشتراكي» عما يعانيه السجناء على مستوى التغذية خلف أسوار هذا السجن، ومن ذلك مثلا أنهم لم يعرفوا للحوم طعما على مدى ثلاثة أشهر، سواء البيضاء منها أو الحمراء. ويأتي هذا النبأ لينضاف إلى ما يتحدث عنه المتتبعون للشأن المحلي حول اهتراء وهشاشة البنية التحتية لسجن ميدلت، وحيطانه التي باتت آيلة للسقوط في أية لحظة، وشكله الذي يذكر الجميع بالمعتقلات القديمة أو السرية، علما بأنه يقع بقلب المدينة، وبموقع آهل بالسكان، بصورة أقل ما يمكن أن توصف به سوى أنها استثنائية. وفي ذات السياق أفادت مصادر «الاتحاد الاشتراكي» أن ذات السجن يعاني من الاكتظاظ والتكدس في «حجرات الاعتقال» بما يخالف المنظومة الإصلاحية المتعلقة بأنسنة السجون، وبالتالي يشكو السجناء من البرد القارس على خلفية ما يعرف عن إقليم ميدلت من أجواء باردة وتساقطات ثلجية، بالأحرى التساؤل عما إذا كان سجن ميدلت يتوفر على الرعاية الصحية والطبية اللازمة، ومدى ما يضمن حق السجين في الأمان والسلامة والترفيه والظروف المناسبة، وفي البرامج التأهيلية والصلات الاجتماعية. وصلة بالموضوع، من حق مصادرنا التشديد على ضرورة إيفاد لجنة لتقصي الحقائق حول وضعية سجناء ميدلت، وأحوال السجن، في أفق معالجة الحالة بما يتلاءم والمعايير المعمول بها في شروط المعاملة الايجابية للسجناء، وضمان حقوقهم بما يساعد على إصلاحهم وتأهيلهم وإدماجهم.