نظم مجلس مقاطعة اكدال الرياض بشراكة مع مجلس مدينة الرباط ندوة فكرية يوم 6 ابريل الجاري حول موضوع:» وحدة المدينة الواقع والافاق»، ندوة حاول من خلالها المتدخلون الاجابة عن تساؤلات هامة ، حيث أشار محمد رضى بنخلدون رئيس مقاطعة اكدال الرياض ،من خلال كلمة الافتتاح التي ألقاها الى السياق العام الذي جاءت فيه هذه الندوة الفكرية، حيث كان أهمها الاستعداد لانتخابات جماعية ستعرفها بلادنا في الأشهر القادمة وكذا الدستور الجديد الذي لم يمض على العمل به وقت طويل،وأيضا مرور عقد على العمل بميثاق العمل الجماعي، حيث تم التطرق في هذه الندوة الى الوضع الخاص الذي تعرفه مدينة الرباط على اعتبارها عاصمة المملكة، بالإضافة الى سياق الخبرة والتراكم على مستوى الحكامة واللامركزية. وقد عرفت الندوة مداخلة حفيظ بوطالب رئيس الجماعة الحضرية اكدال الرياض سابقا، حول تجربة التسيير الجماعي قبل اعتماد نظام وحدة المدينة ،حيث أوضح بوطالب أن انطلاق أسس تنمية مستدامة لن يتأتى إلا من خلال تجاوز الوصاية وتمتع مجالس المدينة باختصاصاتها بالإضافة الى ضرورة توفر احترام الشرعية، مضيفا أن المدن هي المحرك الأساسي للتنمية ومجال لإنتاج الثروة. من جانب آخر قدم بوطالب لمحة تاريخية عن الجماعات الحضرية، حيث أن أول جماعة حضرية كانت سنة 1976 إثر تقسيم الدارالبيضاء إلى خمس جماعات، هذا التقسيم الذي لم يعمل به في الرباط إلا سنة 1984 لتعمم المجموعات الحضرية على باقي 12 مدينة سنة 1992. من جانب آخر أشار بوطالب إلى الاختلالات التي كان أهمها تضارب الاختصاصات بين الجماعات والمجموعات الحضرية، بالإضافة الى تفويتات ضريبية. جماعة أكدال الرياض التي لها مقر رئيسي و 3ملحقات تضم أزيد من 2800 هكتار و100ألف نسمة، بالإضافة الى أنها تضم مقرات 20 وزارة وكذا بها مساحات خضراء ،هذه كلها مؤشرات تبين انتقال المركز من وسط المدينة إلى أكدال . وفي مداخلة له حول موضوع تجربة تسيير مجلس المقاطعة في ظل نظام وحدة المدينة، أوضح محمد رضا بنخلدون رئيس مقاطعة أكدال الرياض أن نظام وحدة المدينة، هدفه الرئيسي تكريس سياسة القرب التي تطمح لها الدولة، بالإضافة الى تركيزه على إشكالية اعتبرها معيقا أمام بلوغ أهداف مجلس المقاطعة،المتمثل في ضعف المنحة المخصصة للمجلس، حيث أكد أن 2 مليون درهم هي نقص في المنحة المخصصة للمجلس مقارنة مع الفترة الممتدة ما بين 1997 و 2003 . وقد أشار بنخلدون الى تداعيات تطبيق نظام وحدة المدينة الذي يكرس تعدد الاطراف المتدخلة في التسيير ، هذا المشكل الذي يضع مجلس المقاطعة بين خيارين : إما الرجوع الى العمل بالنظامالقديم مع معالجة الاختلالات أو خلق توازن بين مجلس المدينة ومجلس الجماعة. وأكد بنخلدون أن هذا الخيار الأخير يعتبر الاكثر عقلانية. من جانب آخر عبر رئيس مجلس مقاطعة اكدال الرياض عن وجود خصاص في التجهيزات الاساسية وهو ما يعيق تأدية الموظفين لمهامهم، و كذا يوقع في -تحايل على القانون - كما جاء على لسان السيد بنخلدون .كما همت مداخلات السادة الاساتذة المشاركين: عبد القادر باينة، جعفر العلوي، عبد اللطيف برحو و عبد الواحد ارزيق، جوانب عديدة حيث تم من خلالها التطرق الى بداية تاريخ العمل بمجالس جماعية في المغرب الذي يعود الى 29 ماي 1960 وتم توضيح الخصوصية التي تحظى بها الرباط ،بالإضافة الى إعطاء قراءة في نمط الاقتراع وتأثيره على انسجام مكاتب الجماعات المحلية .وخلص المتدخلون الى مناقشة الآفاق التي يتيحها نظام وحدة المدينة، خصوصا داخل العاصمة الرباط.