انتقد المعارضون السوريون الموقف الروسي-الصيني في مجلس الأمن، معتبرين أنه يشكل «رخصة قتل» جديدة معطاة لنظام الأسد، ودعا رئيس المجلس الوطني السوري دكتور برهان غليون، عبر برنامج «بانوراما» على «العربية»، الى إنشاء تجمّع دولي يساعد الشعب السوري بكافة الوسائل. وقال غليون إن «الفيتو المزدوج الروسي الصيني يعطي رخصة جديدة من قبل العاصمتين للقتل لبشار الأسد ونظامه المجرم.. وهو يوجه ضربة أليمة للحل السياسي، كما يوجه ضربة أخرى أيضاً للعلاقات الروسية العربية وضربة أكثر ألماً لمصداقية الأممالمتحدة ومجلس الأمن بالذات». ولكنه أكد أن «الشعب السوري ليس وحيداً، وهو جزء من أمة تضم 350 مليون إنسان»، داعياً الدول العربية كي تحذو حذو تونس وتطرد جميع سفراء سوريا من عواصمها. وأضاف: «أعتقد أن الوقت قد حان كي تقوم الشعوب العربية بواجبها تجاه الشعب السوري، وأن تعبر عن تضامنها الكامل مع معاناة الشعب السوري»، داعياً العرب في جميع أنحاء العالم إلى التظاهر أمام السفارات الروسية للتعبير عن غضبهم من عمل روسيا الذي أحبط جهد عدد كبير من الدول. وأكد غليون أن «الخطوة القادمة هي بالتأكيد العمل من خارج مجلس الأمن. فلن تكون القضية السورية ولن تبقى حقوق الشعب السوري رهينة لفيتو غير مبرر وغير شرعي وغير قانوني لأنه يتصدى لحقوق الناس الطبيعية». وأضاف أنه من الضروري لجميع أصدقاء سوريا أن يتعاونوا من أجل تكوين ائتلاف دولي يدعم الشعب السوري للتحرر من نظام الأسد، مؤكداً أن الدعم يكون «بجميع الوسائل التي يحتاجها عملية تحرير الشعب السوري من هذا النظام المجرم». وأعاد التأكيد على أنه لا يجب أن يكون هناك «حدود» لهذه المساعدة، وأن يستثني «الدعم للجيش الحر» ضمن الوسائل التي يمكن لهذا ائتلاف أن ينصر فيها الشعب السوري. بسام جعارة: تجارة سلاح على حساب الدم السوري ومن ناحيته أكد المتحدث باسم الهيئة العامة للثورة السورية في أوروبا بسام جعارة أنه «بين الفيتو الروسي الأول والفيتو الروسي الثاني سقط لنا آلاف الشهداء، واليوم يمنحون النظام فرصة لقتل آلاف السوريين». ورأى أن الإدارة الروسية تبحث عن مصالحها الضيقة و»تتصرف مع سوريا كمافيا»، شارحاً أن روسيا تدعم النظام السوري بالسلاح ولذا حاولت العمل على شطب الفقرة المتعلقة بوقف تدفق السلاح الى سوريا في مشروع القرار. ووصف جعارة الصين وروسيا ب»تجار سلاح على حساب الدم السوري»، وأكد أنهم يعقدون صفقات سلاح بالملايين. واعتبر أن ما حصل في مجلس الأمن هو «فضيحة أخلاقية وسياسية» و»مجزرة تمنح رخصة لقتل المزيد من السوريين»، مؤكداً أنه لن يكون هناك مكان للمصالح الروسية في سوريا الجديدة، ودعا العرب لمقاطعة البضائع الروسية والصينية، والسوريين للنزول بالملايين الى الشارع. وأضاف جعارة أن باستطاعة الولاياتالمتحدة إنشاء تجمع دولي يلجأ إلى الجمعية العمومية للأمم المتحدة لفرض عقوبات على النظام السوري. أما وزير الإعلام الأردني السابق صالح القلاب، فأكد أن على روسيا والصين «دفع ثمن» موقفيهما، داعياً العرب لاتخاذ تدابير في هذا السياق. من جهة أخرى، توعدت واشنطن بتجفيف مصادر تمويل شحنات السلاح إلى سوريا ومنعها، بينما نددت المعارضة السورية باستخدام روسيا والصين حق النقض في مجلس الأمن ضد مشروع قرار عربي غربي حول سوريا. ميدانيا قتل 17 مدنيا بنيران القوات السورية النظامية، و21 عسكريا جراء الاشتباكات بين الجيش النظامي والمنشقين عنه في أنحاء مختلفة من البلاد. ودان المجلس الوطني السوري في بيان الاحد استخدام موسكو وبكين لحق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار عربي غربي حول سوريا، معتبرا ان هذا الموقف «رخصة للقتل بدون محاسبة»، وأعلن أنه سيتوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة. كما عبرت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي الأحد عن «أسفها العميق لفشل» مجلس الامن في التوصل لاتفاق حول سوريا، مبدية خشيتها من مخاطر الانزلاق نحو «حرب أهلية تهدد الاستقرار في المنطقة». وتوعدت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الاحد بتشديد العقوبات الحالية المفروضة على النظام السوري والسعي لفرض عقوبات اخرى تجفف مصادر التمويل وواردات الاسلحة لسوريا. عربيا، دعا رئيس الوزراء التونسي حمادي الجبالي الاحد كل الدول الى طرد سفراء سوريا احتجاجا على القمع الدموي للحركة الاحتجاجية. وقال الجبالي إن «الشعب السوري ينتظر أفعالا.. أقلها قطع كل العلاقات مع النظام السوري «مشددا» علينا أن نطرد السفراء السوريين من الدول العربية وكل الدول الاخرى». من جهته رأى رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني في ميونيخ حيث يعقد مؤتمر حول الامن بمشاركة العديد من المسؤولين العرب، ان تصويت روسيا والصين شكل «إشارة سيئة» إلى الأسد «تعطي حق القتل».