تتواصل بطنجة البوغاز فعاليات المهرجان الوطني للفيلم في نسخته الثالتة عشر بحضور جماهيري مكثف يعكس قيمة المهرجان و نجاحاته المتتالية. دورة هده السنة تأتي في خضم التطورات التي تعرفها الساحة الدولية و الوطنية من متغيرات متلاحقة و ما للفن السابع من رؤية تجعل من خلالها المتلقي يعيش أغوار تجارب وطنية تعايش المتغير و تلامس الأفق و تضبط عقارب الزمن. السينما الوطنية خلال مهرجان طنجة جعلت من الحضور محطة للتفكير و بعمق حول ماهية الأشياء و الأحداث و علاقة القيمة الفنية للكلمة في دبلجة عميقة و بلغة سينمائية فوق المألوف. وما أعطى لمهرجان طنجة دلالاته العميقة تركيبة لجنة التحكيم للفيلم الطويل التي يترأسها الفيلسوف والمفكر إدغار موران، الذي اصطف الحضور لاستقباله بآلاف التصفيقات رفقة طاقمه من أعضاء لجنة التحكيم. أنشطة المهرجان لم تقتصر فقط على عرض الأفلام، فقد عاين الجمهور صبحيات نقدية بفضاءات مركب شالة، والذي يحتضن ندوات تخص نقاشات حول الأفلام المعروضة و بحضور طاقمها للإجابة عن تساؤلات الصحفيين والنقاد و كل المهتمين بالفن السابع. و بنفس الإيقاع عرف مساء السبت فضاء الكتاب بمكتبة La virgule بطنجة حفلا سينفيليا بامتياز، حيث تم تكريم الناقد السينمائي محمد باكريم من طرف النادي السينمائي لطنجة، هذا الأخير الذي احتفى بالشخصية السينمائية في إطار برنامجه الأدبي وموازاة مع مهرجان طنجة الوطني للفيلم. عروض و ندوات و لقاءات و مشاورات تغذي الذوق و ترفع القيمة النفعية للعمل الجاد في تناغم مستميت ورزنامة محكمة من أدوات فنية تجعل من مهرجان طنجة و جمهوره لقاء فنيا بامتياز ومن فضاءات طنجة قبلة تجذب حجاج الفن السابع لموسم الابداع الوطني و منارة المتوسط لفن السينما الوطنية الجادة.