دون احتساب المدربين المساعدين الذين تولوا المهام بشكل مؤقت إلى حين التعاقد مع مدرب جديد، بلغ عدد المدربين الذين أشرفوا على مرحلة الذهاب 22 مدربا. فستة فرق غيرت مدربيها، كان آخرها الوداد البيضاوي الذي انفصل عن مدربه السويسري ميشال دوكاستل، الذي غادر القلعة الحمراء يوم الخميس الماضي مباشرة بعد التعادل في مؤجل الدورة العاشرة أمام المغرب الفاسي. واضطر المكتب المسير للفريق الأحمر إلى وضع حد للارتباط معه بسبب تواضع النتائج، والإخفاق في تحقيق الأهداف المرجوة، وإسناد المهمة مؤقتا لمساعده جيلال فاضل، الذي أشرف على الفريق في مباراة أمام أولمبيك آسفي أول أمس الأحد. ويبرز إلى المقدمة فريق الرجاء البيضاوي، الذي استعان بثلاثة مدربين، كان أولهم امحمد فاخر الذي قاد الخضر إلى الفوز بالبطولة العاشرة في الموسم الماضي، والذي رحل عن الفريق خلال مرحلة الاستعدادات للموسم الجديد، بسبب عدم الاتفاق مع المكتب المسير حول استراتيجية العمل، فتم إسناد المهمة بشكل مؤقت للمدرب المساعد عبد اللطيف جريندو، قبل التعاقد مع الروماني إيلي بلاتشي. لكن استمرار تواضع النتائج واتساع دائرة الغضب في صوفوف الجماهير التي نظمت العديد من الوقفات الاحتجاجية أمام مركب الوازيس، مطالبة باستقالة الرئيس عبد السلام حنات، وباقي أعضاء مكتبه المسير، والذي تمكن من احتواء الأمر بشق الأنفس. ويدين المكتب المسير للفريق الأخضر في هذا الهدوء للمدرب الفرنسي بيرتران مارشان، الذي تسلم المهام بعد الانفصال عن بلاتشي، فقد تقلد المهمة والفريق تحتل الرتبة 13، ونجح في قيادته إلى الرتبة الثانية، برصيد 27 نقطة. وغير بعيد عن القلعة الخضراء، عاش المعسكر الأحمر حالة من القلق والارتباك بفعل توالي النتائج السلبية التي حققها الفريق منذ إخفاقه في نهائي عصبة أبطال إفريقيا أمام الترجي الترنسي. فرغم أن الرئيس أكرم صرح أكثر من مرة على أنه لن يتخلى عن المدرب دوكاستل، ورهن بقاءه ببقاء المدرب السويسري، إلا أنه رضخ لحدة الاحتجاج واستسلم لرغبة الجماهير التي كانت تنادي بإقالة دوكاستل. مكتب الوداد سارع إلى الاتفاق مع المدرب فاخر، الذي وجد نفسه في فوهة مدفع التهديد، حيث توصل برسائل قصيرة على هاتفه النقال تتهدده في سلامته الجسدية إن وافق على تدريب الوداد، وهو نفس الموقف الذي عاشه المدرب فتحي جمال، عندما توصل إلى اتفاق مع المكتب المسير لفريق الرجاء، حيث توصل هو الآخر برسائل تهديد لسلامته الجسدية وسلامة أفراد أسرته، الأمر الذي جعله يعدل عن قراره، قبل أن يتوجه إلى الجيش الملكي لخلافة مصطفى مديح، الذي وجد نفسه يصارع طواحين الهواء، فقرر الرحيل، إلا أن عطالته لم تتعد أياما معدودات، ليحط الرحال بمدينة أكادير معوضا الفرنسي هوبير فيلود، الذي ورط الفريق في مجموعة من الانتدابات دون فائدة. المدرب الثالث الذي تعرض للتهديد كان محمد أمين بنهاشم، قبل أن يختار الانفصال عن وداد فاس. هذا الأخير استنجد بالتجربة السويسرية، في شخص شارل روسلي. وخرجت جماهير الأوصيكا إلى الشارع العام مطالبة برحيل المدرب المريني، الذي قاد الفريق في موسمين، دون أن يتمكن من ترجمة الأهداف المسطرة على أرض الواقع. وبعد أن سلم المهمة مؤقتا لمديره التقني محمد الجاي، قرر المكتب المسير للأوصيكا اللجوء إلى خبرة اللوزاني، بهدف إعاد أيام الزمن الجميل. الأكيد أن المدرب سيظل هو المشجب الذي تعلق عليه المكاب المسيرة فشلها وإخفاقاتها، الأمر الذي يتطلب توضيحا للعلاقة التعاقدية بين الأطراف، مع ضرورة تحديد الاختصاصات، فلا يعقل أن يتحمل المدرب مسؤولية فشل فريق لم يشرف على استعاداته ولم يتدخل في سياسة الانتدابات، التي غالبا مع يقوم بها المسير، ودون استشارة تقنية.