مازالت تتفاقم وتزداد مع مرور أيام وشهور الموسم الدراسي الحالي، معاناة تلاميذ المؤسسة التعليمية الثانوية التأهيلية "ولي العهد مولاي الحسن" بمدينة تامنصورت نتيجة شعورهم بالتقاعس الكبير للمسؤولين على تدبير الشأن التربوي التعليمي بنيابة إقليممراكش، في تجهيز ثلاثة مختبرات بكل ما يلزم من وسائل التجارب العلمية التي انعدمت فيها أبسط وسيلة من هذه الوسائل منذ افتتاح هذه المؤسسة بداية الموسم الدراسي 2010/ 2011، حيث اتخذ الأساتذة في تدريس المواد العلمية ،الفيزياء والكيمياء وعلوم الحياة والأرض، الصور الموجودة بكتب مقررات تلاميذ الجدع المشترك والسنة الأولى والثانية باكلوريا بعدما استحال عليهم إجراء الأنشطة التطبيقية للتجارب العلمية ، مما جعل هؤلاء التلاميذ يعانون كثيرا من ضعف جودة تدريس هذه المواد بهذه الطريقة في غياب شبه كلي لرجال المراقبة التربوية بهذه المؤسسة، التي تشكو هيئة تدريسها هي الأخرى من هذه الأزمة الحادة بالنسبة لهذا الصنف من الوسائل التعليمية . هذا الغياب زاد أيضا في الطين بلة وأرخى بظلاله على إحدى القاعات التي سميت بقاعة الإعلاميات (اسم على غير مسمى) ، إذ ليس بينها وبين قاعة الإعلاميات إلا الخير والإحسان ، فلا حاسوب ولا تجهيزات مكملة لخدمات الحاسوب بها ولا شيء من هذا القبيل ، حيث يسلك أساتذة الإعلاميات في أنشطة مادتها التطبيقية نفس نهج أساتذة التجارب العلمية بالاعتماد فقط على صور كتب المقررات وكما يقال بالدارجة ( اللي بغى يفهم ، يفهم ، واللي ما بغى يفهم كاع لا يفهم). أما الخزانة المدرسية، فلا وجود لها بالمرة بهذه المؤسسة ، فكل التلاميذ مجبرون سنويا على شراء كتب المقررات سواء كانوا من أبناء الأسر الميسورة أو غير الميسورة ، فاستعارة هذا النوع من الكتب مستحيلة في الظروف الراهنة ، الشيء الذي دفع بعدد من التلاميذ أبناء أسر فقيرة لأن يستفسروا إدارة المؤسسة عن السبب أو الأسباب الكامنة وراء انعدام الخزانة المدرسية بمؤسستهم ، فكان الجواب على أن جمعية آباء وأمهات وأولياء ثانويتهم هي المسؤولة عن توفير هذه الخزانة بالمؤسسة بحكم أنها استطاعت أن تحصل على مبلغ لابأس به يقدر بملايين السنتيمات من التلاميذ خلال الموسمين الدراسيين 2010/2011 و2011/2012 ، وهذه الخزانة من ضمن التزاماتها وحان الوقت للمحاسبة لكي تتمكن إدارة المؤسسة من الاستجابة لحاجيات هذه الشريحة من تلاميذ المؤسسة . المعاناة لم تقف عند هذا الحد بالنسبة للتلاميذ، بل امتدت إلى مادة التربية البدنية التي أجبر التلاميذ على أن يمارسوا حصصها في مساحة تعاني من ضيق فضائها، بملعبين أحدهما لكرة القدم المصغرة ولكرة السلة والآخر للكرة الطائرة وفي ركن خصص كمكان لرمي الجلة بدون أدنى التجهيزات الخاصة بهذا النوع الرياضي ، وقد وجدت هذه الملاعب كلها فوق أرضية تشكو من كثرة الحفر ومن انتشار التصدعات على مستوى تعبيد مساحتها ولم يمر على بنائها إلا سنتان ما يجعل التلاميذ عرضة للأعطاب والإصابات، خاصة كلما التقى تلاميذ قسمين على هذه الأرضية في حصة واحدة ، أما إذا زيد تلاميذ قسم ثالث عليهما فكأنها سوق قائمة فلا تربية بدنية في ظل هذه الأجواء ولا هم يحزنون !!