الجميع يعلم ويُجزم أن الماء مادة حيوية، والبعض يعتبر الماء أصل الحياة، لكن مواطنين عديدين في مدن مغربية عديدة يرون أن الماء يكدر عليهم حياتهم هذه الأيام بفعل الغلاء الفاحش لفواتيره. هكذا، وفي مراكش، كما في الحسيمة وامزورن وفي بني بوعياش، خرجت جموع المواطنين في مسيرات ووقفات احتجاجية ضد غلاء فواتير الماء والكهرباء، رُغم تساقطات الماء من السماء، ورُغم أن الماء يكاد يهزهم من الأرض! وحينما يخرج الناس زرافات وجماعات للاحتجاج على غلاء فواتير هذه المادة الحيوية، فلأن ثمة حيفا وظلما يجب أن يُرفع، أو ثمة خللا أو عطلا يجب أن يصلح، خاصة عندما يطالب ساكن منزل من حجرتين، بأداء فاتورة ماء وكهرباء تقارب فاتورة معمل لتصبير السمك. إن الماء كالخبز، بل إن لا خبز بلا ماء، لذلك وجب الإصغاء إلى هذه الأصوات المحتجة بما يلزم من مسؤولية، بدل الصمت والمراوغات.