الأستاذ والباحث الجامعي عبد الرحيم عبقري هو الكاتب العام لنادي التنس بمدينة المحمدية. وهو أحد أعمدة مكتب النادي الذي يضمّ نخبة من الأطر والفعاليات النشيطة التي تحاول تطوير رياضة التنس بالمدينة، وتقديم صورة مغايرة لهذه الرياضة التي اشتهرت بكونها رياضة نخبوية، غير أن المكتب الحالي يسعى بكل الوسائل إلى جعلها «رياضة شعبية». في هذا الحوار، تناولنا مع عبد الرحيم عبقري مختلف الجوانب المتعلقة بأنشطة النادي. هل يمكن القول بأنّ نادي التنس بالمحمدية أصبح واحدا من بين أندية التّنس المغربية النشيطة؟ يمكن القوْل بأنّ نادي التنس بمدينة المحمدية استعاد عافيته، واسترجع نشاطه الذي تعرّض للكثير من العراقيل الطبيعية وغير الطبيعية. فكما تعرفون كان النادي قد تضرّر من الفيضانات التي عرفتها مدينة المحمدية، بحيث أُتلفتْ العديد من البنيات التحتية بالنادي. واضطررنا إلى البداية من جديد، ومما فاقم من المشاكل قلة إنْ لم أقلْ انعدام الإمكانيات المادية، فضْلا عن الطريقة التي كانتْ تدبّر الشأن بها الرياضي بالنادي. كمْ يبلغ عدد المنخرطين في النادي بداية هذا الموسم؟ يبلغ عدد المنخرطين بداية هذا الموسم 300 منخرط في صنف الكبار، وحوالي 200 منخرط من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 5 سنوات و17 سنة، فضلا عن حوالي 54 من البراعم. النادي يتوفر على مدرسته الرسمية التي يزاول فيها المنخرطون الذين تتراوح أعمارهم ما بين 5 و12 سنة. كان العدد قليلا في السابق، لكنه اليوم ارتفع بصورة تدريجية. وإلى أيّ شيء يعود السبب؟ السبب هو أننا حاولنا أن نجعل من هذه الرياضة بمدينة المحمدية رياضة شعبية مثلها مثل باقي الرياضات، سواء من حيث نوعية الخدمات، أو ظروف ممارسة التداريب. هل المكتب الحالي خضع لنفس المسطرة السابقة في طريقة انتخابه، أمْ أنه أدخل تعديلات على صيغة الانتخاب؟ المكتب الحالي منتخب لمدة أربع سنوات، لكنه مجبر على تقديم الحساب الإداري على رأس كل سنة. لكن ما ينبغي الإشارة إليه هو أن المكتب الحالي جاء بعد الأزمة التي عاشها المكتب السابق، جرّاء الفيضانات التي عرفتها المحمدية. وبعد استقالة المكتب السابق تشكّلت لجنة مؤقتة سهرت على الإعداد للجمع العام. لذلك كان علينا أن نبدأ كل شيء من جديد سواء على مستوى البنيات التحتية المتضررة، أو على صعيد التدبير والتسيير. وقمنا على وجه الخصوص بإدخال تعديلات على القانون الأساسي للنادي حتى يصبح منسجما مع قانون الجامعة. هل يمكن أنْ تحدّثنا عن بعض المشاكل التي يعرفها النادي؟ من بين المشاكل التي يعاني منها النادي هو انعدام الاحتضان والمستشهرين، بل وحتى مصاريف الماء والكهرباء التي كان يتكفل بها المجلس البلدي لمدينة المحمدية، أصبح النادي هو الذي يؤديها للوكالة نظرا لاستحالة استخراج ماء الآبار بسبب القرب من البحر. ما هي أهم المنجزات التي حققها المكتب الحالي، خصوصا فيما يتعلق بالبنيات التحتية؟ حاولنا أوّلا أن نحقق الاستقلال الذاتي لتسيير النادي، خصوصا أنه واجهتنا في البداية معضلة استغلال مقهى النادي من طرف شخص آخر، مما اضطررنا معه إلى اللجوء إلى القضاء لاستردادها، خصوصا أننا نحتاج في الكثير من التظاهرات إلى استغلالها في تغذية المشاركين. لكن الأهمّ هو أننا قمنا في سنة 2006 ببناء منصّة بالملعب الرئيسي بعد أن كنا في السابق نكتريها بأثمان باهظة. علاوة على بناء قاعة للرياضات تبلغ مساحتها 200 متر مربع. كما أعدنا تأهيل المطبخ، وتوسع المقهى السفلي لنفسح المجال للعائلات التي تصطحب أبناءها إلى النادي. من بين المنجزات كذلك تزويد الملاعب بالإنارة الكافية وإنشاء 4 ملاعب صغرى للبراعم الصغار، فضلا عن بناء حائط للتدريب. وقد بلغت التكلفة الإجمالية لكل هذه المنجزات حوالي 2 مليون درهم. ولا تفوتني هنا فرصة تقديم الشكر لكل الأشخاص الذين ساهموا بأموالهم في تحقيق هذه المشاريع. ما هي أهمّ الدوريات الرياضية التي ينظّمها نادي التّنس؟ من أهمّ الدوريات التي يحتضنها النادي دوري سنوي وطني مفتوح في وجْه الشباب المغربي، وذلك بتنسيق مع الجامعة الوطنية للتنس. الدوري الثاني الذي ينظمه النادي هو البطولة العربية للشبان، خلال شهر يوليوز من كل سنة. وهو اليوم في سنته الثانية. وأخيرا هناك الدوري الدولي للشبان الذي ننظمه كل سنة خلال شهر يونيو بتنسيق مع الجامعة الدولية لرياضة التنس. هذا إضافة إلى التظاهرات العادية التي ننظمها على مدار السنة. في هذا السياق، ماذا تنتظرون من المسؤولين في المدينة؟ ننتظر من المسؤولين، في القطاعات المهتمة بالتنس، أن يعاملوننا كجمعية رياضية ذات أهداف غيْر تجارية، مثلها مثل سائر الجمعيات التي تستفيد من المنح ومن الدعم. كما نطالب المواطنين والمهتمين ألا ينظروا إلى النادي باعتباره ناديا نخبويا، بلْ هو ناد شعبي يمكن أنْ يزاول فيه أي مواطن أنشطة رياضية، خصوصا أنَّ تكاليف التسجيل والممارسة عادية جدا.