عاشت قرية مولاي بوعزة، إقليمخنيفرة، على إيقاع مسيرة شعبية غاضبة، انطلقت يوم السبت 27 غشت 2011، من مدخل القرية في اتجاه بوابة ضريح أبا يعزة، حيث رفعوا أصواتهم التي عبروا فيها عن غضبهم إزاء ما وصفوه ب«التلاعب والاستحواذ على صندوق الضريح من قبل حفنة من الكائنات التي تدعي أنها من الشرفاء البوعزاويين»، وتزامنت المسيرة الشعبية مع إحياء ليلة القدر التي يعرف فيها الضريح طقوسا خاصة تنزل فيها صحون الأكل والشرب، وتتوافد فيها أعداد هائلة من المصليات والمصلين بالنظر لما للولي أبا يعزة من رمزية تاريخية ودينية لدى الكثيرين من الناس منذ قرون مضت. المشاركون في الوقفة الاحتجاجية رفعوا عدة لافتات، ورددوا سلسلة من الشعارات والهتافات التي نددوا من خلالها بالوضعية المزرية التي آل إليها التسيير على يد جماعة الضريح، ودعوا مختلف المسؤولين إلى ضرورة التدخل من أجل وضع حد لما أسموه ب«التلاعبات المالية ومظاهر الهيمنة المشبوهة على الضريح من قبل حفنة من الأشخاص المعينين»، كما ندد المتظاهرون بواقع الاستحواذ المكشوف على أملاك الضريح، من بينها مثلا الساحة المتواجدة بقلب البلدة. ويحكي بعض الأهالي أن هذه الساحة كانت ملكا لجماعة الضريح، وسبق للمجالس السابقة أن عرضتها للسمسرة عدة مرات إلا أن «تواطؤ» المجالس السابقة قاد إلى تحويلها ليد بعض الكائنات التي امتنعت عن تسليمها إلى أية جمعية محلية، ولا حتى لأحد المحسنين الذي أبان عن تطوعه لبناء مسجد كبير بها من باب المساهمة في التخفيف من الاكتظاظ الذي تشكو منه مساجد البلدة، سيما بعد توقيف الصلاة بأكبر المساجد لأنه آيل للسقوط، وكم كان جشع جماعة الضريح كبيرا حين فضلت كراء الساحة، أيام الموسم السنوي، لفرقة موسيقية للرقص والغناء ثم لموقف السيارات مقابل دريهمات يجهل الجميع مصيرها، حسب مصادر الجريدة، ولم يفت مصادر مختلفة تحميل الجهات المسؤولة كامل المسؤولية في ما ستؤول إليه أجواء التوتر، سيما أمام تمسك المحتجين بمطالبهم المتمثلة في استرجاع الساحة وكذا وقف التلاعب بأموال الزوار واستثمارها في السياحة الدينية. وسبق ل«الاتحاد الاشتراكي» أن نقلت أحاديث الرأي العام المحلي بمولاي بوعزة حول شبهات بشأن أموال صندوق ضريح مولاي بوعزة، أو الولي أبا يعزى كما تلقبه كتب تاريخ التصوف المغربي، هذا الذي تتوافد عليه حشود كبيرة من الناس، خلال نهاية شهر مارس من كل سنة، حيث فترة الموسم السنوي الذي يعرف مجموعة من الطقوس والتقاليد الغريبة والمثيرة، ويشير الرأي العام بأصابع الاتهام إلى وجود «تلاعبات خطيرة» في ما يعرف بصندوق «جماعة الضريح» التي تتكون من عدة دواوير تدعي كلها أنها حفدة الولي الصالح أبا يعزى. وتزعم كل هذه الدواوير أنها دأبت، منذ وفاة جدها الولي الصالح قبل أكثر من 800 سنة، على اقتسام الصندوق المدعم من أموال الزيارات التي يعرفها الضريح قصد التبرك ببركات وكرامات الولي الصالح، وكذا الهبات الملكية التي تقدم سنويا لشرفاء ومريدي الضريح في إطار دعم الزوايا والأضرحة، وكذا الميزانيات المخصصة لإصلاحه بين الفينة والأخرى، وهي أموال طائلة، حسب مصادر متطابقة زادت فحملت ل«الاتحاد الاشتراكي» من الأخبار الرائجة بقوة ما يشير إلى عملية استحواذ على مبالغ مالية بدعوى اقتسامها بين ذوي الحقوق بالنظر لعدم وجود أي حساب بنكي أو بريدي يقنن مداخيل ومصاريف صندوق الضريح. وربما كان طبيعيا أن تتسع مثل هذه الأخبار منذ حالة سطو طالت كريات نحاسية من فوق مئذنة الضريح، والتي يعود تاريخها إلى وقت طويل، ومن حق عدد من المهتمين بالشأن العام المحلي التشديد على معرفة كل الحقيقة، وإمكانية استغلال الأموال الطائلة المذكورة في إنجاز مشاريع تعود بالنفع على الحياة العامة بالبلدة عوض بقائها مجرد ما يشبه الغنيمة القابلة للقسمة، وينتظر الرأي العام قيام الجهات المسؤولة بفتح تحقيق جدي وعميق في شأن الموضوع، علما بأن المنطقة تعاني من مختلف مظاهر التهميش والإقصاء الاجتماعي، كما من حق منطقة مولاي بوعزة الاستفادة من برامج جبر الضرر الفردي والجماعي بالنظر لأحداثها (أحداث مولاي بوعزة) الشهيرة إبان السبعينيات أو ما يعرف بسنوات الرصاص.