شهدت قاعة أحد الفنادق بمدينة خريبكة صباح الأحد الماضي، تنظيم ندوة دولية مهمة، حول التجربة السينمائية السنغالية، وذلك ضمن فعاليات مهرجان السينما الإفريقية ال 14، وشارك فيها عدد من المهتمين والفاعلين مغاربة وأجانب. وتعلق الأمر بتجربة سنغالية رائدة في المجال السينمائي والسمعي البصري، همت بالخصوص، الإقدام على إقامة مشروع سينمائي ضخم، وذلك من أجل تنمية القطاع السينمائي السنغالي، ومن خلاله الممارسة السينمائية في القارة الإفريقية والعالم. وسلط رئيس مؤسسة مهرجان السينما الأفريقية نور الدين الصايل، في كلمة بالمناسبة الضوء، حول مشروع إقامة مركز «بنافريكان» للسينما والسمعي البصري بالعاصمة دكار، الذي يعد من المشاريع الضخمة في القارة السمراء، لما له من أهمية قصوى في تطوير القطاع السينمائي في أفريقا بالخصوص. وأكد رئيس المركز السينمائي المغربي، أن استضافة السينمائيين السنغاليين في مهرجان خريبكة الذي انطلقت فعالياته مساء السبت، يعد تكريما للسينما السنغالية في حد ذاته، وربط لمزيد من أواصر التواصل والحوار السينمائي والفي والثقافي بين البلدين الشقيقين. وأضاف أن مشروع المركز الجديد، سيعمل على انتعاشة الحقل السينمائي السنغالي، فضلا عن عودة قوية للسينما السنغالية على الصعيدين الإفريقي والدولي، وبخاصة أن هذا المركز الضخم، سيحل العديد من الإشكاليات التي تهم إنتاج الأفلام وعرضها وتوزيعها، فضلا عن تصوير الأفلام الدولية في السنغال. وشدد على أن السينما السنغالية من خلال هذه التجربة التي وصفها ب«المتميزة» ستعود بقوة إلى الساحة الأفريقية والدولية، داعيا مختلف السينمائيين الأفارقة إلى الالتفاف حول هذه التجربة التي تعد رائدة على المستوى الأفريقي. من جهته ثمن صاهيت سار سامب ممثل ووزارة الثقافة السنغالية في كلمة بالمناسبة، الدعم القوي الذي لقيته بلاده من قبل المغرب، من أجل إنجاح هذا المشروع السينمائي، موضحا أن المشروع الذي قدرت قيمته بملايين الدولارات، سيساهم بلا شك في إخصاب وإزهار قطاع الفن السابع في السنغال وأفريقيا على وجه العموم. كما أشاد في نفس السياق، بجهود المركز السينمائي المغربي الكبيرة في إخراج هذا المولود إلى حيز الوجود، معتبرا أن التجربة السينمائية، تعد من التجارب المهمة والرائدة في العالم العربي والعالم، وذلك بالنظر إلى التقنيات المتطورة والتجربة المتمرسة، والبنى التحتية التي تتوافر للمغرب في هذا المجال. كما دعا بالمناسبة مختلف وسائل الإعلام الإفريقية، إلى الانخراط في هذه التجربة التي أكد أنها تجربة مميزة للغاية، وذلك بهدف الرقي بالقطاع السينمائي الأفريقي إلى مصاف البلدان المتقدمة. وكشف سامب في اللقاء الذي تحدت فيه أيضا رئيس اتحاد المنتجين للقاعات السينمائية السنغالية خاليلو ندياي والسينمائي جوزيف ساكنا، عن أن هذا المشروع الضخم، الذي يحاكي المشاريع السينمائية في أوروبا وأمريكا واسيا، ساهمت فيه العديد من البلدان كالمغرب وفرنسا والهند وغيرهم، كما يضم صالات للعرض، ومركز للتكوين، وفضاءت أخرى تهم الإنتاج غيره. أما المستشارة الخاصة فاطمة صاي ضمن الوفد السنغالي، فقد أكدت في كلمة مماثلة، أن المشروع الجديد، سيعمل على إنتاج الأفلام من البداية إلى النهاية، مما يعكس قيمته المهنية والاحترافية، مشيدة بالدعم المغربي الكبير، في إنجاح هذا المشروع، الذي قالت إنه «مشروع لكل الأفارقة والسينمائيين الدوليين». وأضافت أن هذا المشروع الذي قدمت ورقة تقنية عنه عبر الفيديو، سيعمل بشكل كبير على تطوير السينما االسينغالية والإفريقية، كما سيكون قبلة لك السينمائيين العالميين من أجل إنجاز أعمالهم السينمائية. يذكر أن السنغال، تحضر أيضا، ضمن فعاليات الدورة التي تقام تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس حتى ال 23 من الشهر الجاري، ضمن لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للمهرجان التي يرأسها المغربي مصطفى المسناوي، وذلك من خلال عضوية المخرج السنغالي منصور صورا واد. يشار إلى أن 13 فيلما من 9 دول أفريقية، تتنافس للظفر بالجائزة الكبرى للمهرجان التي تحمل اسم المخرج «أوصمان سمبيني» وقيمتها 7 آلاف دولار، حيت سيشارك المغرب بفيلمين هما هما «ماجد» لمخرجه نسيم عباسي، و «الوتر الخامس» لمخرجته سلمى بركاش. وستعرف الدورة بالمناسبة تنظيم عدد الورش والمعارض، إضافة إلى عرض أفلام مهمة ضمن بانوراما السينما المغربية، وتوقيع عدد من الإصدارات السينمائية، من ابرزها كتاب «الإنسان الايقوني» لمحمد شويكة.