تحول « البيك نيك» الذي دعت إليه حركة 20 فبراير أمام معتقل تمارة السري التابع لإدارة مراقبة التراب الوطني المعروفة اختصارا ب «الديستي» إلى كابوس عاش تفاصيله المشاركون في هذه «النزهة» الاحتجاجية التي تم تسطيرها ضمن البرنامج النضالي للحركة، التي دعت في وقت سابق منذ خروجها إلى العلن في 20 فبراير، إلى تنظيم وقفات احتجاجية بالشارع العام، فمسيرات ثم اعتصامات إنذارية، قبل أن تنقل المعركة إلى مقر «الديستي» صباح أول أمس الأحد. حيث تحولت الشوارع إلى مسرح للكر والفر والمواجهة بين القوى الأمنية وبين المتظاهرين، الأمر الذي أسفر عن تسجيل عدد من الإصابات في صفوف المحتجين. حوالي عشرة جرحى من بينهم ناشطون من تنسيقيات الدارالبيضاء والرباط، كانت هي حصيلة التدخل الأمني لثني المحتجين «عما اعتبروه انتهاكات لحقوق الانسان» عن عزمهم في شوط المعركة الاحتجاجية الأول أمام المقر الاداري لجهاز المخابرات، وهو ما حال دون إتمام تفاصيل البرنامج الاحتجاجي الأخرى. وعللت مصالح وزارة الداخلية الأمر بكون الوقفة كانت غير مرخص لها وممنوعة قانونا، وهو ما أكده وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة خالد الناصري الذي شدد على أن الامر يتعلق بمقر إداري لمديرية مراقبة التراب الوطني والذي لا يتضمن أي معتقل سري، داعيا إلى احترام القوانين الجاري بها العمل في مثل هذه التظاهرات. و حول أسباب مواجهة الأمن بالمتظاهرين عزا مصدر أمتي إلى إصرار شباب 20 فبراير على إقتحام المبنى، مما دفع قوات الأمن على الحؤول دون ذلك. عسكرة الجوانب المؤدية إلى مكان التظاهر تمت منذ وقت مبكر من صبيحة الأحد ، وذلك لمنع المشاركين في الوقفة الاحتجاجية من تنفيذ خطوتهم، وهو الأمر الذي تم باستعمال القوة التي كان من بين ضحاياها صحافيون أثناء تغطية الحدث. من جهة أخرى نظمت تنسيقيات محلية للحركة على امتداد يومي السبت 14 والأحد 15 ماي الجاري، عددا من الوقفات المحلية ومسيرات رفعت خلالها من جديد مطالب الحركة بخصوص الاصلاحات السياسية والدستورية، تم تأثيثها بمطالب اقتصادية واجتماعية كما هو الحال بالنسبة لمسيرة الحي المحمدي بالدارالبيضاء التي كان حضور العدل والاحسان لافتا فيها مرة أخرى على غرار المسيرات السابقة، وهي المسيرة التي لم تخل من مطالب فئوية ورفعت كذلك خلالها لافتات ويافطات بخصوص مشاكل، المتسبب فيها هم من أعوان السلطة أو رجالاتها أو منتخبون. والتي مرت في أجواء طبيعية وتميزت بتنظيم محكم ومشاركة واسعة لسكان المنطقة. وبمدينة فاس، وفي الوقت الذي رفضت السلطات المحلية الترخيص لمسيرة بالمدينة القديمة تزعمتها حركة 20 فبراير والجمعية المغربية لحقوق الانسان وفعاليات من اليسار ، منعت مسيرة ساحة فلورانس من تنظيم العدل والاحسان والسلفية الجهادية إضافة لبعض العناصر من 20 فبراير . منع السلطات لم يؤخذ بعين الاعتبار من طرف المنظمين، الشئ الذي جعل رجال الامن من مختلف الاشكال والاصناف يتواجدون بالمواقع لمنع المتظاهرين. وهكذا كان التدخل قويا وعنيفا أسفر عن 6اصابات 3من العدل والاحسان نقلوا الى المستشفى الجامعي الحسن الثاني وهم (هشام ديدي- عبد المولى السليماني- هشام الصباحي)، وهم من معتقلي العدل و الاحسان في ملف المحامي محمد بالغازي، كما أن عددا من العدليين والسلفيين أصيبوا بجروح خفيفة كما سجلنا تجريد طالب من 20فبرايرمن أوراقه الرسمية والجامعية وتم اخلاء سبيله. وحسب بعض المصادر، فإنه كان يصور بهاتفه النقال مما جعل الأمن يقدم على سحب كل ما لديه . ورفع سكان بني ملال، في مسيرتهم الجماهيرية، شعارات من قبيل « بني ملال جوهرة خرجوا عليك الشفارة». «الرئيس سير فحالك بني ملال ماشي ديالك» . « حيدوها الأحزاب المشبوهة»، وذلك أمام مقر بلدية بني ملال خلال مسيرة جماهيرية في إطار حركة 20 فبراير نظمتها تنسيقية دعم الحركة، وشارك فيها حوالي 2000 مواطن يمثلون الهيئات السياسية والنقابات والمجتمع المدني . مسيرة انطلقت من ساحة المسيرة الخضراء وجابت شوارع الجيش الملكي ، العيون ، محمد الخامس وقوفا بمقر البلدية ثم عودة إلى نقطة الانطلاق . لافتات تحمل شعارات تعبر عن تذمر المواطنين من غلاء المعيشة وسرطان الرشوة والمحسوبية و تبذير المال العام . شعارات أخرى تناهض تنظيم مهرجان موازين الذي سيكلف الملايير من مالية الشعب كتبت على لافتة تبرز تكلفة كل من المغنيين المدعوين شاكيرا- جو كوكر وغيرهما . التنسيقية المنظمة بشراكة مع حركة 20 فبراير توسعت بمشاركة رسمية لهيئات حزبية أخرى كحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية و الحزب الاشتراكي الموحد ... و بساحة المسيرة الخضراء، اختتمت المسيرة بكلمات لبعض المشاركين، مجددين الدعوة للمشاركة في الموعد المقبل عشية يوم الأحد المقبل .