في إطار البرنامج الثقافي للمعرض الدولي للنشر والكتاب / في دورته الثالثة والعشرين (من 9 إلى 19 فبراير 2017)، احتضنت قاعة إفريقيا، زوال يوم الاثنين 13 فبراير 2017 ، أشغال الندوة الفكرية حول قضايا ورهانات الملكية الفكرية بالمغرب التي أطرها الائتلاف المغربي للملكية الفكرية.وقد تركزت مداخلات المشاركين بالدرس والتحليل والمساءلة جملة من القضايا والإشكالات المتصلة بتدبير الملكية الفكرية ببلادنا، وأساسا في شقها المتعلق بواقع حقوق المؤلف والحقوق المجاورة كركن أساسي في منظومة الملكية الفكرية. وقد شكلت هذه الندوة التي حضرها العديد من المثقفين والمبدعين ومختلف وسائط الإعلام السمي البصري والمكتوب والإلكتروني، فرصة للتداول حول جوهر حماية الملكية الفكرية على أساس مجمل الحقوق المادية والمعنوية التي تخول للمبدع والمؤلف والمبتكر لحماية إبداعه ومؤلفه وابتكاره، وبموجب هذه الحماية، يمنح الصفة والكفاءة القانونية التي تمكنه من التصرف في ما أنتجه من أعمال أدبية وفنية ومن ابتكارات، وتمنع غيره من التصرف بهذه الإبداعات تحت أي شكل من الأشكال دون رخصة منه. وهكذا تناول الأستاذ عبد الحكيم قرمان الخبير الدولي ورئيس الائتلاف المغربي للملكية الفكرية، موضوع المنظومة القانونية للملكية الفكرية الدولية التي تدير وترعى هذه الحقوق عبر مجموعة من الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي تحدد المعايير الكونية التي يتوجب احترامها من لدن البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية (OMPI منظمة دولية متخصصة تابعة للأمم المتحدة) كما تسهر الدول الأعضاء عند سن قوانينها الوطنية على التقيد بهذه المعايير المتوافق عليها عالميا في إطار تدبير الحقوق المادية والمعنوية للمؤلفين وحماية الملكية الفكرية في نطاق حدودها الترابية وسيادتها الوطنية من جهة أخرى .وتحدثت لنا الأستاذة الفنانة التشكيلية ربيعة الشاهد، رئيسة جمعية بصمات بسطات، القضايا والإشكاليات المتصلة بمجال الفنون التشكيلية ببلادنا، خصوصا ما يتصل بواقع الحال، وإكراهات الممارسة الفنية في هذا الباب في ارتباطها بوضعية الفنان التشكيلي وتطلعاته المستقبلية. وفي الأخير تطرق الأستاذ مصطفى أحريش الفنان الموسيقي والإعلامي والناشط الثقافي إلى القضايا المرتبطة بالقرصنة وبالاختلالات الملحوظة في الممارسة في غياب حماية حقيقية وتدبير قانوني منظم للحقوق المادية والمعنوية للمبدعين. قدم وسير أشغال الندوة ذ. الشاعر إدريس بوقاع. وتندرج هذه الندوة الفكرية الهامة في سياق البرنامج الوطني التواصلي والترافعي الذي باشره الائتلاف المغربي للملكية الفكرية منذ ما يفوق السنة عبر مختلف المنديات الثقافية والفكرية والإعلامية بمختلف جهات المملكة، وفي إطار الانفتاح والتبادل والشراكة مع مختلف الفعاليات الثقافية والهيئات ال والمؤسسات العمومية والخاصة، وذلك لتسليط الضوء على التجربة المغربية في مجالات التشريع والمأسسة والتدبير الجماعي لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة بما تمثله من تميز في السياق، وما تعرفه من نقائص اختلالات في التدبير، وكذلك ما تطرحه من قضايا ورهانات في المستقبل.