لم يكن يتوقع محمد أبو تريكة، وهو يقود منتخب الفراعنة، ونادي الأهلي المصري، إلى الألقاب والإنجازات خلال السنوات الأخيرة، أنه سيصبح مطلوبا للعدالة، بسبب الانتماء لجماعة الإخوان المصريين. فاللاعب المصري، محمد أبو تريكة، المزداد في السابع من نونبر عام 1978 بمحافظة الجيزة، والذي ينحدر من أسرة متواضعة، زاوج بين الممارسة الكروية والدراسة، حيث تخرج من كلية الآداب، قسم التاريخ بجامعة القاهرة، يعد مصدر إلهام العديد من الشباب ىالمصري، بالنظر إلى إنجازاته وكذا بالنظر إلى ذماتة أخلاقة، بيد ان صلته بجماعة الإخوان المصريين المحظرة، خدشت لك الصورة التي عكف على رسمها طيلة مساره الكوروي، وتفاني في ذلك. وبدأ أبو تريكة مسيرته في كرة القدم بنادي الترسانة المصري، الذي قاده للصعود للدوري المصري الممتاز، قبل أن يغادره صوب قلعة الأهلي، التي سرق الأضواء داخلها، بات صانع أفراحها، بعدمكا قادها إلى السيطرة على الألقاب محليا وقاريا، ثم قادها إلى العالمية، من خلال المشاركة في كأس العالم للأندية، التي نال برونزيتها عام 2006. وعلى المستوى الدولي، انضم أبو تريكة، الملقب ب «الماجيكو»، لمنتخب مصر عام 2004 وقاد الفراعنة للحصول على بطولة كأس الأمم الأفريقية عامي 2006 و2008. كما شارك في بطولة كأس العالم للقارات عام 2009، التي فازت فيها مصر على إيطاليا، بطل العالم آنذاك، وقدمت مباراة قوية أمام منتخب البرازيل رغم خسارتها بأربعة أهداف مقابل ثلاثة. ولم يحصل اللاعب على أية بطاقة حمراء طوال تاريخه الطويل في عالم كرة القدم. ويحظى أبو تريكة بشعبية جارفة في مصر والدول العربية والإفريقية، وأُطلق عليه لقب «أمير القلوب». كما حصل اللاعب على جائزة الاتحاد الأفريقي لكرة القدم كأفضل لاعب أفريقي داخل القارة أربع مرات، وهو إنجاز لم يحققه أي لاعب آخر حتى الآن. وسجل أبو تريكة 33 هدفا في دوري أبطال إفريقيا، ليصبح الهداف التاريخي للمسابقة. كما يعد أبو تريكة أكثر لاعبي النادي الأهلي تسجيلا للأهداف في تاريخ ديربي العاصمة المصرية، إذ سجل 13 هدفا في مرمى نادي الزمالك، كما حصل على لقب هداف الدوري المصري عامي 2005 و2006. وعُرف عن أبو تريكة التزامه الديني، واشتهر بسجوده عقب إحراز أي هدف مع النادي الأهلي أو منتخب مصر، الذي بات يلقب بمنتخب «الساجدين». واعتزل أبو تريكة كرة القدم عام 2013، وهو في الرابعة والثلاثين من عمره، بعد مشوار حافل، جعله أحد أبرز اللاعبين في تاريخ كرة القدم المصرية والعربية والأفريقية. وفي عام 2014، اختار الاتحاد الأفريقي لكرة القدم اللاعب المصري سفيرا للكرة الافريقية. وعقب اعتزاله، قرر اللاعب الاتجاه للعمل الإداري في كرة القدم، وسافر إلى أوروبا للحصول على دورات تدريبية في هذا المجال، كما عين سفيرا لبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة لمحاربة الفقر. وأثار اللاعب جدلا كبيرا في مباراة المنتخب المصري أمام نظيره السوداني في كأس الأمم الإفريقية 2008، إذ كشف عن شعار تحت قميص اللعب مكتوب عليه «تعاطفا مع غزة»، وحصل على بطاقةٍ صفراء. وفي ماي عام 2015، أصدرت السلطات المصرية قرارا بالتحفظ على أموال أبو تريكة، وقالت لجنة إدارة وحصر أموال جماعة الإخوان وقتها إن اللاعب هو أحد ملاك شركة سياحية، تبيّن من التحقيقات أن نشاطها مرتبط بجماعة الاخوان. وفي يونيو من نفس العام، أصدرت محكمة القضاء الإداري حكما بإلغاء قرار التحفظ وكل ما يترتب عليه. وكان اللاعب قد أعلن تأييده للرئيس السابق محمد مرسي، الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، عندما أعلن ترشحه لانتخابات الرئاسة عام 2012. وفي 17 يناير الماضي، أدرجت السلطات المصرية اسم اللاعب الشهير على قائمة الإرهاب، بتهمة صلته بجماعة الإخوان المسلمين، التي تعتبرها مصر جماعة إرهابية، وتحظر أنشطتها وتتحفظ على جميع أموالها العقارية والسائلة والمنقولة. لكن أبو تريكة نفى دعمه للجماعة، بيد أنه رفض العودة إلى القاهرة، خوفا من الاعتقال، واختار البقاء بالدوحة، حيث يعمل محللا رياضيا بقنوات «بي أن سبورت» القطرية.