انطلق مؤخرا مشروع إعادة تأهيل بحيرة الألفة المتواجدة في حي الفردوس بالدار البيضاء، والتي كانت تعرف ب «ضاية شنيدر» ،هي إحدى البحيرات الحضرية النادرة بالمغرب، تمتد على مساحة 9 هكتارات، و هي فضاء يزخر بثروات حيوانية و نباتية يتعين حمايتها و تثمينها. المشروع سينجز بموجب اتفاقية ثلاثية، تلتزم مؤسسة ليدك لأعمال الرعاية بتقديم مساعدة مالية لإنجاز دراسات مجالية لمشروع إعادة تأهيل بحيرة الألفة و جوانبها (حديقة إيكولوجية، الضفاف...). و من جهته، سينجز مكتب «Des Paysages-Labib» الدراسات المشار إليها و سيقترح تهيئة مجالية للجرف مع الاستجابة للسياق الخاص للموقع من الناحية الاجتماعية، المناخية و البيئية. و ستشمل الدراسات أيضا إعادة تهيئة حديقة العمالة، المتواجدة بين البحيرة و مقر عمالة مقاطعة الحي الحسني و كذا إحداث جدار مجالي لتسييج البحيرة.من جهة أخرى، ليدك تواكب هذا المشروع منذ بداياته الأولى، من خلال تقديم خبرتها المباشرة باعتبارها فاعلا في هذا المجال. و تشتغل المقاولة بالفعل، منذ شهور عديدة على برنامج أعمال يهدف إلى تحسين التحكم في حمولات المياه العادمة للقنوات المجمعة الكبرى الثلاث بالمنطقة. على إثر ذلك، تنجز أعمال مختلفة أو في طور الإنجاز، مثل إنجاز مراكز التقاط تمكن من تجنب تدفق المياه العادمة غير المشروعة في سطح الماء، و وضع مسبار لقياس الصبيب في القناة المجمعة الرئيسية من أجل قياس التدفقات التي تقذف في البحيرة خلال فصل الأمطار و تتبع جودة الماء في 12 نقطة من سطح الماء.في هذا الإطار، يجري إنجاز دراسة تشخيص للحالة الإيكولوجية للبحيرة. و بشراكة مع جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، مكنت هذه الدراسة في مرحلة أولى بمتم سنة 2016، من إنجاز تحليلات لجودة مياه البحيرةو مسح للأعماق مكن من قياس عمق ال ماء وتحديد طبيعة أعماق البحيرة. مشروع إعادة تأهيل بحيرة الألفة وضفافها يعد مساهمة ملموسة في التنمية المستدامة للدار البيضاء الكبرى. بعد إتمام إنجاز المشروع، سيمكن المنطقة من استعادة قيمتها الحضرية والبيئية عبر منح المجاورين وساكنة المدينة فضاء للعيش والترفيه يحترم البيئة، ويشمل حماية التنوع البيئي و كذا تدبير النفايات. كما يأخذ المشروع بعين الاعتبار الأبعاد الاقتصادية، الإجتماعية و المجتمعية للتنمية المستدامة. ويتوقع بالفعل، تقوية التجهيزات الحضرية، من خلال إحداث الإنارة العمومية والتطهير السائل للمياه العادمة، وتهيئة التجهيزات الإجتماعية والثقافية والرياضية، و إشراك الجمعيات المحلية في تنشيط الفضاء و خلق مركز للتربية على البيئة.