في إطار تفعيل الشراكة بين وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والمركز المغربي للتربية المدنية، نظمت المديرية الإقليمية لعين السبع الحي المحمدي، يومي الثلاثاء 17 و 18 يناير 2017 بالمركب التربوي عقبة، متلقى تربويا تحت شعار « دور التربية على المواطنة في ترسيخ السلوكات المدنية في الوسط المدرسي» بتنسيق مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدارالبيضاء سطات، وبمشاركة المركز المغربي للتربية المدنية، بدعم من الاتحاد من أجل المتوسط، وبشراكة مع المنظمة الدولية «إديا بورن» نشطه الباحث التربوي ابراهيم الباعمراني، وحضره إلى جانب مدير الأكاديمية والمدير الإقليمي، كل من مبارك مازين ممثلا عن وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، ومديرات ومديرو الوزارة بالجهة، ومديرون سابقون، ورئيس التضامن الجامعي، وممثلة مؤسسة IDEABORN ، والهيآت النقابية، وجمعيات المجتمع المدني، وممثلون عن هيأة التفتيش التربوي وعن مديرات ومديري المؤسسات التعليمية، وممثلون عن الأمن الوطني ومندوبية وزارة الصحة وممثلون عن التلميذات والتلاميذ. وقد انطلقت الأشغال بكلمة توجيهية من المدير الاقليمي لمديرية عين السبع الحي المحمدي، أبرز من خلالها السياقات التي تنعقد فيها الندوة، وأبرز أن الحضور المتميز لفعاليات هذا الملتقى الأول لدليل على بحث الإشكالية المطروحة على النظام التعليمي ومختلف القضايا التربوية التي سيتناولها بالتحليل المشاركات والمشاركون داخل الورشات، وهو أيضا فرصة لتعميق النقاش والتشخيص والوقوف على الأسباب الحقيقية للظواهر اللاتربوية ( العنف/الغش/هدر الزمن المدرسي) وإنه كذلك، مناسبة للتداول في أساليب وصيغ تجاوز هذا الواقع التربوي، وتقديم جملة من الحلول الممكنة. وأضاف « إن موضوع العنف المدرسي ومحاولة محاصرته ومقاربته من خلال مدخل الحياة المدرسية، وتشجيع السلوكات المدنية وترسيخها في الوسط المدرسي، يندرج في سياق أجرأة الرؤية الاستراتيجية للمجلس الأعلى للتربية والتكوين2015-2030، ولذلك، والمناسبة شرط، نحث الجميع، وندعو كافة الفعاليات إلى الانخراط في هذا الورش المنظم من طرف المديرية الإقليمية بعين السبع الحي المحمدي والمركز المغربي للتربية المدنية وشركائه، كل من موقعه، إدارة تربوية/ منتخبون/أساتذة/تلاميذ/جمعيات المجتمع المدني ( جمعيات أمهات وآباء التلاميذ)/ سلطات محلية/ أجهزة أمنية/ المصالح الخارجية للوزارات، المساهمة والانخراط الفعال والناجع للخروج بالنتائج المنتظرة منه.» كما ذكر بدور الحياة المدرسية، التي اعتبرها مشتلا ميدانيا للنهوض بالقيم في اتجاه التحول المنشود، وذلك من خلال الأنشطة التفاعلية والمندمجة، التي تمكن من اتخاذ المواقف الصحيحة، وبناء السلوكات الحضارية الملائمة، كدعامة لتشييد الصرح التربوي المأمول. وأضاف،» ومن أجل الارتقاء بالعمل التربوي داخل المؤسسات التعليمية، تراهن الوزارة، بتعاون مع شركائها في هذا المجال، على مدخل الحياة المدرسية بمختلف مجالاتها، وذلك من خلال اعتماد آليات التفعيل، كمجالس المؤسسة والأندية التربوية والمسابقات. ومن جهته، أكد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدارالبيضاء سطات على ضرورة العمل على تحصين الناشئة من السلوكات السلبية التي تهدد الصحة النفسية والجسدية للتلميذات والتلاميذ والأطر الإدارية والتربوية بالمؤسسات التعليمية، مشددا على ضرورة تفعيل دور الأندية بالمؤسسات التعليمية لمناهضة العنف بالوسط المدرسي، وتوسيعها وإحداث خلايا الإنصات والتوجيه بالمؤسسات الثانوية الإعدادية والتأهيلية لامتصاص كل أشكال العنف، وإحداث نوادي المواطنة وحقوق الإنسان. ونوه بالمبادرة وأهمية مثل هذه اللقاءات باعتبارها مدخلا لتعزيز دور المؤسسة التعليمية، مبرزا أن الأكاديمية وضعت مخططا لمناهضة العنف بالوسط المدرسي تم تنزيله على صعيد المديريات والمؤسسات التابعة لها. وقال الباحث التربوي العربي عماد، إن مشروع تكوين مواطن مسؤول، وتعزيز دور التربية على المواطنة في الوقاية من العنف المدرسي، والإعلان عن إحداث المرصد المغربي للوقاية من العنف المدرسي، خطوات تهدف إلى المساهمة في وضع حد للعنف بشتى أنواعه داخل المؤسسات التعليمية، وشدد على أن ذلك سيتم من خلال تطوير مناهج دراسية ميدانية، عبر ثلاث مراحل رئيسية، لخصها في دراسة تشخيصية للمناهج الدراسية المتعلقة بالتربية على المواطنة، وتطوير مناهج تربوية حديثة؛ وذلك بشراكة مع وزارة التربية الوطنية. وثمنت ممثلة مؤسسة IDEABORN شراكة المديرية الإقليمية لعين السبع الحي المحمدي مع المركز المغربي للتربية المدنية، مؤكدة أهمية موضوع العنف في الوسط المدرسي الذي أصبح قضية رأي عام ومثار تخوف الآباء والأمهات ومعهم المجتمع. وفي مداخلة ممثل الوزارة، عرض مبارك مازين، استراتيجية الوزارة في مجال مناهضة العنف بالوسط المدرس، وذكر بالدور الذي تلعبه الحياة المدرسية في التنشئة الاجتماعية التي تروم إعدادها وتربيتها على قيم المواطنة والديمقراطية والتسامح، ونشر ثقافة السلوك الحضاري والمدني، وذلك من خلال الأنشطة التفاعلية والمندمجة، وبناء السلوكات الحضارية الملائمة، مشددا على إخراج المؤسسات التعليمية من أدوارها التقليدية، وضرورة إشراك التلاميذ في الحياة المدرسية، أملا في تحقيق هدف الارتقاء بأداء المدرسة المغربية، وجعلها رافعة قوية وركيزة أساسية تساهم في تنمية بلادنا. كما عرف الملتقى، إلقاء كلمة لممثل وزارة الصحة، وعرض شريط مصور. وقد برمجت خلال الندوة فترات للمناقشة تم من خلالها تبادل الآراء، قبل أن ينتظم المشاركون في ورشات مساء يوم الثلاثاء وطيلة يوم الأربعاء، تركزت حول تعزيز الوعي بظاهرة العنف المدرسي، وابتداع آليات لمواجهته، عبر مصوغات تطبيقية قادرة على رفع الكثير من الآراء والأحكام.