أبانت فاجعة يوم الثلاثاء 27 دجنبر، والتي راح ضحيتها 10 أشخاص، جراء حادثة السير المميتة التي عرفتها الطريق الجهوية 4105 الرابطة بين دارقوباع ووادي لاو، عن ضعف وتدهور البنية الاستشفائية بمستشفى محمد الخامس بمدينة شفشاون. فالحادث الذي خلف في بدايته 9 قتلى لحظة وقوع الفاجعة، وإصابة شخص بجروح خطيرة، قامت الجهات المسؤولة باستصدار قرار نقله إلى مدينة تطوان قصد تقديم الإسعافات والعلاجات الضرورية له وإنعاشه بقسم الإنعاش بالمستشفى الجهوي سانية الرمل. قرار الجهات الطبية المسؤولة، والتي تلقت بسببه توبيخا من طرف الوزير لعدم طلب المروحية الطبية لنقل المصاب، أملاه ،أولا وأخيرا، عدم وجود قسم للإنعاش الطبي بمستشفى محمد الخامس بشفشاون، والذي أصبح في غياب الأطر الطبية والشبه الطبية، مصلحة لإنعاش المرضى بعد إجراء العمليات، ولم يعد يستقبل الحالات الخطيرة التي تتطلب الإنعاش الطبي بمفهومه الشامل، مثل حالة الثلاثاء. فتحول قسم الإنعاش بمستشفى محمد الخامس بشفشاون إلى مصلحة للتمريض والنقاهة بعد إجراء العمليات، من شأنه أن يخلق الضغط على المستشفى الجهوي سانية الرمل، فالأسرَّة الستة التي يتوفر عليها القسم لا يتم استغلالها بالشكل المطلوب وبالشكل العلمي والطبي. فاجعة الثلاثاء، عرت كذلك مصلحة مستودع الأموات، حيث أن 5 جثث من أصل تسعة لم يتم وضعها داخل الثلاجات، و بقيت مكدسة فوق بعضها، دون أدنى احترام لحرمة الأموات، على اعتبار أن مستودع الأموات لا يتوفر سوى على أربع ثلاجات، وواحدة منها تتعرض للعطب في كل لحظة وحين، مما يجعل المصلحة غير قادرة على استيعاب أكثر من 3 جثث . الحادث يضع الجميع أمام حتمية ومسؤولية التفكير الجماعي، سواء كان من المسؤولين عن الشأن الصحي بالمدينة أو المنتخبين المحليين والإقليميين والجهويين أو السلطات المحلية، من أجل إعادة الاعتبار لهذا المرفق العمومي والطبي بالمدينة، وجعله يلعب أدواره كاملة غير منقوصة، وكذا بهدف الارتقاء بالشأن الصحي للمواطن بالإقليم، وألا يركن الجميع إلى زاوية المتفرج في معلمة صحية تحولت إلى مستوصف طبي حضري.