تميز اليوم الثالث من الدورة 16 لمهرجان الفيلم الدولي لمراكش بتكريم الفنان والمخرج والسيناريست والمنتج الياباني» شينيا تسوكاموتو»، وهو اعتراف من مهرجان مراكش لهذا الفنان الياباني المتميز الذي طبع السينما اليابانية بسيمات فنية بخصوصية تنم عن قدراته الإبداعية التي جعلت أعماله تحظى بإعجاب كبير من لدن عشاق الفن السابع.. خلال تكريمه عبر عن سعادته البالغة أن يكرم من مهرجان بدأ يأخذ موقعه كمهرجان عالمي بالنظر للأفلام التي يستقطبها وكبار النجوم العالميين الذين يحضرونه، شاكرا إدارة المهرجان، معتبرا أن له الشرف في أن يكرم في مدينة مراكش دون أن يخفي اعتزازه الكبير بهذا التكريم.. المحتفى به من مواليد 1960 بمدينة طوكيو .. عشق الصورة وفنها منذ كان طفلا ما جعل والده يهديه آلة تصوير في عيد ميلاده ال 14 .. بعد ذلك بسنوات ودراسته للفنون التشكيلية وإعلانه انطلاقة مساره المهني كمدير لشركة متخصص في إنتاج الإعلانات التجارية .. أسس سنة 1986 فرقة مسرحية خاصة به ( مسرح كبار البحارة الوحوش) التي أنجز معها ثلاثة أعمال مسرحية قبل أن يلج عالم الفن السابع.. وبعدما نجح في إخراجه لفيلمين قصيرين لقيا استحسانا كبيرا، وقع سنة 1988 على فيلم «تيتسو»، الذي بالرغم من إنجازه في ظروف صعبة، فقد استطاع أن يحقق حضورا كبيرا في العديد من المهرجانات الدولية، وهو فيلم يحكي قصة رجل أعمال ياباني تحول إلى مخلوق غريب، نصفه إنسان ونصفه آخر معدن. وكان من ِنتاج ذلك أن شد المخرج الشاب إليه الأنظار بسرعة، فاخرج سنة 1990 فيلم «هيروكو العفريت» وهو فيلم أنجزه تحت الطلب لفائدة شركة يابانية كبرى. واستطاع شينيا تسوكاموتو أن يطور في وقت مبكر جدا عالما خاصا به يندمج فيه اللحم بالمعدن في شكل عضوي جديد، وحيث اليأس والقمع الناتجين عن الحياة الحضرية يرَشحان بمنتهى العنف. بعد فيلم تيتسو2 «جسم المطرقة»، تعززت قيمة الرجل في السينما اليابانية المستقلة من خلال الفيلم الدامي «طوكيو القبضة» الذي أكد مكانته كمخرج سينمائي رائد. في سنة 1998، لعب الدور الرئيسي في فيلمه الخامس الذي صوره بالأبيض والأسود «رصاصة باليه» قبل أن يخرج في العام الموالي فيلم «ملابس جيميني»، الذي صور يابان عقد العشرينيات من القرن الماضي. وفي سنة 2002 اختير للمشاركة لأول مرة في مهرجان البندقية بفيلم «ثعبان من يونيو» وحسب المعلومات التي وفرها مهرجان مراكش من خلال وثائقه، فهذا السينمائي الياباني الكبير يعتبر قائدا حقيقيا لأوركسترا متجانسة تؤلف عائلة سينمائية حقيقية تتشكل من مساعديه ومن ممثلين جميعهم على استعداد لموالاته من أجل تحقيق أكثر تخيلاته خراقة، والتي ُتستوحى من فن خيال السيبربانك لويليام جيبسون وبروس ستيرلينك وأفلام ديفيد لينش وديفيد كروننبرك. كما يتردد العديد من المخرجين الغربيين في استلهام المواهب المتعددة لهذا الكاتب والمخرج والممثل والمصور السينمائي والموضب والمدير الفني والمنتج العبقري. اليوم الثالث تميز أيضا بعرض فيلمين مشاركين في المسابقة وهما الفيلم الدانماركي /الاسلندي « قلب من حجر» والفيلم الفرنسي «قصة أم» الفيلم الدانماركي/ الاسلندي قلب من حجر من إخراج كودموندور أرنار كودموندسون يحكي عن شابين مراهقين عاشا صيفا مليئا بالأحداث في قرية صيد نائية في عمق إيسلاندا.. فبينما يحاول أحدهما كسب ود إحدى الفتيات تخالج الثاني مشاعر خاصة تجاه أفضل صديق له.. بنهاية فصل الصيف، وبينما بدأت قساوة الطبيعة تعود لمستقرها في الجزيرة يكون الوقت قد حان بالنسبة لهذين الشابين ليعودا إلى واقعهما ويبدآ في تحمل مسؤولياتهما بوصفهما شخصين ناضجين.. أما الفيلم الفرنسي «قصة أم» لمخرجته «ساندرين فايسي» يروي عن « نيج» البالغة من العمر عشرين سنة تعيش في مزرعة نائية رفقة ابنها «لويس» تحت سلطة جدتها « هيلويز» .. علاقة نيج وهيلويز تتخللها امرأة غائبة هي والدة إحداهما وابنة الثانية، غياب هو بمثابة فراغ تملؤه الرغبات والتخيلات في والمخاوف.. تعشق نيج ابنها لويس الذي انج بته من علاقة سابقة مع أحد أفراد عائلة الملاكين الأغنياء بيناريو التي ستقوم بتزويج ابنها الوحيد.. عندما ذهبت نيج لحضور حفل الزفاف لم يخطر ببالها أن هيلويز ستكون في انتظارها وهي في حالة من القلق والغضب الشديد.. اليوم الثالث حافل بالعديد من العروض سواء في قاعتي قصر المؤتمرات او بسينما كوليزي أو بساحة جامع الفناء التي تحولت إلى قاعة مفتوحة على الهواء تعرض فيها الأفلام مثلما يحضرها عدد من النجوم العالميين ليتواصلوا مباشرة مع رواد هذه الساحة التاريخية الكبرى.. أصداء من المهرجان الدولي السادس عشر للفيلم بمراكش منتجون أمريكيون بالمهرجان يقوم وفد يضم مسيري شركات إنتاج أمريكية، من ضمن المدعوين لحضور الدورة السادسة عشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش (2-10 دجنبر)، بزيارة لاستكشاف المؤهلات التي يزخر بها المغرب باعتباره وجهة متميزة لتصوير أضخم الإنتاجات السينمائية. ويتكون هذا الوفد من 16 ممثلا لاستوديوهات السينما والقنوات التلفزيونية الأمريكية، خاصة مسيرو شركات الإنتاج «فوكس» و»تاتشستون تليفيجن بروداكشن» و «ديسكافري كميونيكيشن أي نيتفليكس». ويتضمن برنامج هذه الزيارة، التي تتوخى استكشاف مؤهلات التصوير التي يتيحها المغرب ومختلف مسارات التعاون بين الطرفين، مدن ورزازات وفاس وإفران والرباط. وفي هذا الصدد، سيتم تنظيم لقاءات بين مسيري شركات الإنتاج الأمريكية ومهنيين مغاربة من أجل تبادل وتقصي مختلف إمكانيات التعاون. السينما الهندية بجامع الفنا تحضر سينما بوليود من جديد في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، في نسخته السادسة عشرة، حيث تم يوم الجمعة بساحة جامع الفنا عرض الفيلم الهندي «زينداغي نا ميليجي دوبارا» (لن تعود إلى الحياة مرة ثانية) لمخرجته زويا أختار. ويعكس هذا الفيلم، الذي شخص أدواره أبهاي ديول وفرحان أختار وهريتيك روشان وكذا كاترينا كايف وكالكي كاوشلين، محن ثلاثة شبان يجوبون إسبانيا بحثا عن مشاعر قوية لمنح حيواتهم طعما . أول عروض السينما الروسية المكرمة تم مساء السبت عرض الفيلم الروسي «ذي أيلاند» (الجزيرة) لمخرجه بافيل لاغونين، وذلك في إطار التكريم الذي تخصصه الدورة السادسة عشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش للسينما الروسية والسوفياتية. ويحكي هذا الفيلم الطويل (112 د.) قصة دير أورتودوكسي يقع في جزيرة شمال روسيا حيث يحدث أحد الرهبان البلبلة بعد انتشار إشاعة مفادها بأنه يمتلك قدرة غير عادية على شفاء الأمراض المستعصية والقضاء على الشياطين والتنبؤ بالمستقبل. وتعرض هذه الدورة للجمهور ثلاثين فيلما في مسعى لاكتشاف أو إعادة اكتشاف السينما والفن الروسيين من بينها فيلمان مشاركان في المسابقة الرسمية هما «علم الحيوان» لإيفان تفيردوفسكي و»المبارز» لألكسي ميزكيريف.