وصف المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية بيتر كوك العدناني بأنه «المهندس الرئيسي» لهجمات تنظيم الدولة الاسلامية في الغرب، كما انه «نسق تحرك مقاتلي الدولة الاسلامية في العراق والشام وشجع مباشرة افرادا على شن هجمات على مدنيين واعضاء في الجيش ونشط في تجنيد اعضاء جدد» للتنظيم. وغالبا ما كان العدناني يصدر تسجيلات صوتية وبيانات يتناول فيها عمليات التنظيم خصوصا في العراقوسوريا التي تشهد نزاعا داميا منذ مارس العام 2011 تعرض تنظيم الدولة الاسلامية لضربة جديدة موجعة بعد مقتل القيادي البارز والمتحدث باسمه ابو محمد العدناني، الذي يعد احد اهم مهندسي هجمات الجهاديين في الغرب، في خسارة تضاف الى اخفاقات ميدانية عدة مني بها في سوريا. ويظهر مقتل العدناني نجاحا جديدا في اختراق بنية التنظيم، لا سيما بعد اعلان واشنطن استهدافه في محافظة حلب من دون ان تؤكد مقتله. وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية في بيان مساء الثلاثاء مقتل أبو محمد العدناني، واسمه الحقيقي طه صبحي فلاحة والمتحدر من محافظة إدلب (شمال غرب)، أثناء "تفقده العمليات العسكرية" في حلب. وبالاضافة الى كونه احد ابرز قادة التنظيم، فان للعدناني رمزية خاصة لدى الجهاديين كونه هو من اعلن في يونيو 2014 تأسيس "الخلافة الاسلامية" في سورياوالعراق، قبل ان يبرز اسمه اثر تكرار دعوته الى شن هجمات في دول الغرب. وبعد العدناني (39 عاما)، ثالث قيادي رفيع المستوى يخسره التنظيم في غضون خمسة اشهر فقط، ما يوجه الانظار اكثر الى زعيم التنظيم ابو بكر البغدادي الذي بات معزولا اكثر فاكثر. وقال الخبير في شؤون الحركات الجهادية في سورياوالعراق هشام الهاشمي لوكالة فرانس برس ان "مقتل العدناني يعد ضربة قاصمة لتنظيم داعش"، ويظهر ان التنظيم "بات غير قادر على حماية اهم قادته". وبحسب الهاشمي، يبدو "من الواضح ان تنظيم داعش بات مخترقا على صعيد الصف الثاني من القيادة، اذ ان معظم تحركات هذه القيادات وسيرتها وتنظيمها اصبحت معروفة من قبل المؤسسات الاستخباراتية". ورجح ان "الولاياتالمتحدة باتت قريبة جدا من ان تغتال البغدادي في الفترة المقبلة". واعتبرت واشنطن الثلاثاء ان "ازالة العدناني من ميدان القتال سيشكل ضربة كبيرة للدولة الاسلامية في العراق والشام". وقال الخبير في الشؤون الجهادية ايمن التميمي لوكالة فرانس برس ان خسارة العدناني "مهمة رمزيا ولكنها ايضا تعكس تراجعا اكبر لتنظيم الدولة الاسلامية". واضاف "اذا كانت غارة للتحالف الدولي استهدفته فان ذلك يظهر مدى اختراق اجهزة الاستخبارات التابعة للتحالف الدولي، والا لما كانت تمكنت من قتل العديد من القياديين رفيعي المستوى". ميدانيا، مني تنظيم الدولة الاسلامية بخسائر كبيرة خلال الفترة الماضية في سوريا وخصوصا في محافظة حلب. وبحسب الهاشمي فان العدناني "غالبا ما كان يتنقل بين مدينتي البوكمال ودير الزور (شرق) لكن يبدو ان معركة حلب واهميتها احتاجت ان يشرف بنفسه عليها". وخسر تنظيم الدولة الاسلامية منذ بداية غشت الحالي معقلين اساسيين له في محافظة حلب، وهما مدينة منبج التي سيطرت عليها قوات سوريا الديموقراطية اثر معارك دامت اكثر من شهرين، ومدينة جرابلس التي انسحب منها امام عملية عسكرية تركية دعما لفصائل سورية معارضة. ووصف المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية بيتر كوك العدناني بأنه "المهندس الرئيسي" لهجمات تنظيم الدولة الاسلامية في الغرب، كما انه "نسق تحرك مقاتلي الدولة الاسلامية في العراق والشام وشجع مباشرة افرادا على شن هجمات على مدنيين واعضاء في الجيش ونشط في تجنيد اعضاء جدد" للتنظيم. وغالبا ما كان العدناني يصدر تسجيلات صوتية وبيانات يتناول فيها عمليات التنظيم خصوصا في العراقوسوريا التي تشهد نزاعا داميا منذ مارس العام 2011. وفي العامين الاخيرين، كرر العدناني دعوة المسلمين و"جنود الخلافة" الى تنفيذ هجمات في الدول الاعضاء في التحالف الدولي بقيادة اميركية والذي يشن منذسبتمبر 2014 ضربات جوية ضد التنظيم في سورياوالعراق. وقال مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية ان العدناني لعب دورا كبيرا في عدد من الهجمات الكبيرة السنة الماضية بما فيها الاعتداءات التي شهدتها باريس ومطارا بروكسل واسطنبول والمطعم في بنغلادش وكذلك اسقاط الطائرة الروسية في شبه جزيرة سيناء المصرية والتفجير الانتحاري في تظاهرة في انقرة. وادت هذه الهجمات في المجموع الى سقوط اكثر من 1800 قتيل وحوالى اربعة آلاف جريح. وانخرط العدناني في الجهاد منذ اوائل العام 2000 حين بايع زعيم تنظيم القاعدة في العراق وقتها ابو مصعب الزرقاوي، وكان انتقل الى العراق مع بدء الاحتلال الاميركي وتنقل في مواقع جهادية عدة وصولا الى تعيينه متحدثا باسم تنظيم الدولة الاسلامية. وكتب الخبير في التنظيمات الجهادية رومان كاييه على موقع تويتر "في الذاكرة الجماعية الجهادية، يبقى ابو محمد العدناني هو من اعلن قيام الخلافة في (29) يونيو 2014". زعيم تنظيم الدولة الاسلامية في الصومال ادرجت واشنطن هذا الاسبوع الداعية الصومالي الاصل عبد القادر مؤمن الشهير بلحيته البرتقالية على قائمة الارهاب ووصفته بانه زعيم تنظيم الدولة الاسلامية في شرق افريقيا، وبانه "ارهابي عالمي". في ما يلي ما نعرفه عن هذا الرجل الخمسيني وما يمثله من تهديد. ولد عبد القادر مؤمن في منطقة بونتلاند الصومالية التي تتمتع بنوع من الحكم الذاتي وعاش في السويد قبل ان ينتقل الى بريطانيا في سنة 2000 ويحصل على الجنسية البريطانية. في لندن وفي ليستر (وسط بريطانيا) اشتهر بخطبه الحماسية في المساجد ذات التوجه المتطرف ونشر عدة اشرطة فيديو على الانترنت. يفيد جهاز المخابرات الداخلية البريطاني "ام آي 5" ان مؤمن كان يعرف محمد اموازي القاتل الشهير لدى تنظيم الدولة الاسلامية المعروف باسم "الجهادي جون" ومايكل اديبولاجو احد اللذين ادينا بقتل الجندي لي ريغبي في لندن في 2013. في 2010، سافر مؤمن الى الصومال وانضم الى حركة الشباب الموالية لجماعة القاعدة وهو ما حاول اموازي واديبولاجو ان يفعلاه من غير ان يتمكنا من تحقيقه. قيل انه بعد وصوله قام بحرق جواز سفره البريطاني ثم انخرط في انشطة الدعاية لدى الشباب. عنه يقول مدير مركز ساهان البحثي في كينيا مات برايدن انه كان "منظرا وليس قائدا عسكريا". ارسل مؤمن الى منطقة صومالي لاند الجبلية الشرقية المحاذية لبونتلاند في 2012 لشحذ همم المقاتلين تحت امرة امير الشباب في المنطقة وزعيم عشيرة ورسنجيلي محمد سعيد اتوم. استسلم اتوم للحكومة الصومالية في 2014 وتسلم مؤمن قيادة فصيل بونتلاند الذي اعتبر على الدوام فصيلا معزولا لبعده عن الحركة المركزية للشباب في جنوبالصومال. في جبال غوليس الوعرة، نصب مؤمن نفسه قائدا رغم افتقاده للخبرة القتالية واعلن في اكتوبر الماضي مبايعته لتنظيم الدولة الاسلامية مع مجموعة من المقاتلين في رسالة صوتية. في الاشهر التالية، هاجم مقاتلون موالون للشباب مجموعته الصغيرة وقالت وسائل الاعلام المحلية انه هرب. لا تزال دوافع مؤمن غير واضحة. وتقول المجموعة الدولية للازمات ان تواريه عن الانظار قد يكون محاولة "استباقية لاعلان زعامته الروحية للفرع المقبل لتنظيم الدولة الاسلامية في الصومال". لم يحصل مؤمن على الكثير من الدعم بعد مبايعته تنظيم الدولة الاسلامية سواء بالرجال او المال او العتاد اذ يعتقد معظم المراقبين ان اتباعه هم بين 20 و100 شخص معظمهم من عشيرة مجرتين التي ينتمي اليها. قالت واشنطن ان مؤمن وسع مجموعته من خلال "خطف اطفال بين العاشرة والخامسة عشرة وتشريبهم الفكر المتطرف وارغامهم على القتال تحت امرته". ولكن هذا لن يمكنه من انتزاع اراض من سيطرة الشباب. حمت وعورة وعزلة جبال غوليس مؤمن من المصير الذي انتهى اليه المنشقون الاخرون عن الشباب الذين طاردهم الفرع الامني في مخابرات الشباب وقتلهم او ارغمهم على مغادرة الصومال. نجحت مخابرات الشباب حتى الان في افشال محاولات تنظيم الدولة الاسلامية للسيطرة على الجماعات الجهادية في شرق افريقيا. وفي مقال نشره معهد هدسون البحثي في واشنطن يقول الباحثان دافيد غارتنشتاين وناتانيال بار ان تنظيم الدولة الاسلامية لديه "موطئ قدم صغير في الصومال" تحت امرة مؤمن. ويبدو ان ادراج مؤمن على لائحة الارهاب يجعل منه هدفا محتملا لغارة اميركية. ورغم ضعف ادائه وحصيلته، يقول محللون انه لا ينبغي التقليل من شأن مجموعته الناشئة. ويقول برايدن ان "قدراته على التوسع محدودة، لكن الامر محتمل".