يلعب المنتخب المغربي في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم التي تقام في روسيا سنة 2018، في المجموعة الثالثة مع الغابون وساحل العاج ومالي، وتنطلق التصفيات في شهر أكتوبر القادم. وبين أكتوبر القادم واليوم، تعرف الساحة الكروية الإفريقية تألقا لافتا للأندية المغربية في مختلف المسابقات القارية. في هذا السياق، لا يختلف اثنان حول ما تبذله كل المنتخبات الافريقية من جهد للتحضير الجيد لدخول تلك التصفيات، والمنطق يحتم دائما الاعتماد على اللاعب الجاهز بدنيا وتقنيا وفكريا، خصوصا على مستوى مدى استعداد اللاعب للتأقلم مع أجواء اللعب في إفريقيا بمختلف طقوسها وبكل ما تتميز به، فنيا وطقسا وبدنيا. والحالة هاته، فلا يمكن للمتبع، في هذا الإطار، أن ينكر على لاعبي فرقنا الوطنية :الوداد البيضاوي، الفتح الرباطي والكوكب المراكشي، ما أصبحوا يتمتعوا به من خبرة هامة وتجربة ومستوى يجعل منهم المؤهلين لخوض أي منافسة كروية قارية. الأمر أصبح بالتالي يفرض على الناخب الوطني الالتفات إلى البطولة المحلية وتحديدا فرق الوداد ، الفتح والكوكب، ومنح عناصرها فرصة حمل القميص الوطني من أجل استغلال ما كسبته من عدد المباريات التي خاضتها ضمن منافسات عصبة أبطال افريقيا أو كاس الكاف. على هذا المستوى، يجب الإشادة بتألق أنديتنا الوطنية، فالوداد الذي يبصم على مسار موفق في منافسات عصبة الأبطال، مايزال محتفظا على توهجه، حيث يعتلي صدارة ترتيب المجموعة الأولى بمجموع ست نقط حققها من انتصارين، متبوعا بفريق زيسكو يونايتد الزامبي بثلاث نقاط، ثم فريق آسيك ميموزا الإيفواري في المركز الثالث بنفس الرصيد، فيما يحتل الأهلي المصري المركز الأخير بدون رصيد. الفتح الرباطي بطل المغرب للموسم الرياضي 2015.2016،بدوره يواصل التألق في منافسات كاس الكاف ، حيث يتوفر على أربع نقط في رصيده جمعها من فوز بميدانه في الجولة الأولى على حساب أهلي طرابلس الليبي، ضمن المجموعة الثانية، وتعادل أمام النجم الساحلي الذي تجمد رصيده عند نقطة واحدة بعد هزيمته في المباراة الأولى على يد الكوكب المراكشي (1-2). هذا الأخير يتوفر في نفس المسابقة على ست نقط في رصيده، بينما يظل رصيد الفريق الليبي صفر نقطة. الواضح أن تألق الأندية الوطنية لم يتأتى بالصدفة، بل من المؤكد أن هناك مجهود تقني يتم بذله في العمق، وهو عمل إيجابي منحنا كل هذا التألق كما منحنا لاعبين يتمتعون بكامل الجاهزية التي يمكن أن يستفيد منها منتخبنا الوطني في التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم القادمة التي لن تكون بكل تأكيد تصفيات سهلة أمام منتخبنا الوطني.