زاوية أسبوعية تسلّط من خلالها الدكتورة خديجة موسيار، اختصاصية الطب الباطني وأمراض الشيخوخة الضوء على مجموعة من الأمراض بتعدد أنواعها وأشكالها مرض «هورتون» ينتج عن التهاب في جدار الشرايين وبالتحديد الشريان الصدغي الذي يقع على مستوى الصدغ قريبا من جذر الشعر، ويطلق عليه كذلك اسم التهاب الشرايين ذات الخلية العملاقة. وعلى الرغم من أن المرض يمكن أن يؤثر على كل شرايين الجسم ذات القطر المتوسط إلا أن تداعياته تطال عادة تفرعات الشريان السباتي الظاهر وبالأخص شرايين الجمجمة. ويحدث المرض غالبا عند كبار السن ما فوق 50 سنة، كما أنه يؤثر على النساء بنسبة 2 إلى 3 نساء مقابل رجل واحد. وينبغي أن يدار العلاج حين ظهور الأعراض لتجنب مضاعفات جادة مثل تمدد الأوعية الدموية، والعمى أو السكتة الدماغية. ويعد المرض أكثر شيوعا في شمال أوروبا، ويؤثر خصوصا على الأشخاص المنحدرين من شمال أوروبا والدول الاسكندينافية مع احتمال مضاعف بالإصابة، بينما الشعوب الآسيوية أو ذات الأصول الإفريقية هي أقل تأثرا بالمرض. من أهم أعراض المرض حدوث صداع غير عاد في الرأس، يتمركز في جانب منه، في الصدغ، في كثير من الأحيان على جانب واحد، وعادة ما يحدث في الليل أو في وقت مبكر من الصباح، وفي بعض الأحيان يكون هذا الألم في الجبهة أو الرقبة أو يكون أكثر انتشارا، وغالبا ما يرافقه فرط في حس فروة الرأس التي يمكن أن تكون مؤلمة عند اللمس أو عند مشط الشعر، كما أن جس الشريان الصدغي يكون مؤلما، إضافة إلى أن واحدة أو كلتا الشرايين تكون بارزة ومتصلبة مع ضعف أو غياب النبض. وينجم عن المرض في أكثر من نصف الحالات ضعف مؤلم في عضلات الفك عند المضغ مع صعوبة وإعياء عند المضغ المعروف باسم «عرج الفك». هناك احتمال كبير في حدوث اضطرابات بصرية، وفقدان البصر يشكل أكبر خطر للمرض، إذ أن ما يقرب عن ثلث المرضى يصابون باضطرابات بصرية بسبب تضيق والتهاب الشرايين الرئيسية لتوريد العين، وتتجلى العلامات في خلل في الرؤية مع عدم وضوحها أو رؤية مزدوجة أو سقوط الجفن العلوي الذي يكون عابرا، ويمكن أن تسبق هذه البوادر الفقدان المفاجئ للبصر، ويتعين في حالة التهاب الشريان الصدغي أن يتم التعامل مع الاضطراب البصري على وجه السرعة بحيث أن الفقدان التام للرؤية، الذي يحدث في 10٪ من الحالات إذا لم يتم تنفيذ العلاج بسرعة، يكون لا رجعة فيه. ويقدر انتشار المرض في أوساط عموم السكان بحوالي 1 من كل 11000 نسمة، ويعتبر المرض أكثر شيوعا ما بعد السن الخمسين ويزداد معدل وقوعه مع التقدم في السن، إذ كلما زاد السن كلما زادت أخطار الإصابة بالمرض فهو يصيب 1 من كل 1000 شخص يكون سنه ما بين 60-69 سنة، وترتفع هذه النسبة إلى1 من كل 120 عند الأشخاص ابتداء من 80 سنة فما فوق، لهذا فالمرض ليس بالنادر عند كبار السن، فعادة ما يصيب مرض هورتون الناس أكثر من 50 سنة، مع وجود نسبة الذروة في 75-80 سنة. ومع ذلك، تم الإبلاغ عن حالات نادرة من الناس الذين طوروا هذا المرض في حوالي سن الأربعين. وفي الختام يجب التأكيد على أنه لا بد من تطبيق العلاج بمجرد الاشتباه بالمرض، علما أنه تتحسن الأعراض بسرعة لكن يجب أن يستمر العلاج لمدة عامين تقريبا، لان إمكانية انتكاسات متكررة واردة، أخذا بعين الاعتبار أن العلاج السريع بالكورتيزون يسمح غالبا بتجنب فقدان البصر.