نظرا لمحدودية الطاقة الإستيعابية للملعب البلدي لآيت ملول، قرر مسيرو الإتحاد المحلي، الفريق المتزعم لبطولة المجموعة الوطنية الثانية، أن تجري مباراتهم الحاسمة أمام الجار شباب هوارة، على أرضية ملعب الإنبعاث بأكاديرلاستقبال جمهور أكبر، وكذا لإعطاء المباراة كل مظاهر العرس الكروي. وبالفعل شكلت هذه المباراة، التي حضرها حوالي خمسة آلاف متفرج، خصوصا في شوطها الثاني، لقاء قويا وحماسيا كانت الكلمة الأولى والأخيرة فيه للتنافس الشريف الذي لا هوادة فيه. وقد عرفت المباراة في مجملها شوطين متباينين. شوط أول كان مستواه العام متوسطا، ولم نسجل خلاله محاولات حقيقية لهذا الطرف أو ذاك، ما عدا بعض الفرص المتباعدة كان من ورائها تيفروين والدليمي من اتحاد ايت ملول (الدقيقتين 16 و20 )، وفرصة هوارية بواسطة اسماعيل حليلي (الدقيقة 29). لكن مع انطلاق الشوط الثاني ارتفع إيقاع المباراة، وتم تسجيل محاولات خطيرة للفريق الهواري الذي كثف مهاجموه من ضغطهم على المعترك الملولي، وهو الضغط الذي سيتيح لهم التوقيع على هدف السبق، في حدود الدقيقة 68 إثر هجوم منظم سيختمه الجناح حليلي بقدفة سيكتفي الحارس الصالح بمتابعتها بعينيه وهي تستقر بالشباك. تسجيل هذا الهدف سيتولد رد فعل سريع للملوليين الذين بادروا الى الضغط على مرمى الحارس علي كروني الذي أنقد مرمى فريقه في أكثر من مناسبة. وفي حدود الدقيقة 79، وإثر تقويسة من الجهة اليمنى لجمال ايت المعلم، سيتمكن الدليمي العروصي من أن يعالج الكرة بضربة رأسية لن تترك أي حظ للحارس الهواري، ويسجل هدف التعادل الذي اهتزت له جنبات ملعب الإنبعاث. وتلا هذا تبادل لحملات سريعة بين الفريقين أفرزت بعض المحاولات الخطيرة، والتي كادت، خلال الوقت بدل الضائع، أن تعطي هدف التفوق للملوليين وذلك من ضربة خطأ على مشارف المعترك الهواري انتهت بقذفة قوية لرشيد البهجة صدها ببراعة الحارس كروني الذي أنقذ مرماه من هدف محقق. ويبقى أن نشير إلى أن نهاية هذه المباراة عرفت روحا رياضية عالية جسدها العناق الحار بين رئيسي الفريقين الحسين أضرضور وموسى الهبزة، والذين قاما بعد ذلك بزيارة لاعبي الفريقين داخل المستودعات لتهنئتهم على اللقاء الذي قدموه أمام جمهور ملعب الإنبعاث، والذي يتمنى بقوة وحماس أن يتمكن الفريق الملولي من تحقيق حلم الصعود، حتى يتمكنوا من مشاهدة ديربي آخر يجري هذه المرة بين الفريق الملولي وفريق إسمه حسنية أكادير.