يبدو أن القلق زاد عند حده إزاء الوضع الثقافي بالمغرب لدى جمعية الشعلة للتربية والثقافية، التي تعتبر المسألة الثقافية أحد الهموم الأساسية ضمن أنشطتها الكبرى ما جعلها تسرع بتنظيم ندوة فكرية يوم الثلاثاء 10 ماي بالمكتبة الوطنية بالرباط، حول «السؤال الثقافي بمغرب اليوم»، استدعت له صفوة من المفكرين الاكاديميين البارزين في المشهد الثقافي المغربي، من أجل طرح هذا السؤال في كل أبعاده وتجلياته و تمظهراته والإحاطة به من كل الجوانب في ظل السياقات الجديدة والتطورات والتحولات الدولية و الجهوية والوطنية. ففي كلمة تقديمية لهذه الندوة من طرف عبد المقصود الراشدي، الرئيس المؤسس لجمعية الشعلة للتربية والثقافة، شدد هذا الأخير على أن المرحلة الجديدة التي نعيشها اليوم تفرض على الجميع إعادة طرح السؤال في العديد من القضايا ذات الطابع الفكري والثقافي، لذلك حاولنا في جمعية الشعلة أن نستدعي لهذه الندوة نخبة من المفكرين الذين ساهموا في السابق في دراسة وتحليل عدد من القضايا ذات الارتباط الوثيق بالمجال الثقافي ببلادنا، من خلال سلسة من المبادرات التي أقدمت عليها الجمعية والملتقيات الفكرية التي نظمتها مجال الطفولة والشباب. وذكر الراشدي بهذه المناسبة الأنشطة التي تم تنظيمها والتي تخص، القصة، والزجل، والكاريكاتير، والشعر،... مبرزا في نفس الآن على أن هذه الأعمال كلها مطبوعة، من أجل المساهمة في التربية على المواطنة الحقة والنهوض بالوضع الثقافي المغربي عبر إعطاء جيل جديد مهتم بالقراءة. وسجل الراشدي على أن المرحلة اليوم، تفرض علينا إعطاء انطلاقة جديدة للمسألة الثقافية عبر إعادة طرح الأسئلة الحارقة والمقلقة من أجل تلمس الطريق السديد، وإعادة صياغة المشروع الثقافي المناسب للسياقات الجديدة. مفهوم الموضعة لدى عبد لله الحمودي اعتبر المفكر المغربي عبد لله الحمودي في مداخلة له في هذه الندوة الفكرية أن موضوع الندوة «السؤال الثقافي بمغرب اليوم» يندرج ضمن الأفق، واهتمامه العلمي كان دائما في أفق هم المغرب، وتعريف الآفاق موضوع لابد من تطارحه ونقاشه. وشدد الحمودي على أن تساؤلاته وملاحظاته نابعة من سيرته الحياتية ومستوحاة من المعيش من خلال المجتمع المغربي الذي ينتمي إليه، معبرا عن ارتياحه لطرح سؤال الثقافة في سيرورة تاريخية، لكنه استدرك ذلك بطرح سؤال آخر لماذا يشوبنا القلق اليوم؟ مؤكدا في نفس الوقت على ضرورة التفكير في مصادر هذا القلق الذي لا يعتبر خارج القواعد الثقافية والكلام والممارسة. ويرى الحمودي أن السؤال الثقافي في الظروف التي يعيشها المغرب اليوم يحتاج إلى تدقيق وتمحيص، باعتباره سؤالا يحتاج إلى قدر مهم من التحديد لأنه سؤال عريض يصعب الإحاطة به في الزمان والمكان من خلال هذه الندوة. وفي إطار ملامسته للسؤال الثقافي، استعرض الحمودي خلال مداخلته عدة وجوه يرى أنها تدخل في إطار التشخيص والاهتمام بالراهن الثقافي، أولها مسح جميع الأنشطة الثقافية والفضاءات والمؤسسات والمنظمات الساهرة عليها ويدخل في هذا المضمار التربية والتعليم، أما الوجه الثاني فيهم المفهوم الثقافي، الذي حدده في جانبين أساسين، الأول يهم مفهوم الثقافة. بخصوص مفهوم الثقافة يقول الحمودي في المعنى المصطلح عليه في الانتروبولوجيا أنها تعرف بمجموعة من الممارسات والسلوكات الشائعة في مجموعة بشرية وهي ليست جامدة وفي تحول دائم، مبرزا الاختلاف الذي يلاحظ اليوم حول النقاشات الحادة حول المأكل والملبس والمعاشرة والاختلاط ما بين النساء والرجال والتوقيت...ويصادف كل هذا تكييف تاريخي لترتيبات اجتماعية. وأبرز الانتروبولوجي الحمودي أن الثقافة ليست جيلا فهي أجيال وأوقات، وإزاء هذه الثقافة وفي صلبها ورحمها تظهر أشياء أخرى، تظهر جوانب ثقافية أخرى ومنها ظهور الكتابة والوحي والدين شيء حيوي وخطير لأنه يتمخض عن سيرورة متجددة وتحاول إصلاح تلك الثقافة الشعبية واليومية. وأكد الحمودي على أن الارتكاز على الفترة التاريخية وعلى أناس من نساء ورجال طرحوا الاسئلة في قالب ثقافي، لابد أن نجعله في وسط اهتمامنا. ربما يكون من المفيد أن نرى الثقافة، ورصد العلاقة بينهما مهم جدا وتلك العلاقة يمكن أن يؤرخ لها وتكون علاقة تلاحم. وأضاف الحمودي في السياق ذاته على أن الأهم هو أن ذلك التباين الثقافي هل يتقلص أم صار اكبر وما هي الوسائط التي تغدي نقاشات من أجل تداخل أكبر لتكون الثقافة الشعبية بمثابة رحم حياة في إعادة بعث الحياة في صيغ الممارسات الثقافية المكتوبة. وأشار الانتربولوجي الحمودي الى أن هذا التداخل له حد أقصى في ما يخص الإبداع الفني والأدبي، إذا اكتفينا بالتكنولوجي أو بشيء مبسط بالعلم والتجربة واستغنينا عن الآداب، فإننا سنفشل في مشروعنا الثقافي باعتبار أن التكنولوجيا بدون آداب تفتقد إلى المخيلة الأدبية. وأبرز الحمودي أن التخيل هو جزء من العلم ويكون عن طريق الفن والأدب بكل مكوناته، وهنا استغرب المفكر الحمودي قائلا «شيء رهيب من يرى دولة أو حزبا لا يعتمد سوى على الاقتصاد والتقنيات وهذا مهم لكنه سيفقد على المدى الطويل المخيلة التي ستصبح فقيرة لدى الطفولة التي ستصبح معوقة المخيلة.فالثقافة بهذا المعنى هي التداخل النقدي وهي الوحيدة التي تمكننا من تصور واقع اليوم وهي تصور الممكن والمنشود بواسطة العقل والمخيلة بعد تحريرها. واعتبر الحمودي أنه من أجل تحليل السائد لابد من إخضاع ذلك لما أسماه مفهوم الموضعة، ويؤكد على أن المغرب اليوم قد دخل مرحلة الموضعة لذلك يشعر الجميع بنوع من الانتكاس الشديد والقلق والتعريف الأبسط لهذا القلق هو أن يصبح المعاش كما يفكر فيه بكيفية مستمرة تدخل فيها القراءة والكتابة. ويرى الحمودي أن الموضعة هي خلق المسافة ما بين الثقافة كمعطى ذاتي وتكوين شخصياتي حتى يصبح على مسافة وأن استطيع أن أكون موضوعا وأن أصف تمظهراته وأفكر في الموضوعات التي تسيره. وأضاف الحمودي في تحديد هذا المفهوم، الموضعة بالنسبة للثقافة هي شيء صعب لأن الموضعة تحصل حين أحمل تلك الثقافة الموضوعية والذاتية في الوقت نفسه وهذا معضلة في حد ذاته، باعتبار أن الموضعة عملية تقوم بمساءلة البديهيات وعملية يمكن أن يؤرخ لها ويمكن أن يوضع لها تاريخ. وطرح الحمودي كيف يمكن إعادة الموضعة من الانتكاس، حيث تقوم الموضعة على تحرير الفكر والعقل وتجعلهما المقياس وفيها يقع التجديد، وهذا لا يعني ضرب الموروث عرض الحائط، مضيفا «هذا ما أعبر عنه بالرهان الثقافي، وهو أن الموضعة العقلانية التي لا تنفر شيئا ولكن تثبت الشيء بالعقل». ففي الموضعة يرى الحمودي قد يظهر الغائب ويصبح في المستقبل بمثابة منهل للإنارة يطلق الضوء على ذلك الذي نشخصه، لذلك نربط العقل بالمخيلة. وأكد الحمودي على أن تحديد المرحلة و التموقع شيء ضروري وأساسي إذا ما أردنا أن نفكر في سؤال الثقافة اليوم، لذلك يقول الحمودي لابد من أن نحدد موقعنا اليوم وما يسميه بالتموقع، الذي هو شيء أساسي للموضعة لتحدد ما يحيط بك. وأبرز الحمودي أن المثقف هو الذي يرصد البنيات الأساس والتي غالبا ما نجدها بنيات سياسية مرتبطة بالماضي السلطوي والحكم المعرفي والمثقف يجب أن يموضع الأشياء، موضعة الشيء دائمة، فقوالب تلك الموضعة، النقد الدائم في القوالب والأفكار. وأشار الحمودي إلى أن الموضعة الجذرية بدأت مع الثورة الاستعمارية، حيث بدأت النظم الفكرية والمجتمعية تتموقع، مسجلا في هذا السياق «نحن في أمة وطن، بناء الوطن اليوم بعد السبعينيات بدأت تظهر معه بذور الانتكاسة بحيث الوطن بدا يغيب عن الأنظار باسم الأمة ،وهذه انتكاسة بسبب عدم الموضعة». ويرى الحمودي أن المشروع الثقافي يتوقف على الصيغة التي يمكن أن نلتقي فيها بدون مسبقات لا في إطار حزبي أو نقابي لكن كأفراد يلتقون في الموضعة وفي محاربة الموضعة الثقافية. السؤال الثقافي له تاريخ وراهني ويتجدد باستمرار من جهته اعتبر حسن نجمي في نفس الندوة أن موضوع السؤال الثقافي موضوع ليس سهلا وليس سؤالا جديدا، فهذا سؤال راهني دائما ويتجدد باستمرار، سؤال يستوعب التحولات الاقتصادية والاجتماعية، فهو سؤال مركب. وأضاف الرئيس السابق لاتحاد كتاب المغرب أن الفعل الثقافي هو سؤال له تاريخ ، ليس معناه أننا ننطلق من هذا الراهن، سؤال له تاريخ يجب أن نتمثله وننفتح عليه باستمرار، سؤال أيضا يتصل بالممارسة السياسية بالمغرب، ويتصل بحقول الإبداع المغربي والجسد المغربي في حضوره في الزمان والمكان ويتصل بحقل الاقتصاد والمجتمع وبهذا المعنى فهو سؤال مركب. وأشار نجمي الى أن السؤال يحتاج قبل هذا وبعده الى سؤال فكري يسترجع الخلفيات والمرجعيات الفكرية. السؤال له تاريخ بعيد وتاريخ قريب، وهو أحد الأسئلة الكبرى في الراهن الحاضر، مشددا في هذا السياق على أن الثقافة المغربية لم تبدأ في العصر الحديث خصوصا عندما نتأمل النسق الثقافي وأوجه التراتبية التي تكاد تكون، وبهذا المعنى يقول الشاعر نجمي يمكن أن نستحضر تاريخا يعود إلى 3000 سنة كما يتحدث الإخوة في الحركة الأمازيغية. وأبرز نجمي أنه يمكن القول إن الثقافة المغربية بدأت مع الدولة المرينية، وأنه يصعب الحديث عن نصوص مكتوبة في التاريخ القديم لكن الثقافة يمكن أن نستحضرها في بعض النقوش والرسوم الأمازيغية وهذه المرحلة أنتجت نصوصا قليلة جدا. وشدد نجمي على أن البداية الأولى لإرساء الثقافة المغربية أو الهوية المغربية بدأت مع الدولة المرينية، وهذا الإرساء للثقافة المغربية في العهد المريني بدأت معه الدارجة المغربية، المغاربة كانوا يتحدثون الأمازيغية مع نهاية الدولة المرابطية وبداية الدولة الموحدية بدأت الدارجة المغربية والشعر المكتوب، ويمكن أن نتحدث عن هوية ثقافية وعن إطار جغرافي معين. وسجل المبدع نجمي أن المرحلة التاريخية تركت جزءا من التركة الحرجة الثقافية التي مازلنا نتصارع معها، منذئذ بدأ المغرب الرسمي فتم اختيار نموذج ثقافي مهيمن الذي يجب أن ينتصر خاصة مع الموريسكيين، واستمر إلى اليوم. وأكد نجمي أن هناك جانبا آخر يحدد نظرتنا للنسق الثقافي المغربي بدأ مع المرحلة الاستعمارية، كممارسة سياسية وكممارسة ثقافية على مستوى النظرة والخطاب والممارسة خاصة مع «الظهير البربري» والحركة الوطنية التي ركزت على مركزية اللغة العربية، باعتبارها لغة مقدسة ولغة القرآن ولغة موحدة ومركزية وأي مساس بها هو دعم للمستعمر، ثم العنصر السلفي الذي كان له منظور وطني للثقافة ..منظور أخلاقي سلفي والذي ظهر مع علال الفاسي وشعيب الدكالي .... وسجل نجمي على أن في تلك المرحلة كل دعوة إلى التعدد في الممارسة تندرج ضمن الفترة الاستعمارية لذلك فرضت على الحقل الثقافي نظرة أحادية ثقافية لا تقبل التعدد والتنوع. وأشار نجمي الى أنه مع عهد الاستقلال جاء خطاب جديد أنتجته مجموعة من الشباب القائم على البعد السوسيولوجي أو الماركسي لبعض القادة اليساريين الماركسيين، وبالتالي على تعدد هذه النظرة السلفية السائدة ذات البعد الديني والأخلاقي فتزحزح المنظور إلى منظور قائم على التعددية والتراتبية الطبقية. واستدرك نجمي كلامه» لا النظرة السلفية ولا النظرة اليسارية، انزاحتا من الساحة الثقافية لكن مع بداية الستينيات دخل المجتمع المدني على الخط، تأسيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، تأسيس اتحاد كتاب المغرب، مجلة أقلام 1964، مجلة أنفاس 1966 ...وبروز فعاليات ونخب ثقافية ساهمت في تململ الخطاب الثقافي وبروز خطاب ثقافي جديد. وتميز هذا الخطاب لأول مرة بالانتباه إلى المكبوتات المهملة في الثقافة المغربية كالتعدد اللغوي والجهوي، واعتبار الثقافة كيانا متعددا ومتنوعا وليس كيانا موحدا، وأن الثقافة تحتاج إلى نوع من التفاوض وعلى أن الثقافة يجب أن تكون نموذجا يستوعب الجميع وبناء مشروع قادر على التحديث والدمقرطة». وختم نجمي مداخلته بأن الثقافة ليست مسمارا في دواليب وإنما الثقافة حاضرة في كل الأماكن والحضور المغربي، والعديد من القضايا التي فيها خلاف ، جوهرها خلاف ثقافي. الصراع السياسي ليس صراعا بين التصورات، بل هو صراع حول الرموز الثقافية ومن جانبه أقر السوسيولوجي إدريس بنسعيد أن «سؤال الثقافة بمغرب اليوم» ، سؤال أربكه وسؤال صعب لأنه يستدعي عددا من المفاهيم الكبرى من منظور متحول، ولا يسمح الوقت للعودة إلى هذه المفاهيم والتعريفات. واعتبر المتدخل أن المسألة الثقافية تقتضي توضيحا أكاديميا في سياقا القرن 19، حيث أن هذه المجتمعات المتقدمة وصلت إلى منظور، مؤسساتها أصبحت تميز بين المستويات: اقتصادي، اجتماعي، ثقافي، لكن حين نتحدث عن الثقافة بالنسبة للمجتمع المغربي يصعب أن نتحدث عن الثقافة بكيفية منفصلة عما عداها، ولا يمكن أن نتحدث عن الثقافة في غياب التاريخ. وأوضح بنسعيد انه بالرجوع إلى ثلاثينيات القرن الماضي، وظهور الحركة الوطنية نستخلص أن الصراعات المجتمعية الكبرى لم تكن صراعات اقتصادية وسياسية لكنها عبرت عن نفسها بواسطة الثقافة «الظهير البربري» ، عدم توزيع المغاربة بين الشرع وأهل العرف ودفتر مطالب الشعب المغربي تجد فيه الثقافي أكثر من سياسي، مثلا 23 مارس حركة احتجاجية ضد إصلاح التعليم. وسجل بنسعيد أن الصراع السياسي ليس صراعا بين التصورات السياسية لكنه صراع حول الرموز الثقافية مثلا الجسد، اللحية، لباس المرأة، الإرث، العولمة، ... بمعنى الثقافة كشكل من أشكال التعبير في غالب الأحيان هي ما يمثل نقاش وموضع اختلاف. وأبرز بنسعيد أن السؤال الثقافي في المغرب له مجموعة من الخصوصيات، باعتباره سؤالا مهما يحيلنا على أسئلة كبرى، الدور الذي لعبته الدولة في تشكيل المفاهيم الكبرى، مسألة الأصالة، مسألة المعاصرة، هذه الأسئلة التي تحيل على أسئلة هوياتية. ويرى بنسعيد أن الثقافة في مجتمعنا هي الآلية والكيفية الأساسية التي ترتب لنا المفاهيم الكبرى خاصة مفهوم الهوية ومفهوم الأصل، وما يمكن أن نخلص إليه حين نتحدث عن الثقافة المغربية اننا لا نتحدث عن تراكم ثقافي، فنتحدث عن ثقافات يتم إخراجها من سياقها التاريخي، وأوليات الدرس السوسيولوجي و الانتربولوجي تعلمنا أن الثقافة لا يمكن أن نفهمها إلا في سياقها التاريخي، ولا يمكن أن تكون مكتملة. وشدد السوسيولوجي بنسعيد على أن الثقافة لا يمكن الحديث عنها من خلال ترتيبها في دائرتين ، دائرة الحلال ودائرة الحرام، فالتعبيرات الأخرى غير موجودة والمتن الثقافي غير معترف بها لأنها حرام «الجسد، الوشم، السلوك الجنسي، ....» فهذه التعبيرات لا تاريخ لها لأنه ليس لها وضع ثقافي وهنا ندخل في ثقافة سرية ، فمفهوم الثقافة يؤسس على الأصالة والهوية، وهذه معضلة كبرى في السؤال الثقافي في مغرب اليوم. وأوضح بنسعيد أن مشروع الدولة ومشروع المخزن أن المعرفة والثقافة هي ثقافة نافعة وثقافة ضارة والفصل بين العلم والتقنية ويتحدث عن الثقافة باعتبارها هي الأصل وهي الهوية. وفي الأخير، ختم بنسعيد مداخلته بماهية المشروع الثقافي، الذي يجب أن يصاغ بشكل واضح خاصة لدى أحزاب اليسار. فبالنسبة للمغرب المسألة الثقافية مسألة هامة وتاريخية وكانت قناة يتم فيها تصريف الاقتصادي والسياسي، ومن الضروري أن تحدد أسس وثوابت المشروع الثقافي . وعرفت الندوة حضورا مكثفا لعدد من النخب الفكرية والثقافية التي ساهمت بتعقيبات هامة على هذه المداخلات، وكان أبرز هؤلاء عبد الحميد عقار، عبد الرحيم الجامعي، محمد الساسي، المعطي منجيب، مصطفى النحال، المختار الهراس، عبد العزيز كوكاس وعبد الفتاح الزين.