تمكنت المصالح الأمنية، السبت الماضي، من فك لغز اختفاء سيدة عن بيت الزوجية بدوار الغزاونة بجماعة الحوزية بإقليم الجديدة قبل 15 سنة. خيوط اللغز بدأت تتفكك بعد أن نشب نزاع بين زوج المختفية وأخيه. فبحكم الخلافات التي كانت تنشب بين الأخوين، فقد كان أخوهما الأوسط يحضر من مدينة الدارالبيضاء لإبرام الصلح بينهما ، إلا أن النزاع الأخير كان حادا وشديدا ، حيث أن نفس الأخ الذي كان يتدخل رفقة زوجته لإجراء الصلح بينهما، وخلال تدخله لإصلاح ذات البين، أثارت انتباهه جملة تفوه بها الأخ المشارك في "عملية الدفن والتستر" : "والله تنصيفطك 40 عام ديال الحبس" ؟هذه الجملة جعلته يبحث في أسباب تفوهه بها ليتوصل إلى خبر قتل أخيه لزوجته. فقد أقدم المسمى مصطفى قبل خمس عشرة سنة، على قتل زوجته برميها في بئر قبل أن ينتشل جثتها ويقوم بدفنها في حفرة وسط منزل العائلة بمساعدة أخيه ياسين ، ومنذ ذلك الحين اعتبرت الزوجة في حالة اختفاء دون أن يعلم أحد عن مكان تواجدها . تردد الأخ في البداية قبل أن يتوجه إلى مركز الدرك الملكي بأزمور للتبليغ عن احتمال ارتكاب أخيه لجريمة قتل زوجته، الأمر الذي استنفر عناصر درك أزمور الذين انطلقوا إلى مسرح الجريمة بدوار الغزاونة بجماعة الحوزية بإقليم الجديدة و اقتادوا الأخوين إلى مركز الدرك للبحث معهما، حسب تعليمات النيابة العامة . أنكر الأخوان المنسوب إليهما في البداية، لكن محاصرة عناصر الدرك لهما بالأسئلة جعلتهما ينهاران ويعترفان بما اقترفاه ويدلان المحققين على مكان دفن الجثة بأرض "الكور" . وقد تم وضع الأخوين رهن تدابير الحراسة النظرية إلى حين استخراج الجثة و الانتهاء من المسطرة القانونية قبل تقديمهما أمام العدالة . وبناء على تعليمات النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بالجديدة، انتقل عناصر الدرك بسرية أزمور إلى أرض "الكور" بالمنزل حيث سبق للزوج القاتل أن دفن زوجته بدوار الغزاونة لاستخراج الجثة ، وبعد نبش الحفرة (مكان الدفن) تم العثور على هيكل عظمي لكن بدون جمجمة ، وبعد استفسار الزوج أخبرهم هذا الأخير أنه فصل الرأس عن الجسد وقام برميه بالبئر ، حينها عاود رجال الدرك الإتصال بالنيابة العامة وإخبارها بالمستجد لتكون التعليمات بطلب حضور عناصر الوقاية المدنية والنزول لقعر البئر من أجل البحث عن الجمجمة .وبعد حضور عناصر الوقاية المدنية نزل أحدها إلى قعر البئر وباشر البحث لساعات دون أن يتمكن من العثور على الجمجمة ليتم توجيه السؤال من جديد للزوج الذي بدا مرتبكا وتراجع عن اعترافه الأول، مؤكدا أنه هشم الرأس إلى أن أصبح "فتاتا."