استطاعت القضية الفلسطينية كما هو ثابت في قلوب المغاربة ان تجمع مرة أخرى بمدينة المحمدية يوم الاثنين 14 مارس 2016 بأحد الفنادق بالمحمدية كل مكونات المجتمع لمغربي، الشعبي والرسمي، وكل الفعاليات الاعلامية والمدنية والسياسية والاعلامية والثقافية، وهي تحتفي بالقائد الفلسطيني اللواء جبريل الرجوب، الذي قضى 17 سنة في السجون الإسرائيلية، واجتمعت فيه عدة صفات، العسكرية منها والسياسية والرياضية، أعطى نفسا جديدا للرياضة الفلسطنية بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص ،إذ استطاعت الرياضة ان تنجح فيما لم تستطع تحقيقه السياسة في بعض الأحيان، وإحداث ثقب كبير في جدار الصمت الذي يراد ان يحيط بالقضية الفلسطينية والانسان الفلسطنني. تكريم القائد الفلسطيني جبريل الرجوب هو تكريم للرجل والقضية، وهو ما أجمعت عليه كلمات المحتفين في هذه الامسية المغربية الفلسطينية بامتياز ،والتي جاءت بمبادرة ودعوة من جمعية محمدية المغرب للصحافة والاعلام بشراكة مع شباب المحمدية لكرة القدم. اللقاء أيضا عرف تكريم سفير الشقيقة فلسطين الدكتور زهير الشن، إذ توالى على منصة التكريم للاحتفاء بفلسطين شعبا وقضية، بالإضافة إلى الجهة المنظمة كل من علي سالم الشكاف عامل عمالة المحمدية، ووزارة الشباب والرياضة ممثلة في الكاتب العام للوزارة عبداللطيف العويمري وجهة الدارالبيضاء سطات في شخص عبدالحميد الجماهري وجماعة سيدي موسى بن علي في شخص رئيسها محمد قسوم. عبر اللواء جبريل الرجوب رئيس اللجنة الاولمبية والاتحاد الفلسطيني لكرة القدم في أمسية تكريمية من طرف جمعية محمدية المغرب للصحافة والاعلام بشراكة مع شباب المحمدية لكرة القدم الاثنين الماضي بأحد فنادق مدينة الزهور، عن سعادته الغامرة بهذا التكريم الذي جاء من المغرب الذي يحبه كثيرا. وابدى اللواء الرجوب إعجابه باللاعب الخلوف أحمد فرس وخليله اعسيلة والطاهر الرعد الذين اعتبرهم ثروة ومفخرة حقيقية. واعتبر التكريم انه يعكس عمق انتماء المغرب للقضية الفلسطينية، ولم يؤثر فيه البعد الجغرافي،مؤكدا أن هذا التكريم هو تكريم لفلسطين وللشعب الفلسطيني بكل مكوناته السياسية والاجتماعية. ودعا الرجوب بهذه المناسبة الفصائل الفلسطينية الى الوحدة الوطنية، اذ يرى في المغرب نموذجا لذلك، داعيا النخب السياسية الي إدراك معنى الالتفاف الشعبي والرسمي في المغرب. وفي كثير من البلدان العربية منها مصر التي بدونها يضيف الرجوب ليس هناك أي مستقبل للعرب، ورغم حجم المؤامرة التي حصلت ضد مصر في محاولة لكسر إرادتها كمقدمة لانهاء قضية فلسطين.،لكن مصر يضيف تصر على أن تبقى فلسطين نقطة اولى على جدول الاعمال. نفس الموقف لدى أهلنا في المغرب. اللواء الرجوب شدد في كلمته بهذه المناسبة أن الله سبحانه وتعالى اعطاكم ملكا فيه من الحكمة والاتزان ما مكنه من إفشال مؤامرة تفتيت الوطن العربي، وتكريس شرذمة الوطن العربي، لتهييء الظروف لتفرقة ونفي فلسطين أرضا وشعبا وتاريخا من الخارطة السياسية. وانتقد اللواء الرجوب حركة «الاخوان المسلمون» حيث اعتبرها كارثة على العرب وعلى الإسلام. واعتبر ان تغليب الوطنية في المغرب هو نموذج لنا في فلسطين ونريد ان يكون الاسلاميون في فلسطين جزءا من حركة التحرر الوطني الفلسطيني،وليس العكس كما هو حاصل للأسف. ورأى الرجوب ان الإسلام يهيء الناس للمستقبل لما بعد الحياة ولكن العلم والمعرفة وبناء الركائز الوطنية هي نقيض المشروع الصهيوني ،مشددا في كلمته على أن الرياضة في فلسطين هي رسالة لها دلالة، وكانت وستبقى عنصر وحدة للفلسطينيين، والمنتخب الوطني الفلسطيني لكرة القدم يجسد الوحدة الفلسطينية، لأنه يضم شبابا من غزة والضفة والشتات، وتبقى الرياضة يقول عنصر وحدة وطنية وهو المقدس الاول والمقدس الثاني،في حديثه كون الرياضة وسيلة ومنبرا لعرض معاناة الفلسطينيين، موضحا أن النازية تخجل من حجم الجرائم الصهيونية المرتكبة في حق الشعب الفلسطيني، وهي سياسة مبنية على الفاشية والعنصرية في محاولة كسر ارادتنا،لكن الفلسطيني عصي على الانكسار ومازال متمسكا بفلسطين ويعبر عن انتمائه بالسكين والحجر والرصاص والكتاب وبالشعر وكل ماله علاقة بأسباب ومقومات البقاء الفلسطيني.اذ هناك 6 مليون فلسطيني يناضلون على أرض فلسطين التاريخية. البعد الثالث يقول الرجوب اننا نرى في عمقناا لعربي انه مقصر في حقنا ونأمل ان تدعم العلاقات الرياضية الفلسطينية العربية. ونأمل أيضا أن نرى أحمد فرس، وعسيلة والرعد وغيرهم في القدس مع باقي اللاعبين هناك، حتى يتم الحسم مع تلك الصورة النمطية التي تقول إن زيارة فلسطين هي تطبيع مع الكيان الصهيوني، فالذي لا يريدكم الذهاب الى فلسطين هو الاحتلال الصهيوني حتى لا تكونوا شهداء على جرائمه في حق الفلسطينيين. ونتمنى ان ينجح مجلس وزراء الشباب العرب ان يصدر قرارا صريحا واضحا، يشجع من خلاله الفرق الرياضية والشباب العربي لزيارة فلسطين وتكون هناك بطولة عربية باسم القدس خاصة وان جلالةالملك محمد هو من يترأس لجنة القدس، وسيتم من خلال ذلك التعبير عن حب القدسوفلسطين بهذه المشاركات في كأس يسمى باسم فلسطين وآخر باسم القدس. ويكون هناك مراجعة للعرب لدورهم ومساعدتهم وإسنادهم للشباب الفلسطيني وإسنادهم على قاعدة ان هذا جزء من المسؤولية القومية والاسلامية. وجزء من أمنه القومي أيضا . الفلسطينيون يقاتلون نيابة عن كل الامة العربية كما يرى المناضل والقائد الفلسطيني. واوضح القائد اللواء جبريل الرجوب اننا بصدورنا العارية نتصدى للصهاينة وسنبقى مقاومين معتبرا ان ما سمعه في هذا الحفل التكريمي تمنى ان يتحول الى سنة لكل الدول العربية، ولتبقى فلسطين عقدة الجمع. عبد الله البقالي رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، عبر باسم الصحافيين المغاربة عن سعادته في صناعة هذه اللحظة الجميلة،وأكد أن المناضل الكبير الرجوب غني عن التعريف،مشددا على ان الشعب المغربي أكثر الشعوب العربية والاسلامية ارتباطا بالقضية الفلسطينية رغم البعد الجغرافي. البقالي أوضح أن الشعب المغربي مرتبط بالقضية الفلسطينية، وهذه المعادلة غير قابلة للتفسير بشكل علمي، اذ نحن لسنا قريبين من فلسطين جغرافيا، لكن بقدر ما ازداد البعد الجغرافي، كلما ازداد ارتباطنا وحنبا والتصاقنا بالشعب الفلسطيني. وأوضح رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية ان تكريم القائد جبريل الرجوب، هو تجسيد لهذا الارتباط. ونعاند في مثل هذه المبادرات لإبداء ما يمكن ابداؤه من حبنا وارتباطنا بالقضية الفلسطينية. وختم كلمته بالتأكيد على أننا نتألم كل لحظة ونحزن كل لحظة، لأننا مقرصين فعلا في حق القضية الفلسطينية. الاحتفاء بالرجوب يقول البقالي هو احتفاء بفلسطين وبكل مكوناته المناضلة،خاصةو نحن نتابع هذه الأيام كيف حول العدو الصهيوني الساحات العمومية إلى مجالات للإعدام بمباركة بان كي مون وغيره، الذي هرول للبحث عن مناصرة قضية وهمية، في حين ان شعبا فلسطينيا كاملا يدفع الثمن في كل لحظة ولا يلتفت إلى كيف يتم تحصين هذه المنطقة من النزاعات. على سالم الشكاف عامل عمالة المحمدية قدم شهادة في حق المحتفى به. وبسط عمق العلاقات التي تربط الشعبين الفلسطيني والمغربي. اذ كانت وستظل القضية الفلسطينية يقول السيد الشكاف قضية كل المغرب رسميا وشعبيا. ولعل السيد علي سالم الشكاف وهو يكرم الضيف الكبير للمحمدية والمغرب، تذكر حينما كان رئيسا للجنة الشؤون الخارجية بمجلس المستشارين، المبادرات التي قدمتها المؤسسة التشريعية لنصرة القضية الفلسطينية وزيارة الوفد المغربي الى فلسطين، وكيف عمل الاسرائيليون على منع ممثلي المغرب من ولوج الاراضي الفلسطينية. وكيف تم الاعتصام هناك، حيث كان المغاربة شهدوا على منع الفلسطينيين من العودة الى ديارهم والى ابنائهم،ورصد حجم معاناة وآلام الإخوة الفلسطينيين هناك لم يكن بالمفاجئ حضور كل ذلك العدد من الفعاليات والأسماء التي انضاف إليهم ممثلو الهيئات الوطنية من وزارة الشباب والرياضة في شخص كاتبها العام العامري مرفوقا بالبطل الأولمبي إبراهيم بولامي، والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في شخص كاتبها العام طارق ناجم، إلى غير ذلك من الأسماء من مختلف الشرائح المجتمعية التي حرصت على هذا التكريم الجماعي . الجمعية المنظمة ونادي شباب المحمدية شريكها في التنظيم ، وكذا كل الحضور احتضنوا العلمين المغربي والفلسطيني، وعبروا ، خاصة من خلال الكلمات التي ألقيت بالمناسبة، عن ترحيبهم بالاحتفاء بفلسطين وبتكريم جبريل الرجوب. في هذا السياق، لم يفت الحبيب محفوظ رئيس جمعية محمدية المغرب للصحافة والإعلام أن يستحضر تلك العلاقات التاريخية التي تربط المغرب بلفسطين، موضحا أن الجمعية وهي تختار تكريم الرجوب فإنها تحتفي من خلاله بفلسطين العربية التي تحتل أرقى مكان في قلوب المغاربة. من جانبه، نوه الكاتب العام لوزارة الشباب والرياضة بحدث تكريم جبريل الرجوب وبفلسطين مؤكدا أن الوزارة ترحب بمختلف مجالات التعاون مع فلسطين خاصة في المجال الرياضي. وأوضح المسؤول الوزاري أن الوزارة بادرت إلى رعاية مقام منتخب فلسطين الذي خاض تربصا إعداديا بالمغرب من فاتح مارس إلى الرابع عشر منه، وأن الوزارة على استعداد للانخراط في أي تعاون مستقبلي لصالح الرياضة في فلسطين. بدوره، أعرب احميدة امحمدي رئيس فريق شباب المحمدية لكرة القدم، عن سعادته وكل مكونات الفريق باستقبال المسؤول الفلسطيني الرياضي، متعهدا بأن يكون فريق شباب المحمدية الأول على الصعيد الوطني ولما العربي الذي يقوم بزيارة فلسطين. وكان مسك ختام الحفل، الذي اعتبره الحبيب محفوظ رئيس الجمعية المنظمة ثمرة اللقاء، ما أعلنه اللواء جبريل الرجوب، رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، وحسن زيريت الرئيس الشرفي لفريق شباب المحمدية عن الاتفاق على توقيع توأمة رياضية بين نادي شباب المحمدية ، مع نادي سلوان المقدسي الفلسطيني.