عملت جمعية الشعلة للتربية والثقافة هذه السنة في إطار أيام الشعلة للطفل على طرح موضوع: «الطفل والذكاءات المتعددة» من نظرية عالم النفس الأمريكي «هاورد كاردنر». وفي هذا الإطار تم افتتاح هذا البرنامج الوطني بعرض افتتاحي بدار الشباب الحي المحمدي بالدار البيضاء قدمه الدكتور عبد الواحد أولاد الفقيهي المتخصص في نظرية الذكاءات المتعددة بالمغرب رفقة أربعة باحثين في المغرب. وقبل التقديم النظري لهذه النظرية، أكد الدكتور أولاد الفقيهي على أن من منجزات هذه النظرية قيامها بخلخلة قارة فكرية سادت منذ عصر اليونان إلى الآن، والتي كانت تعتبر الذكاء مرتبط بالقدرات الرياضية وهذا ما رسخه الفيلسوف أفلاطون في أكاديميته، بحيث ظل هو الموجه لمنهاج التعليم في العالم باعتبار هناك ذكاء واحد ولست هناك ذكاءات آخرى بالجمع، إلى حين ظهور نظرية الذكاءات المتعددة ،و كان أول عمل تم إنجازه، تمثل في ظهور كتاب (أطر العقل) (Frames of mind) الصادر سنة 1983، السنة التي تؤرخ لميلاد قدرات الأفراد في حل المشاكل وإنتاج الخبرات وستكون متعددة ومتباينة، ليس فقط بين الحضارات، بل وداخل الحضارة الواحدة. وقد قسم «هاورد كاردنر» الذكاءات إلى ثماني ذكاءات أربعة في النصف الأيسر للدماغ والاربعة الاخرى في النصف الأيمن منه وهي كالتالي : 1 الذكاء اللغوي2 الذكاء المنطقي الرياضي 3- الذكاء الجسمي الحركي4 الذكاء الطبيعي5 الذكاء الفضائي البصري6 الذكاء الموسيقي7 الذكاء التفاعلي8 الذكاء الذاتي, وشدد الدكتور أولاد الفقيهي على الثورة الابستمولوجية التي أحدثتها نظرية الذكاءات المتعددة، فلم يعد مكان للفشل لأن جميع الناس متساوون في القدرة على حل المشاكل كل بطريقته وذكائه. إنها نظرية منصفة وغير تمييزية على اعتبار فالناس في جميع الحضارات لهم القدرة على حل المشاكل والوضعيات . فلم يعد الذكاء مرتبط بالقراءاة والكتابة فقط بل بالخبرات الذاتية لكل فرد في أي مجتمع كان. وبعد العرض الذي شاركت فيها مجموعة من الفعاليات الثقافية والتربوية وأسرة التعليم والتي تمحورت تساؤلاتها عن مدى نجاعة وفاعلية هذه النظرية وهل ستكون جوابا على اصلاح المنظومة التعليمية بالمغرب. وجوابا على تلك تساؤلات أكد الأستاذ عبد الواحد أولاد فقيهي على أن هناك نظريات أخرى معتمدة في تفسير سلوكات الفرد وعلاقته بالدراسة. كما أكد على أن المشكل الحقيقي يكمن في الأساليب المعتمدة في التدريس التي لا تسمح لنا باكتشاف المواهب المكنونة في الطفل المتعلم. مشيرا بالارتجالية في اصلاح منظومتنا التعليمية وغياب رؤية استراتيجية وطنية و تغييب العديد من الخبراء المغاربة في النقاش الاصلاحي . هذا واعتبر الأستاذ عبد الواحد اولاد فقيهي أن مثل هذه النظريات هي التي تجعل الطفل المتعلم يحب العلم و المعرفة و الابداع. وقد عرفت هذه الفعاليات التي تم تنظيمها أيام 08-09-10 يناير 2016 بدار الشباب الحي المحمدي أنشطة موازية كالمسابقة الثقافية و الفنية بين الاعداديات صبيحة تربوية ترفيهية لفائدة الأطفال.