يبلغ عدد المغاربة الذين يعانون من مرض السيلياك، المعروف كذلك بعدم القابلية للغلوتين، حوالي 340 ألف مغربي من مختلف الأعمار، أغلبهم بدون تشخيص لمعرفة طبيعة المرض الذي يعيشون تفاصيله، وأكدت الدكتورة خديجة موسيار، الاختصاصية في الطب الباطني، في تصريح ل «الاتحاد الاشتراكي»، أن هذا المرض يؤدي إلى التهاب على صعيد الأمعاء الدقيقة يسببه بروتين الغلوتين الموجود في الحبوب من قبيل القمح والشعير في الخبز والعجائن، بل وحتى في عدد من المنتجات الغذائية المصنّعة لكونه يُعتمد لتحسين شكلها والحفاظ على استقرارها، مضيفة أن الداء لايصيب فئة عمرية بعينها وإنما الكلّ عرضة للإصابة به في أي مرحلة من مراحل العمر. وأضافت الدكتورة موسيار، أن علامات المرض تكون عادة واضحة جدا عند الرضع والأطفال الصغار، خلال بضعة أشهر بعد إدخال الغلوتين في النظام الغذائي، وتتمثل في الإسهال المزمن، التعب، فقدان الشهية، انتفاخ البطن، والنحافة مع التباطؤ في وتيرة النمو، مبرزة أنه كلما تم التقدم في العمر أصبحت الأعراض أكثر صعوبة في ربطها بالمرض، إذ يعيش الأطفال الأكبر سنا والمراهقون حالة من فقر الدم المزمن، وقصر القامة، إضافة إلى تدهور في «ميناء» الأسنان، وآلام العظام، فضلا عن تأخر سن البلوغ، وانحباس في الطمث أو عدم حدوثه، مشددة على أنه من المستحسن إدخال مادة الغلوتين بين الشهرالرابع والسابع تدريجيا وبكميات صغيرة، مع الاستمرار بالرضاعة الطبيعية، على اعتبار أن ظروف إدخال هذه المادة في النظام الغذائي تلعب دورا في ظهور المرض من عدمه، مؤكدة أن أساس علاج مرض السيلياك هو اتباع حمية خالية من الغلوتين مع استبعاد كامل ونهائي له من النظام الغذائي.