فاز الباحث محمد أبطوي (المغرب) والباحث سليم الحسني (بريطانيا) بجائزة الملك عبد الله للترجمة في مجال «العلوم الإنسانية من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى» عن ترجمتهما إلى اللغة الإنجليزية لكتابهما «متن المظفر الإسفزاري في علمي الأثقال والحيل .. تحقيق نقدي ودراسة تاريخية لنصوص جديدة في تقليد الميكانيكا العربية» (لندن: مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، 2013). واعتبرت لجنة التحكيم في قرارها أن هذا العمل المطبوع في حجم كبير وطبعة فاخرة، الذي يقع في 520 صفحة ويحتوي على سبعة نصوص علمية وتكنولوجية لم يسبق نشرها من قبل للإسفزاري في الميكانيكا النظرية والتطبيقية مع ملاحق ومقتطفات من المخطوطات، «يسلط الضوء لأول مرة على العلوم التطبيقية ومساهمة العرب في مجال الميكانيكا النظرية والتطبيقية». ونشر محمد أبطوي في ماي 2015 كتابا جديدا بالإنجليزية يتضمن ترجمة إنجليزية كاملة لمتن الإسفزاري في الميكانيكا مرفوقة بدراسة تاريخية وافية. ويمثل هذا الكتاب الجزء الثاني من مشروع تحقيق متن الإسفزاري العلمي ودراسته وترجمته. يعمل محمد أبطوي أستاذا لتاريخ وفلسفة العلوم بجامعة محمد الخامس بالرباط. وكان أيضا كبير الباحثين بمؤسسة العلوم والتكنولوجيا والحضارة بمانشستر (المملكة المتحدة)، وشغل وظيفة رئيس تحرير الموقع الإلكتروني (مسلم إريتايج.كوم) المتخصص في التراث العلمي الإسلامي إلى حدود ماي 2014. ويتحدد مجال البحث العلمي الذي يزاوله محمد أبطوي منذ أكثر من ثلاثين سنة في تاريخ وفلسفة العلوم، وخاصة في التأريخ للأفكار الفيزيائية (فيزياء وميكانيكا وتكنولوجيا) منذ العصر القديم حتى القرن الثامن عشر. ويفرد في بحوثه اهتماما خاصا منذ 1996 لتاريخ الميكانيكا عند المسلمين في شقي علم الآلات (علم الحيل أو الميكانيكا التطبيقية) وعلم الأثقال (الميكانيكا النظرية)، ويعمل حاليا على تحقيق المتن العربي حول دراسة الأثقال والموازين وتحليله وترجمته إلى الانجليزية، وتحديد موقع هذا المتن العلمي الهام في تاريخ الأفكار الفيزيائية. وتشمل أبحاث محمد أبطوي في تاريخ العلوم دراسة الشروط العلمية لنشأة العلم الحديث في أوروبا الغربية في القرن السابع عشر، ويشتغل حاليا على انجاز ثلاث كتب حول الفيزيائي الايطالي المعروف جاليليو جاليلي : كتاب بالفرنسية مخصص لدراسة مخطوطات جاليليو ودراساته الأولى حول الحركة ودورها في إعادة بناء السيرة العلمية لجاليليو، وكتابان بالعربية يتضمنان الترجمة العربية لكتاب جاليليو الشهير «خطابات وبراهين رياضية» (الذي صدر في 1638) ودراسة شاملة حول المساهمة العلمية لجاليليو في نشأة العلم الحديث، في ميداني الفلك والفيزياء.