وافت المنية، مستشارة جلالة الملك محمد السادس زليخة نصري، فجر يوم الأربعاء 16 دجنبر بالمستشفى العسكري بالرباط، بسبب جلطة دماغية ألمت بها، و كانت قد نقلت إليه قبل أيام قليلة، بعد أن تدهورت حالتها الصحية. وتعتبر الفقيدة أول امرأة ضمن مستشاري جلالة الملك وآخرهن حتى اليوم، كلفها القصر بالملفات الاجتماعية. إنها سيدة المهام الصعبة وهو ما تعودت عليه، لا سيما مع بداية العهد الجديد، حيث أنها كانت دائما على أهبة الاستعداد. كانت زليخة نصري وراء وضع أسس مؤسسة محمد الخامس بتنظيمها أسبوعا للتضامن في عهد الملك الراحل. ولدت زليخة نصري بمدينة وجدة سنة 1945، وتابعت دراستها الابتدائية بمدرسة الفندق التي كانت تابعة لمدرسة مولاي عبد الله،ثم التحقت بعد ذلك بثانوية عبد المؤمن، وبعد حصولها على شهادة الباكالوريا من مدينة مكناس التحقت بالمدرسة الإدارية بالرباط، وتابعت دراستها العليا بفرنسا حيث حصلت على الدكتوراه في قانون التأمين لتعود إلى عملها بوزارة المالية وتُعين بعد مدة مديرة للتأمينات. عُينت في أواسط التسعينيات كاتبة للدولة بوزارة الشؤون الاجتماعية، قبل أن يعينها الملك الراحل الحسن الثاني مكلفة بمهمة بالديوان الملكي في أبريل 1998، وفي سنة 2000 عينها الملك محمد السادس مستشارة له. ظلت زليخة نصري أقرب المستشارين إلى جلالة الملك بعد فؤاد عالي الهمة، ونجحت في بصم هذه المهمة السامية بالعمل الجمعوي والتنموي، خاصة عبر إشرافها المباشر على مؤسسة محمد الخامس للتنمية، وكل من يذكر النشاط السنوي والتنموي الذي يترأسه جلالة الملك بمناسبة انطلاقة أسبوع التضامن يذكر هذه المرأة الصلبة والمجدّة التي لا تكل ولا تمل. ديناميكية هذه المرأة، جعلتها لا تستريح طيلة شهر رمضان لتصبح ظل جلالة الملك محمد السادس في كل ألأنشطة الاجتماعية التي يسهر عليها.