ورد اسم مجموعة من كبار المسؤولين الكرويين في أمريكا الجنوبية والوسطى ضمن 16 شخصا وجهت لهم الولاياتالمتحدة اتهامات يوم الخميس، بالتورط في مخططات رشوة بمئات الملايين من الدولارات فيما يتعلق بحقوق التسويق وبث المباريات، وذلك في إطار تحقيق موسع في الفساد الذي طال الرياضة. وأظهرت وثائق قضائية أن رئيسي اتحاد أمريكا الجنوبية واتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي (الكونكاكاف) وغيرهم من كبار المسؤولين في الاتحاد الدولي للعبة (الفيفا) يواجهون اتهامات، إلى جانب الرئيسين الحالي والسابق للاتحاد البرازيلي لكرة القدم، والتي استضافت كأس العالم 2014. وورد اسم رفائيل كاليخاس، الرئيس السابق لهندوراس وهيكتور توريخو، القاضي في المحكمة الدستورية في غواتيمالا ضمن لائحة الاتهام. وقال كاليخاس، الذي سبق ورأس اتحاد كرة القدم في هندوراس "أنا على علم بالاتهامات، لكن وفي الوقت الحالي فإنني أفضل عدم التعليق حتى يتم تحليل تلك المزاعم"، مشيرا إلى أنه مستعد للدفاع عن نفسه أمام المحكمة. وقال مصدر في المحكمة إن توريخو يقضي عطلة في الولاياتالمتحدة. وألقت الشرطة السويسرية القبض على ألفريدو هاويت من هندوراس، القائم بأعمال رئيس اتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي (كونكاكاف)، وخوان أنخيل نابوت من باراغواي، رئيس اتحاد أمريكا الجنوبية، في مداهمات عند الفجر على فندق في زيوريخ قرب مقر الفيفا، الذي يواجه حالة من الفوضى منذ بداية الاعتقالات وصدور لائحة الاتهام الأولى في مايو الماضي. وقالت وزيرة العدل الأمريكية لوريتا لينش في مؤتمر صحفي في واشنطن إن الفساد بات ضاربا بجذوره في الأعمال المتعلقة برياضة كرة القدم. وفي إشارة إلى توريخو، القادم من غواتيمالا، قالت وزيرة العدل الأمريكية "من المفترض أنه كان يقيم العدل ذات يوم إلا أنه كان يلتمس الحصول على رشى والاستفادة من تأثيره داخل الفيفا." وأضافت لينش "خيانة الثقة التي كانت قائمة هنا تعد أمرا شائنا بحق وحجم الفساد المزعوم في هذا الصدد غير متصور." وقالت السلطات الأمريكية إنها تحقق تقدما في التحقيقات، وأشارت إلى أن الأشخاص الثمانية الذين ألقي القبض عليهم في مايو الماضي وافقوا على الاقرار بالذنب. وقالت لينش إنه، وبالنسبة للذين مازالوا "في الظل" على صعيد الرياضة، فإن الرسالة هي "لن تنتظرونا طويلا. ولن تفلتوا من تحت أنظارنا." والولاياتالمتحدة هي أحد أعضاء اتحاد الكونكاكاف، وكان لديها أحد المسؤولين المخضرمين بداخله هو تشاك بليزر، الذي بات شاهدا مهما للغاية ومتعاونا، بعد إقراره بالذنب سرا عام 2013 بعد توجيه اتهامات جنائية له. وبليزر هو الأمين العام السابق للكونكاكاف وعضو سابق باللجنة التنفيذية للفيفا. وشملت لائحة الاتهام الجديدة رئيس الاتحاد البرازيلي ماركو بولو ديل نيرو والرئيس السابق للاتحاد البرازيلي ريكاردو تيشيرا، وكلاهما عضو سابق باللجنة التنفيذية للفيفا. وتيشيرا هو أحد أقارب جواو هافيلانج، الذي تولى رئاسة الفيفا لفترة طويلة. وفي عام 2012 قال الادعاء السويسري إن تيشيرا وهافيلانج حصلا على ملايين الدولارات كرشى مقابل منح حقوق التسويق لبطولات كأس العالم. وقال اتحاد أمريكا الجنوبية للعبة إنه سيستمر "في التعاون طوال الوقت مع التحقيقات، التي تجريها السلطات وسنواصل الإصلاحات الإدارية العميقة." وفي بيان مماثل قال اتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي (الكونكاكاف) إن التطورات الجارية تزيد "من عزمنا على مواصلة إدخال تغييرات هيكيلة وعلى مستوى قيادة الاتحاد." وقال الفيفا إنه سيواصل التعاون بشكل كامل مع السلطات القضائية في الولاياتالمتحدة وسويسرا. وفي سياق متصل، وافقت اللجنة التنفيذية التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم يوم الخميس على حزمة من الإصلاحات المقترحة لتطهير الاتحاد، ومنها إجراء اختبارات نزاهة ووضع سقف لمدة بقاء المسؤولين في مناصبهم والفصل بين المهام السياسية والإدارية في المؤسسة. كما تشمل الاقتراحات زيادة تمثيل المرأة، وسيتم عرضها على الجمعية العمومية غير العادية للفيفا في فبراير المقبل، وهي من تملك القدرة على تغيير لوائح المؤسسة. وفي الوقت نفسه أرجأت اللجنة التنفيذية، التي يقودها رئيس مؤقت بعد إيقاف سيب بلاتر رئيس الفيفا، البت في الاقتراح المثير للجدل بزيادة عدد المنتخبات المشاركة في كأس العالم من 32 إلى 40 منتخبا. ومن ضمن الاقتراحات سيتم تحديد مدة ولاية رئيس الفيفا بثلاث فترات ومدة كل فترة أربعة أعوام، مع إجراء اختبارات نزاهة للمسؤولين قبل تولي المناصب. ولم يتضمن جدول الأعمال الاقتراح الذي قدمته لجنة التدقيق والامتثال برئاسة دومينيكو سكالا بتحديد 74 عاما كحد أقصى لسن رئيس الفيفا، وهو الاقتراح الذي تم إدراجه ضمن الخطة الأصلية المؤلفة من ثماني نقاط.