تعرف مدينة الحاجب تزايدا ملحوظا في عدد المشردين من مختلف الأعمار ذكورا وإناثا الوافدين عليها من مناطق أخرى ،حيث بلغ عددهم، حسب الإحصائيات الأخيرة للسلطة المحلية ، 34 منهم 18 من القارين بالمدينة. منهم من يمتهن التسول أو القيام بأشغال هامشية دخلها لا يسمن ولا يغني من جوع، ومنهم من يبقى مثبتا في مكانه دون حركة لعدم قدرته على ذلك في انتظار الخلاص. هذه الفئة من المواطنين التي تفترش الأرض وتبيت على أرصفة الشوارع وتحت سقيفات المحلات التجارية وبجنبات المساجد، تتفاقم أوضاعها الصحية خلال فصل الشتاء حيث تعرف المدينة موجات من الصقيع وانخفاضا حادا في درجات الحرارة يستحيل معها العيش داخل المنازل بدون تدفئة فبالأحرى من يبقى طيلة هذه الأيام في العراء، وخاصة أن أغلبهم لا يمتلكون من الأفرشة إلا ما تحملهم أجسامهم النحيفة والمصابة بشتى الأمراض لسوء التغذية وغيرها من العوامل، مما يجعل فصل الشتاء فصل تهديد لهذه الشريحة ،مع العلم أن بعضا من هذه الشريحة الاجتماعية تمكنت من الالتحاق بدار الطالبة بقاعة خصصت لذلك خلال الحملات التي قامت بها الجهات المعنية في السنة الماضية إلى أن طلب منهم مغادرة المكان بعد مدة ثلاثة أشهر حسب ما صرح به أحد المعنيين. وفي رد حول استفسارنا عن وجود المسنين فقط في العراء أجاب أحدهم أنه هو نفسه كان يبيت في منزل مقابل 5 دراهم ليلة الواحدة ثم ارتفع الثمن إلى 10 دراهم والآن بلغ 15 درهما ولم يتمكن من تسديد المبلغ ففضل الأرض و السماء بالمجان(حتى الفنادق من صنف صفر نجوم طالتها الزيادة )،وخدمات هذا المنزل حسب رواية أحد الزبناء، حصير فقط. وأمام هذا الوضع الإنساني المزري، انطلقت نداءات شبابية من مدينة الحاجب على صفحات شبكات التواصل الاجتماعي للعناية بالمحتاجين كللت بحملة شبابية تطوعية لجمع الملابس والأغطية سموها «حملة شتاء دافئ «تحت شعار «سعادة الآخرين في قلب معطاء».وقد بادرت مندوبية الشباب والرياضة والمؤسسات التعليمية الخصوصية وبعض فعاليات المجتمع المدني إلى الانخراط في هذه الالتفاتة الشبابية والتي لقيت استحسانا وتجاوبا من طرف الساكنة. ولم يقتصر هؤلاء الشباب المتطوعون على هذا الإجراء فقط، بل بادروا إلى القيام بسهرة فنية يوم السبت الماضي تطوعت للمساهمة فيها مجموعات فنية شبابية من الحاجب ومن مدن أخرى بدار الثقافة، ستخصص مداخيلها للفئات المحتاجة حسب تصريح أحد أعضاء اللجنة المنظمة.و يمكن اعتبار هذه المبادرة الشبابية النبيلة حملة تحسيسية ولفت انتباه مختلف الجهات المعنية بضرورة تخصيص ميزانيات مهمة لدعم دور الطالبة والطالب والمحتاجين .