في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ الأممالمتحدة ، عين بان كيمون المغربي جمال بنعمر مستشارا خاصا له لشؤون منع النزاعات وهو منصب يساوي نائب الأمين العام الأممي . وكان بنعمر، المعتقل السياسي السابق، تدرج في مناصب داخل إدارة الأممالمتحدة ،وسطع نجمه بعدما عين مكلفا بحل النزاع اليمني قبل أن تطيح بجهوده أطراف خارجية دفعت نحو مزيدا من التأزيم وكانت معلومات راجت حول الدور الذي لعبه بنعمر من أجل تسليم الحوثيين ومن معهم جثة الطيار المغربي الذي سقطت طائرته الحربية فوق اليمن إثر عطب تقني. وقد حصل جمال بنعمر الذي يوصف بالرجل العصامي على شهادة الباكالوريا ، وبعدها على شهادة الإجازة، وبدأ التحضير لشهادة الماجستير في فرنسا عن طريق المراسلة وتعرض جمال بن عمر للاعتقال وهو تلميذ بإحدى ثانويات مدينة تطوان في عام 1976، خلال سنوات الرصاص ، واتهم ورفاقه بتعاطفهم مع يسار السبعينيات، كما ذاقوا شتى أنواع التعذيب ، وصدرت في حقهم أحكاما قاسية جدا. و استطاع بنعمر مغادرة المغرب بطريقة سرية لكونه كان ممنوعا من السفر إلى الخارج ومحروما من جواز السفر، وبعدها اشتغل في مجال حقوق الإنسان، حيث عمل في لندن ضمن طاقم منظمة العفو الدولية،ومن لندن سافر بنعمر إلى جنيف، والتحق بمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. وفي 2004 تزعم شعبة التعاون الفني في المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحد كما تولى الدبلوماسي المغربي عدة مهام على مستوى المنظمة الدولية، حيث كلف بالملف العراقي. كما رافق في مسيرته الدبلوماسي الجزائري الأخضر الإبراهيمي في مهمته ، مبعوثا أمميا خاصا لأفغانستان، و شارك أيضا في تسوية نزاعات دولية هامة في كوسوفو والبوسنة وجنوب أفريقيا ومنطقة البحريات الكبرى. ونوه بيان صادر عن الاممالمتحدة بمجهودات بنعمر في اليمن خاصة وفي عدد من مناطق النزاع التي عمل بها مثل العراق التي جاور فيها المبعوث الأممي الاخضر الإبراهيمي وعمل كذلك في كوسوفو وغيرها من المناطق المشتعلة ، وتنتظر المغربي الأممي مهاما شاقة في عدة نقاط ساخنة في بورما .