تواصل الاقلية الشيعية في السعودية احياء ايام عاشوراء فيما تتابع القوى الامنية السعودية التحقيق في عملية اطلاق النار التي تبناها تنظيم الدولة الاسلامية وتسببت بمقتل خمسة اشخاص قرب حسينية في محافظة القطيف شرق البلاد. وجاء الحادث مساء الجمعة الماضي بعد يومين على بدء عاشوراء التي يحيي فيها الشيعة ذكرى مقتل الامام الحسين. وقال المتحدث الأمني لوزارة الداخلية في بيان »حوالى الساعة السابعة (16,00 تغ) من مساء الجمعة (...) تم رصد شخص يحمل سلاحا من نوع رشاش بالقرب من مسجد الحيدرية بمدينة سيهات في محافظة القطيف وشروعه بإطلاق النار عشوائيا على المارة في محيط المسجد«. واضاف »نتج عن قيامه بإطلاق النار مقتل خمسة مواطنين من المارة بينهم امرأة وإصابة تسعة آخرين«. وتبادلت دورية أمن في الموقع إطلاق النار مع الرجل »ما أدى إلى مقتله«، بحسب بيان وزارة الداخلية التي اكدت ان »الحادث محل المتابعة الأمنية«. ولم يكن في الامكان الاقتراب على الفور من المكان لالتقاط الصور بعد ان طوقت القوى الامنية المنطقة. الا انه تم تداول اشرطة مصورة عبر الهواتف النقالة على مواقع التواصل الاجتماعي تسمع فيها بوضوح اصوات الرصاص وسط هلع الموجودين وهرولة في كل الاتجاهات، فيما يسال رجل طفلا عن مكان وجود ابيه محاولا طمأنته. وذكرت قناة الاخبارية السعودية الرسمية ان المسلح شاب في العشرين من العمر. واوضح علي البحراني الذي كان في المنطقة لوكالة فرانس برس ان الشاب بدأ باطلاق النار بينما كان المصلون يستمعون الى خطبة داخل الحسينية. وقال جعفر العباد، احد افراد عائلة بثينة (22 عاما) التي قتلت في الحادث، لوكالة فرانس برس ان العائلة »فخورة باستشهاد ابنتها فداء لدينها«. واضاف انها كانت »على وشك ان تصبح طبيبة، لكنها ماتت شهيدة، وهذا افضل«. وقال حسين النمر، احد سكان سيهات، لوكالة فرانس برس ان حادثين مماثلين وقعا في منطقة سيهات مساء الجمعة من دون ان يؤديا الى سقوط ضحايا. واوضح النمر ان رجال امن من المتطوعين الشيعة يراقبون الاشخاص الذين يدخلون الحسينيات منذ بدء عاشوراء. وتبنى تنظيم الدولة الاسلامية-ولاية البحرين الهجوم. وقال بيان تناقله جهاديون على موقع تويتر للرسائل القصيرة »بتوفيق من الله تعالى، انغمس جندي الخلافة شجاع الدوسري تقبله الله بسلاح كلاشينكوف على احد معابد الرافضة المشركين (حسينية الحمزة) في بلدة سيهات بمنطقة القطيف بولاية البحرين فمكنه الله من قتل واصابة العشرات من الرافضة وقت انتهائهم من طقوسهم الشركية«. وهدد البيان »لن يأمن المشركون في جزيرة محمد«. واوضح الباحث والخبير في الشؤون الاسلامية رومان كاييه في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس انه »البيان الاول الذي يصدر عن +الدولة الاسلامية- ولاية البحرين+، ما يدل على نشوء فرع جديد« للتنظيم في شبه الجزيرة العربية. واضاف ان العملية تمت في منطقة القطيف السعودية، واعتماد التنظيم لاسم ولاية البحرين »يندرج ضمن اطار منطقه القاضي باعادة رسم الحدود وبينها دول الخليج«، وكأنه يستعيد »تسمية من القرون الوسطى كانت تطلق على مناطق في شرق السعودية واخرى في البحرين الحالية«. وقالت المواطنة من سكان المنطقة الشرقية في السعودية نسيمة السعدى »نطالب بمزيد من الحماية وبقانون يجرم التمييز الطائفي. نعيش في اطار من ورق قد يشتعل في اي لحظة«. ورأى كاييه ان الحادث الاخير يشكل تحديا للسلطات السعودية »اولا لجهة احتمال ترافق اي حرية تعطى للشيعة في ممارسة شعائرهم مع مزيد من التطرف« السني، و»ثانيا،لجهة التدابير الامنية التي يجب ان تعززها بهدف حماية المواطنين«. ودان مجلس التعاون الخليجي الهجوم في بيان السبت معربا عن شجبه واستنكاره الشديدين للهجوم "الارهابي" الذي وصفه بالجريمة المروعة. ومنذ ايار/مايو الماضي، تم تعزيز الاجراءات الامنية حول المساجد الشيعية بعدما استهدف هجومان انتحاريان اثنين منها ما اسفر عن سقوط 25 قتيلا. وتبنى الهجومين تنظيم الدولة الاسلامية. وخلال احتفالات عاشوراء العام الماضي، قتل مسلح بالرصاص سبعة من المصلين الشيعة بينهم اطفال في قرية الدالوة في محافظة الاحساء في شرق السعودية. وكان مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ حمل الجمعة بعنف على تنظيم الدولة الاسلامية. وقال »في زمن دعوات مضللة وأفكار خبيثة ودعوات ضالة تخدع كثيرا من الجهال ومن ذلك من يسمون انفسهم بانهم الدولة الإسلامية او بانهم يجاهدون في سبيل الله«. واضاف »اذا رأيت واقعهم يسفكون دماء المسلمين ويدمرون الاسلام لا خير فيهم وليسوا دولة إسلامية ولا مجاهدين ولا دعاة إسلام ولكن عقيدتهم الباطل والخذلان«. وتابع »فلنعرض عن هؤلاء المنافقين الذين تظاهروا بالإسلام وتظاهروا بالدين والتقوى ولكن الواقع منهم خلاف ذلك فهم سفاكو دماء ونهب الأموال لا خير فيهم ولا في صحبتهم ولا في مشاهدتهم (...) ودعواهم الاسلام والجهاد وخدمة الاسلام كاذبة«. وتشارك السعودية في التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا.