يشارك 14 فيلما في المسابقة الرسمية للدورة الثامنة عشرة لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة الذي تنظمه مؤسسة مهرجان السينما الإفريقية في الفترة المتراوحة ما بين الثاني عشر والثامن عشر من شهر شتنبر المقبل. أفاد بلاغ للمؤسسة المنظمة لهذه التظاهرة السينمائية القارية أن المسابقة الرسمية لهذه الدورة ستعرف مشاركة أربعة عشر (14) شريطا ستتنافس على الجائزة الكبرى للمهرجان التي تحمل اسم المخرج السينمائي السينغالي الكبير، الراحل "عثمان صامبين" وجائزة أحسن دور رجالي والتي تحمل اسم الفنان المغربي الراحل " محمد البسطاوي" ، مضيفا أن هذه الأشرطة السينمائية المذكورة ستمثل ثلاث عشرة (13) دولة، وهي المغرب والسنغال (ضيف الدورة) والكاميرون وكوت ديفوار وتونسوالجزائروغينيا كوناكري وبوركينافاسو وإثيوبيا ومالي والنيجير وموريتانيا ومصر. وأوضح المصدر ذاته أن الأفلام المشاركة في دورة هذه السنة تشمل "الوشاح الأحمر" لمحمد ليونسي و"جوق العميين" لمحمد مفتكر من المغرب، و" الزيارة (قمر أسود)" لنوفل صاحب الطابع من تونس، و "كلير / طفل الحب" لماري نويل نيبا من الكاميرون، و"عمري خمسون سنة" لجمال عزيزي من الجزائر، و"مورباياس/ سيرمزن دو كومبا" للشيخ فانتامادي كامرا من غينيا كوناكري، و"عين الإعصار" لمخرجه طراوري سيكو من بوركينا فاسو. كما تشمل هذه الأشرطة، حسب البلاغ، "طمبوكتو/ جشن الطيور" لعبد الرحمان سيساكو من موريتانيا، و" ثمن الحب" لهيرمون هيلاي من إثيوبيا، و"بتوقيت القاهرة" لمخرجه أمير رمسيس من مصر، و"النجوم" لمخرجته ديانا كاي من السنغال، و" القبض على سيزار" لدسموند اوفبياجيل من النيجر، و"اختطاف في باماكو" لمخرجه شيخ عمر سيسوكو من مالي، و "سطو على الطريق الإفريقية" لاويل براون من كوت ديفوار. تجدر الإشارة إلى أن الفيلم المغربي " جوق العميين" المشارك في هذه المسابقة حصد على العديد من الجوائز السينمائية كان آخرها الجائزة الكبرى بمهرجان وهران للفيلم العربي بالزائر، وهو يسلط الفيلم الضوء لسيرة ذاتية عن الطفل "ميمو"، الذي يروي قصة والده وجوقته الموسيقية، التي تضطر من حين لآخر إلى التحول لمجموعة موسيقية ل"العميان" أي للمكفوفين، لإحياء حفلات عرس خاصة بالنساء للحصول على لقمة عيش. ويحكي الفيلم الذي يحمل توقيع المخرج محمد مفتكر، حكاية ميمو وحديثه عن والده "حسن" العازف الفنان، الذي تربى في ظروف قاسية لم تساعده على تحقيق أحلامه، التي يتمنى أن يراها في مستقبل ابنه "ميمو"، لكن هذا الأخير الذي سيخيب ظنه، بسبب تأثره بأفكار عمه اليساري المؤمن بالأفكار الثورية. ويقوم ببطولة الفيلم الفنان يونس ميكري، والراحل محمد بسطاوي، وإلياس جيهاني، ومنى فتو، وفدوى طالب، وماجدولين الإدريسي، وسليمة بنمومن، وفهد بنشمسي، وعبدالغني الصناك، ومحمد اللوز، وسعاد النجار، وعلية عمامرة، ومحمد الشوبي. بينما يسلط الفيلم السينمائي المغربي الثاني " الوشاح الأحمر" الذي يحمل توقيع المخرج محمد اليونسي، وحصد جوائز سينمائية أيضا، الضوء على حقبة من تاريخ العلاقة المغربية الجزائرية المعروفة بحرب الرمال، التي وقعت بين البلدين الجارين في بداية ستينيات القرن الماضي. وإن كان الفيلم لا يستحضر الحرب بشكل مباشر، إلا أنه ينبض بتداعياتها السياسية والاجتماعية، من خلال تأثيرها على الطرفين. وفي هذا السياق يروي الشريط، قصة زواج "لحبيب" المغربي من "لويزة" الجزائرية ابنة أحد رجالات المقاومة، الذي دشن علاقة مصاهرة مع الحبيب كعربون محبة له، لما كان يقدمه من مساعدات للمقاومة الجزائرية، وذلك بإدخال السلاح من وجدة إلى الجزائر، لكن تشاء الصدف أن ينتظر "لحبيب" مولوده في اليوم الذي انطلقت فيه "حرب الرمال". من هذا التاريخ تبدأ الحكاية، عبر رصد قصة "لحبيب"، الذي ينتظر مولودا جديداً. وبينما هو عائد من السوق ومتجهاً إلى المستشفى حيث ترقد زوجته، يوقفه أحد العسكريين ليستفسر عن هويته، فيكتشف أنه مغربي الجنسية، ويلقي عليه القبض ويضعه في شاحنة عسكرية، ثم يتم طرده عبر الحدود البرية. وهنا تبدأ معاناة زوجين كان يجمعهما الحب وفرقت بينهما السياسة.