تعرف مدينة مولاي إدريس زرهون، في هذه الآونة الأخيرة، ارتفاعا مفرطا في درجة الحرارة. ومن جهة أخرى، يواجه شباب هذه المدينة الصغيرة مشكل انعدام الأماكن لقضاء أوقات فراغهم والهروب من حر الشمس. ويعتبر اللجوء إلى «حامات الرومان»، التي تبعد حوالي ربع ساعة عن المدينة مشيا على الأقدام، الملاذ الوحيد لهؤلاء الشباب. وتستقر بين جبال المنطقة في موقع رائع يتميز بهواء نقي ومناظر خلابة. تتكون الحامة الرومانية التي شيدها الرومان عند اكتشافها حينما كان العمال ينقلون الصخور لبناء مدينة وليلي من ثلاثة مسابح، إثنان تم تخصيصهما للذكور وواحد للإناث، ويتراوح عمق المياه بها بين مترين وثلاثة أمتار. وتتميز مياه الحامة بكونها دافئة لتوفرها على نسبة مهمة من الكبريت ومعادن أخرى، ما يجعلها مؤهلة لتكون وجهة للاستشفاء من العديد من الأمراض الروماتيزمية والجلدية. في هذا المكان يجتمع شباب المدينة الصغيرة وأطفالها، ومعهم وافدون يأتون من مناطق بعيدة، بحثا عن علاج لأمراض جلدية يقول أهل المنطقة إن الاستحمام في مياه الحامة الدافئة يُداويها، تماما كحامات مولاي يعقوب بنواحي مدينة فاس. والوصول إلى «حامات الرومان» مشيا على الأقدام، يقتضي النزول عبر منحدر جبلي، وعند الوصول تجد نفسك أمام مسابح متسخة؛ فرغم أن مياهها تتجدد على مدار الساعة، إلا أن عدم تنظيف المسابح يجعل المياه تعج بالشوائب. يقول (م.ن)، شاب من المنطقة، «نحتاج إلى عشرة محسنين للتبرع بقدر من المال لتأهيل المنطقة، وتوفير أبسط الحاجيات لشبابها وزوارها، مثل ربط الحامة بطريق في المستوى، وتوفير أماكن للجلوس»، ويضيف أن المنطقة منطقة سياحية، ولو توفرت الإرادة لدى مسؤوليها لخلقوا منها وجهة يقصدها السياح، ومن ثمّ خلق فرص شغل لشباب المنطقة الذي يرزح تحت عتبة الفقر والبطالة».