كشفت وزارة الداخلية الإسبانية عن معطيات جديدة حول الإسباني من أصل مغربي دافيد محمد محمد الذي اعتقل يوم الثلاثاء الماضي بتهمة تجنيد نساء لفائدة تنظيم داعش في عملية قالت إنها تمت بتعاون مع مديرية مراقبة التراب الوطني "الديستي". وحسب هذه المعطيات، فإن المعتقل سبق له أن خدم بالجيش الإسباني، وأنه طرد بسبب اتهامه في قضية متعلقة بالمخدرات وسرقة مواد متفجرة وذلك قبل ثماني سنوات. وأضافت نفس المصادر أن المحققين عثروا بمنزل المتهم على تسجيلات صوتية عبارة عن خطب ذات مضمون متطرف، وتدعو إلى التمرد على القوانين السائدة وعدم التقيد بها والخضوع فقط لأوامر زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي. وقالت السلطات الإسبانية إن المتهم كان يطلع ابنه القاصر على هذه الخطب، وشحنه بالأفكار المتطرفة كما دأب على إلباسه زيا أسود وحمل خناجر أسوة بأعضاء التنظيم المتطرف. إضافة إلى ذلك عثر المحققون على تسجيلات موجهة أساسا إلى النساء لتجنيدهن وإقناعهن بالسفر إلى المناطق التي يسيطر عليها داعش، وهي تسجيلات مشابهة لما عثرت عليه السلطات الإسبانية خلال عمليات اعتقال لنساء كن يتأهبن للالتحاق بداعش. وأوضحت السلطات الإسبانية أن هذه العملية ثمرة للتنسيق مع الاستخبارات المغربية، والتي قادت إلى اعتقال عدد من المتهمين بالارتباط بتنظيم داعش من بينها اعتقال سيدة بجزر الكاناري في يوليوز 2015، وسبع نساء في دجنبر 2014 وستة أشخاص في ماي 2014 وغيرها من العمليات . المدير العام للشرطة الإسبانية إغناسيو كوسيدو وصف هذه العملية ب"المهمة جدا"، كما أنها تأتي بعد أخرى مكنت من تفكيك شبكة لتجنيد أشخاص وإرسالهم إلى مناطق النزاع في سورية والعراق وذلك بالتعاون الوثيق مع السلطات المغربية، مشيدا ب"التعاون الجيد" للمغرب في مجال مكافحة الإرهاب. وقال كوسيدو، "إن هناك تعاونا جيدا بين الشرطة الإسبانية ومصالح مكافحة الإرهاب المغربية" . من جهته أشاد وزير الداخلية الإسباني خورخي فرنانديث دياث، في تصريحات تناقلتها وسائل إعلام محلية، ب"التعاون الوثيق جدا" مع المصالح المغربية. وبحسب وزير الداخلية الإسباني، فإنه ألقي القبض على ما مجموعه 49 مشتبه به جهاديا بإسبانيا منذ مطلع السنة الجارية، مذكرا بالمناسبة، بأن إسبانيا توجد في حالة تأهب قصوى لاحتمال وقوع هجمات إرهابية منذ 26 يونيو الماضي، تاريخ وقوع ثلاث هجمات إرهابية بتونس وفرنسا والكويت. وارتفع عدد الإسبان وأغلبهم من أصول مغربية الذين التحقوا بتنظيم داعش في الاشهر الأخيرة، وتقدر مصادر استخباراتية عدد الأجانب الذين التحقوا بداعش بحوالي 20 ألف شخصا، ينحدرون من 90 بلدا .