لم يتردد شارل فريس سفير الجمهورية الفرنسية في العاصمة الرباط أول أمس في التأكيد على استعادة العلاقات الثنائية بين باريسوالرباط لقوتها وصفائها المعتادين بعد سحابة أزمة سياسية وديبلوماسية طبعت العلاقات بين البلدين لحوالي السنة، تبددت بالتوقيع على اتفاق تعديل اتفاقية التعاون المغربي الفرنسي في المجال القضائي بين البلدين. وعزا شارل فريس، خلال حفل استقبال بمناسبة العيد الوطني لفرنسا نظم أول أمس بمقر إقامته بالرباط، الدينامية الجديدة التي تعرفها اليوم العلاقات المغربية الفرنسية « الاستثنائية بعناها وتنوعها» إلى لقاء القمة الذي جمع كلا من جلالة الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في باريس فبراير الماضي لتفتح فصلا جديدا. وقال سفير الجمهورية الفرنسية في العاصمة الرباط، الذي لم تتبق من مدة انتدابه في العاصمة الرباط، إلا أسابيع ليترك مكانه لخلفه الجديد الديبلوماسي جان فرانسوا جيرو، لمواصلة مهمة تعزيز العلاقات المتميزة بين باريسوالرباط، إن المغرب وفرنسا في الواقع أكثر من أي وقت مضى بحاجة إلى العمل جنبا إلى جنب لضمان أمنهما سلامتهما بالدرجة الأولى، والعمل سويا من أجل التصدي لظاهرة الإرهاب. وسيحل محل شارل فريس السفير الحالي للجمهورية الفرنسية في العاصمة الرباط جان فرانسوا جيرو، وهو واحد من بين الديبلوماسيين الفرنسيين المحنكين، الذي سيشرع في مزاولة مهامه، ابتداء من فاتح غشت المقبل، ويخلف في هذا المنصب شارل فريس، الذي دعي لتولي مهام أخرى. ويشغل السفير الفرنسي الجديد، جان فرانسوا جيرو، الذي يبلغ من العمر 59 سنة، منصب مدير مديرية شؤون شمال إفريقيا والشرق الاوسط في الخارجية الفرنسية منذ أقل من ثلاث سنوات، كما شغل قبلها منصب سفير في كل من العاصمة السورية دمشق في الفترة الممتدة ما بين 2002-2006 وسفيرا لباريس في العاصمة العراقية في المدة ما بين 2006-2009 ليلتحق سنة 2010 بهانوي عاصمة الفيتنام كسفير لفرنسا حيث قضى بها سنتين. وسوف تمكن المعرفة الجيدة للديبلوماسي الفرنسي جان فرانسوا جيرو، الذي يتحدث الفارسية، بالقضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية لمجتمعات الشرق الاوسط وشمال افريقيا ومهنيته العالية في التعاطي مع القضايا الديبلوماسية، من استثمار تجربته في تقريب الرؤى بين المغرب وفرنسا في عدد من مجالات التعاون الثنائي. وأكد شارل فريس، الذي عين سفيرا في الرباط قبل ثلاث سنوات خلفا لبرونو جوبير، وعمل سفيرا ببراغ (2006-2009)، ومنصب المستشار الدبلوماسي للوزير الأول فرانسوا فيون على مدى أكثر من سنتين، على ضرورة مكافحته باريسوالرباط هذه الظاهرة «بحزم وبشكل مستمر» من خلال الرفع من وثيرة التعاون بين الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في البلدين. كما حث الديبلوماسي الفرنسي باريسوالرباط على العمل معا من أجل «الحد من ظاهرة التطرف التي أضحت منتشرة بين بعض مواطني البلدين»، وهو أمر ليس بعزيز على المغرب الذي يعتبر مرجعا في المنطقة، بالنظر لجهود الرباط المبذولة لسنوات عديدة من أجل تعزيز إسلام منفتح ومتسامح معربا في هذا الصدد عن رغبة بلاده في التعاون مع المغرب لتدريب الأئمة في فرنسا. وتحدث سفير الجمهورية الفرنسية في العاصمة الرباط خلال هذا الحفل الذي حضرته، الى جانب زوجته هيلين، فعاليات حكومية وسياسية واعلامية وثقافية وفنية وأعضاء السلك الديبلوماسي المعتمد في الرباط، عن أفق التعاون الاقتصادي بين المغرب وفرنسا التي تعتبر الشريك والمستثمر الأول في المغرب والتنسيق الديبلوماسي، سواء في الرئاسة المشتركة لحوار 5+ 5 حول البحر الابيض المتوسط الغربي، وحضور المغرب الفعال والتزامه في قمة التحولات المناخية الزمع انعقادها في باريس نهاية 2015.