اذا كانت السلطات المحلية لمدينة المحمدية ، تقوم بين الحين والآخر « بغارات « ضد اصحاب المحلات التجارية والمقاهي المنظمين والذين يمارسون عملهم طبقا للقوانين الجاري بها العمل، بدعوى تحرير الملك العمومي من «الاحتلال» ، و يتم استخدام «جيش» من قياد المقاطعات وأعوان السلطة ورجال القوات المساعدة مدججين بمعاول الهدم و السيارات، وبمجرد ما تنتهي هذه الحملة الانتقائية ، حتى تعود الامور الى ما كانت عليه ؛ فلماذا لا تقوم هذه السلطات بواجبها وتحرر الملك العمومي من الاحتلال الحقيقي والسيطرة التامة عليه بشكل مهول؟ يصاب زائر مدينة المحمدية بإحباط شديد كما سكان المدينة من جراء الاحتلال الحقيقي للملك العمومي على جميع المستويات. فمن ساحة مسجد مالي، شارع الحرية شارع المقاومة، درب مراكش ،السعادة،الحسنية ، محيطات كل مساجد المدينة،ساحة المسيرة الخضراء (القرقارة)، باب القصبة ،مدخل شارع الجيش الملكي حتى زنقة شنكيط ، زنقة السقاية، نيكولا،الراشيدية ولا ننسى حي النصر... نفس المشاهد ولم تسلم ممرات الراجلين تحت السكة الحديدية، ولا جنبات الطرق . هذه الفوضى وجدت اليوم مرتعا خصبا لها في المحمدية، فكيف نفسر ويفسر الناس انتشارها بهذا الشكل العبثي المخيف، خاصة اذا وجدنا ان بعض قياد المقاطعات وبعض أعوان السلطة وبعض رجال القوات المساعدة يقفون وسط هذه الفوضى بشكل يومي ومحتشم يغلب عليه حتى إعطاء أوامر لبعض الباعة المتجولين والفراشة «وتعيين أماكن وقوفهم في اندماج تام بينهم، كأن لا احد يرى ويسمع ويلاحظ مايجري ويقع ...حتى شارع الجيش الملكي اصبح محتلا في جزئه، انطلاقا من ساحة المسيرة الخضراء خاصة المقطع الخاص بالراجلين حيث بعد صلاة المغرب يعج بمتاجر متنقلة عبارة عن سيارات مليئة بالسلع يفوق رأسمالها رأسمال صاحب متجر منظم، والفراشة وعربات الخضر والفواكه ،اغلبهم يأتي من خارج المدينة ،والعالية تصدر الفائض، نفس الامر يقال عن باب القصبة ووسطها في محيط المسجد العتيق(جامع الأبيض). اذا كان احد يشكك في ما نقول ما عليه سوى التجول في مختلف احياء المحمدية ليتأكد بنفسه ان ما بين 800 و 1500 عربة وسيارة تتجول في المدينة بدون حسيب ولا رقيب ، والغريب في الامر ان السلع المعروضة تفتقد الجودة والمواد الغذائية في الكثير من الأحيان وغير صالحة للاستهلاك ومع ذلك يبيعون ويشترون في أمان تام وبدون مراقبة جودة هذه المواد . فمن يتحمل المسؤولية في كل ما يقع؟