يستفيد المصابون بالعصاب والهستيريا بمختلف أنواعها والدهان، القاطنون بمدن بوزنيقة وابن سليمان والمنصورية والمحمدية بجماعاتها الست (بني يخلف - عين حرودة -الشلالات- سيدي موسى المجدوب - سيدي موسى بنعلي) من خدمات جناح الأمراض العقلية بمستشفى مولاي عبد الله الذي لا تتحمل طاقته الاستيعابية أكثر من 14 سريرا. نزلاء جناح الأمراض العقلية لا تتعدى إقامتهم أكثر من 20 يوما لإخلاء السرير لفائدة من ينتظر دوره، باعتبار منشور قضائي يلزم إدارة المؤسسة بمنع الاحتفاظ بالمريض أكثر من 21 يوما بعد مطالبته من طرف إدارة المستشفى بالمغادرة. بعضهم يعود إلى حضن العائلة مع تأكيد الطبيب المشرف على ضرورة الالتزام بتتبع العلاج والمصاحبة العائلية، والبعض الآخر من الذين لا هوية لهم بعد أن حملتهم إحدى دوريات الأمن، يكون مصيره مجهولا . فلا جهة تقترح احتضانهم مما يجعلهم عرضة للضياع سرعان ما تلتقطهم دوريات أمنية قد تكون هي نفسها التي جاءت بهم في المرة الأولى فتعيدهم إلى حيث كانوا ليبدأوا العلاج من جديد ... بعد نداء الكرامة، استقبل جناح الأمراض العقلية بمستشفى مولاي عبد الله 8 مرضى من بويا عمر هم الآن يخضعون للمتابعة الطبية من فحوصات وكشوفات لتشخيص مرضهم تحت إشراف طاقم طبي يستحق كل التشجيع والثناء ..هم الآن يسترجعون كرامتهم بعد أن تم تخليصهم من السلاسل . لكن الإحساس بالكرامة لن يتذوقوه إلا إذا أحسوا بضمان من سيتكفل بهم بعد استقرار حالتهم الصحية، ذلك أن بعض الأسئلة بدأت تشوش على الأطر العاملة بقطاع الصحة عموما والعاملين بمستشفيات ذات الاختصاص بالأمراض العقلية منها : متى ستستمر إقامتهم؟ وهل كلام الوزير يستقيم حين أبلغ الرأي العام بأن مرضى بويا عمر لن يطالبهم أحد بالمغادرة إلا بطلب من أسرهم. ترحيل مرضى بويا عمر إلى مستشفيات المملكة لا أحد يجادل في كونه خطوة إيجابية، لكن أن تكون بمعزل عن إجراءات مستعجلة في غياب مستلزمات حق هؤلاء النزلاء في الكرامة الحقيقية . هذه المستشفيات التي استقبلت نزلاء بويا عمر، طاقاتها الاستيعابية وأطرها غير كافية ثم إن بعضا من بين هذه الأطر من ليس له اختصاص، وما مصير المرضى الآخرين: هل سيعمل مسؤولو القطاع على توفير أسرة جديدة ؟.